تقدم كاتيا بلقالم، ابنة مدينة تيزي وزو، أحسن نموذج في رفع التحدي وإثبات الذات، فرغم إعاقتها إلا أنها تمكنت من أن تثبت أن الفوارق بين البشر لا تقف حائلا أمام تحقيق الطموحات و الأهداف، وإنما تكون بمثابة الحافز للتميز، فكانت، دائما، من الأوائل في دراستها، وتمكنت من ولوج الجامعة والتفوق بالحصول على المراتب الأولى، وإتقانها خمس لغات. وحول الصعوبات التي واجهتها والأحلام التي تسعى لتحقيقها كان لـ “المساء” دردشة معها.

وُلدت كاتيا بمرض يؤدي إلى ضمور العضلات، وهو واحد من الأمراض النادرة؛ حيث كانت في المراحل الأولى من عمرها قادرة على المشي، غير أنه سرعان ما ساء الأمر سنة بعد أخرى، إلى أن أصبحت مقعدة في كرسي متحرك، وأصبحت أقدامها عاجزة عن حملها؛ الأمر الذي خلق لها الكثير من الصعوبات والعراقيل، خاصة في ما يتعلق بالتنقل من أجل مزاولة الدراسة، والذي لايزال من التحديات الكبرى التي تعيشها.

بداية النجاح في المشوار العلمي، كان حسب الطالبة كاتيا، برفع التحدي وعدم الاستسلام لمشكل التنقل؛ تقول: “تمكنت من الوصول إلى ما أنا عليه الآن بفضل الثقة في النفس، التي كان فيها لوالدي فضل كبير، إلى جانب الدعم والتشجيع من طرف أساتذتي، وعائلتي، وأصدقائي وكل من حولي”، مشيرة إلى أن المحيط لعب دورا كبيرا في الدفع بها لتكون من بين العشرة الأوائل في البكالوريا؛ بتحصلها على معدل 15 في دورة 2018 لذوي الاحتياجات الخاصة. واليوم وبعد ولوجها الحياة الجامعية حافظت على مستواها، ولاتزال في المراتب الأولى في دفعتها؛ بمعدل 16، تخصص لغة ألمانية بجامعة الجزائر 2.

وتطمح الطالبة كاتيا لأن تطور مهاراتها في اللغات الأجنبية وكذلك في العلوم الأخرى؛ مثل الكيمياء الذي كان ولايزال حلم طفولتها.

وتكشف محدثتنا عن إحساسها الفني العالي؛ إذ تجيد الرسم، وتخصص وقتا كبيرا لقراءة الكتب والروايات. وحسبها فإن من بين ما تتطلع إليه أيضا في المستقبل القريب، التخصص في الكتابة، والتدريس في الجامعة؛ من أجل هذا قررت أن تتابع دراستها بالخارج بعدما تلقت بعض الوعود بالتكفل بدارستها بعد أن يسجل الوباء تراجعا ويسمح لها بالتنقل. وتأمل أن يتم دعمها، وأخذ بعين الاعتبار ظروف ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأنها تؤمن بما لديها من عزيمة لتحقيق النجاح، والوصول إلى كل ما تطمح إليه.