أعراضه الجانبية تبقى بعد الشفاء

“كورونا” يزيد من مخاطر التعقيدات الصحية

“كورونا” يزيد من مخاطر التعقيدات الصحية
  • القراءات: 748
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أكد الدكتور بن يوب، مختص في الطب الداخلي وأمراض الدم، في تصريح لـ”المساء”، أنه يمكن أن تستمر أعراض فيروس “كورونا” المستجد أحيانا لمدة أشهر، بعد الشفاء الأولي من الإصابة، حيث يمكن للفيروس أن يصيب الرئتين والقلب والدماغ، مما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد، الأمر الذي يستدعي، حسب المختص، المراجعة الطبية بعد الإصابة، للتأكد من سلامة تلك الأعضاء.

جاءت تلك الدراسات، حسب الدكتور، بعدما اشتكى عدد كبير من المصابين من أعراض جانبية بعد الشفاء من الفيروس، لتستمر تلك الأعراض لأسبوع أو شهر إلى عدة أشهر، تصل إلى السنة بعد ذلك، وقد ترجمه الخبراء بأن معظم من يصابون بداء “كورونا”، ومن يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع، يمكن أن يشعروا بأعراض بعد التعافي المبدئي، تختلف حدة عن تلك الأعراض من شخص لآخر.

وعن اختلاف تلك الأعراض، قال المختص في معرض حديثه لـ"المساء”: “تختلف حسب السن، قوة الجهاز المناعي وقدرته على القضاء على الفيروس، فضلا على شدة الإصابة بـ"كوفيد 19”، حيث يشعر هؤلاء الأشخاص أحيانا بأنهم مازالوا حاملين للمرض، وهو شعور مرافق لما بعد الشفاء، وسميت هذه الحالات بمتلازمة ما بعد “كوفيد ـ19” أو “كوفيد ـ19 طويل الأمد”، وينطبق هذا الوصف بنفس الشعور بآثار “كوفيد ـ19” التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيصه.

لا ترتبط تلك الأعراض فقط بكبار السن، أو من لديهم سوابق ومشاكل صحية، يضيف المختص، فأحيانا حتى الشباب والأشخاص الأصحاء قد يشعرون بالتوعك لأسابيع، أو حتى لأشهر بعد الإصابة، فقط تختلف الحدة.

وعن الأعراض التي يشيع بقاؤها مع مرور الوقت، يقول المتحدث؛ الإرهاق، ضيق النَفَس أو صعوبة في التنفس، صداع حاد، السعال، ألم المفاصل، النسيان وعدم التركيز، خفقات في القلب، الحمى، فقدان التوازن، أو البقاء على غياب حاستي الشم والذوق.

وقال أن بعض الأعراض لا تستدعي القلق، في حين لابد من استشارة الطبيب لعلاج أعراض أخرى، على غرار خفقات القلب المتسارعة، التبول المتكرر، مما يشير إلى إمكانية الإصابة بالسكري، تخثر الدم، وهو ما قد يؤدي إلى جلطات قلبية أو دماغية، مشيرا إلى أنه يمكن أن يزيد “كوفيد ـ19” من احتمال تَخثر خلايا الدم وتكوين الجلطات، وتسببه في جلطات صغيرة تسد الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات الدموية) في عضلة القلب. 

رغم أن “كوفيد ـ19” مرض يؤثر في الرئتين بشكل رئيسي، يقول بن يوب؛ إلا أنه يمكنه إلحاق الضرر بالعديد من أعضاء الجسم الأخرى، وحتى النفسية، كالقلق المزمن والاكتاب وتغير المزاج، فالحالة الصحية الصعبة التي يمر بها المريض بـ"كوفيد ـ19” قد تجعله يصاب بنوبة من الهلع، بعد الشفاء، مصاحبة بضيق التنفس والتوتر، يؤدي إلى الإرهاق والشعور بالخمول، يضيف الدكتور بن يوب.

في الأخير، قال الطبيب؛ “من المهم أن معظم مصابي “كوفيد ـ19”  يتعافون بعد فترة، لكن مشاكل هذا المرض، المحتملة على المدى الطويل، تحتم علينا أن نحرص على الحد من انتشاره، من خلال اتباع الاحتياطات اللازمة، وتشمل الاحتياطات ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي، وتجنب التجمعات والتلقيح، والحفاظ على النظافة عامة”.