الدكتور في علم النفس المدرسي موسى أميتوش لـ”المساء”:

”التنمر” ظاهرة منتشرة بمدارسنا وتحتاج لدراسات معمقة

”التنمر” ظاهرة منتشرة بمدارسنا وتحتاج لدراسات معمقة
  • القراءات: 589
رشيدة بلال رشيدة بلال

توجه المختصون في السنوات الأخيرة، عبر العديد من دول العالم، إلى إعطاء اهتمام متزايد لـ"ظاهرة التنمر”، التي تعد أحد أشكال العنف التي يمارسه التلميذ أو مجموعة من التلاميذ ضد تلميذ آخر، والتي تفشت بشكل ملحوظ في مؤسساتنا التربوية، وقد اختار الدكتور في علم النفس المدرسي، في هذا الشأن، إجراء دراسة ميدانية على مجموعة من تلاميذ الطور المتوسط، لعدة اعتبارات، أهمها شح الدراسات في الجزائر، وكونها المرحلة التي يعيش فيها الطفل حالة مراهقة وجملة من المتغيرات الفيزيولوجية والنفسية.

وحول فحوى الدراسة والنتائج التي توصل إليها، والحلول المقترحة لمحاربة الظاهرة التي قد تؤثر سلبيا على نفسية التلميذ، وتجعله يرفض الذهاب إلى مدرسته، كان لـ"المساء” لقاء معه، حيث شرح الدكتور موسى أميتوش في بداية معنى كلمة “التنمر”، التي كانت إلى وقت قريب غير متداولة، بل وغير معروفة في مجتمعنا، بأنها “محاولة الاستقواء على الغير”، وعلى العموم يقول: “تعد شكلا من أشكال العنف، وللأسف الشديد على الرغم من أن الظاهرة منتشرة في مدارسنا، إلا أن الدراسات قليلة في هذا الباب”، وأردف قائلا: “لعل هذا ما جعلني أختار البحث في الظاهرة، خاصة أنها في بعض الدول العربية، وتحديدا بالشرق الأوسط، تحظى باهتمام كبير، وهو ما تعكسه الدراسات الكثيرة في هذا المجال”.

شملت الدراسة التي تمت حسب المتحدث بولاية تيزي وزو، ومست عددا من المتوسطات بغرب الولاية، حيث استهدفت أكثر من 165 تلميذ، تم توزيع استبيانات وبعض المقاييس التي اتضح من خلالها، بأن التنمر موجود بكثرة، ويأخذ في مؤسساتنا أشكالا متنوعة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، “السب والشتم اللفظي، والتنمر الجسدي، من خلال الركل والضرب، بما في ذلك التنمر على الممتلكات، من خلال أخذ مستلزمات الغير بالعنف، إلى جانب التنمر الجنسي الذي يتمحور في بعض اللمسات”، كما تبين أيضا يقول المختص: “إن التنمر ظاهرة تمارس من الجنسين ولا فرق بين الذكور والإناث، إنه يتواجد بشكل كبير في المرحلة العمرية أقل من 12 سنة، وكلما كبر الطفل يتراجع التنمر، حسب دراستي”، مشيرا إلى أن الدراسة، الغرض منها، لفت الانتباه للجهات المعنية من مختصين والعاملين في الحقل التربوي، حول وجود الظاهرة وضرورة إيلائها الاهتمام المطلوب، حتى لا يكون لديها تأثير سلبي على التلميذ في تحصيله ونموه، وحتى على شخصيته، لأننا يؤكد، “في غياب دراسات لا يمكننا أن نعرف مدى التأثير وأبعاده”.

يقترح الدكتور أميتوش من خلال الدراسة التي قام بها، ضرورة العمل على إجراء دراسات معمقة حول التنمر في المؤسسات التعليمية على مستوى التراب الوطني، وحسبه “فإننا اليوم نعرف وجود الظاهرة، لكننا لا نعرف مدى انتشارها، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى، اقترح ضرورة العمل على تفعيل دور مستشار التوجيه، خاصة أنه غير موجود على مستوى المدارس الابتدائية التي يمارس فيها التنمر بشكل واضح، بالتالي ننادي بالمناسبة، إلى ضرورة تعيين مختصين نفسانيين ومستشارين في التوجيه في المؤسسات التعليمية الطور الابتدائي، وتوسيع دور مستشار التوجيه الذي يهتم بالجانب الإحصائي أكثر من بالجانب النفسي، مما يتطلب إدراج المختص النفساني، خاصة في الطور الابتدائي، ليتمكن من محاربة الظاهرة في مراحلها الأولى”.