باعتباره فضاء حوار بين الشاب ومسؤوليه

‘’مواطن سيت بوان كوف" يلقى صدى في شوارع عنابة

‘’مواطن سيت بوان كوف" يلقى صدى في شوارع عنابة
  • القراءات: 1143
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أوضحت ليليا لعبيدي، رئيسة جمعية "الإكرام للتوجيه والتنشيط الشبابي" لولاية عنابة، أن تبنيها لبرنامج "كافي سيتوايا"، وهو فضاء للقاء الشباب مع مسؤولين، كان بهدف خلق "فضاء إصغاء" لانشغالات الشباب، وكسر الجليد القائم بين الشاب ومسؤولين من قطاعات مختلفة، بغاية تحسيس الشاب، أن هناك من يصغي لمطالبه ويأخذها بعين الاعتبار، فضلا على تلقينه قاعدة أن الحوار هو الحل المثالي لإيجاد حلول لمختلف الانشغالات.

البرنامج الذي تبنته سابقا العديد من الدول، أطلقته لأول مرة فرنسا، تقول رئيسة الجمعية، مشيرة إلى أن الفكرة كانت نقل محتوى البرنامج ومحاولة إسقاطه على المجتمع الجزائري بخصوصيته.

غيرت ليليا لعبيدي اسم البرنامج الذي تحول من "كافي ستوايا" أي قهوة المواطن، إلى مواطن "سيت بوان كوف"، "سيت" يعني قعدة، و«كوف" هي القهوة، والمقصود بذلك الجلوس في أحد الأماكن العمومية سواء مقهى أو مطعم، واجتماع الشباب مع المسؤولين ومناقشة مختلف المواضيع التي تمسهم، وتبادل حوارات تدور حول مختلف المواضيع الاجتماعية التي تشغلهم أو تساعدهم على تطوير ذاتهم وغيرها.

تعتبر تلك المبادرة ـ حسب لعبيدي ـ نوعا من "التنمية البشرية" التي يخلقها حديث المسؤولين ذوي الخبرة، إلى شباب بحاجة إلى من يوعيهم ويأخذ بأياديهم لمرافقتهم في حياتهم الاجتماعية أو المهنية..

تتمحور تلك القعدات حول مواضيع اجتماعية مختلفة، كان أولها موضوع "صدى مواقع التواصل الاجتماعي على الحياة اليومية للمواطن"، ولم يتم تناول سلبيات تلك المواقع، بل بالعكس، تم التطرق إلى مختلف إيجابيات التكنولوجيا في العمل الخيري المفيد، حيث قالت لعبيدي في حديثها لـ«المساء": "نلاحظ اليوم عبر مواقع التواصل العديد من المبادرات الخيرية التي يطلقها الأفراد على شكل حملات عبر مختلف الصفحات التي لها متتبعين كثيرين، الأمر الذي يجعل الفكرة أو الدعوة لفعل الخير تنتقل بالسرعة نفسها لسرعة التكنولوجيا، وتعبر حدود الدول، فللأنترنت سلبيات ومزايا، ولابد دائما من استمالة تلك الإيجابيات دون السماح بالسلبيات التأثير على حياتنا".

وفي هذا الخصوص، قالت رئيسة الجمعية، أن هذا الموضوع لقي استحسان المشاركين الذين تبلورت لدى بعضهم فكرة فتح حسابات خاصة للترويج للأفعال الخيرية كطلب مساعدات للعائلات المعوزة، أو نداء لشخص بحاجة إلى الدم، أو البحث عن مفقودين وغيرها من الأعمال الخيرية.

وفي كل مرة يثرى تلك المواضيع مداخلات مسؤولين من مختلف الهيئات الرسمية، سواء رؤساء البلديات، أو أعوان من مديرية الأمن الوطني، إلى جانب أساتذة وأطباء وغيرهم من القادرين على مشاركة معرفتهم مع هؤلاء الشباب.

وقد تلقت هذه المبادرة استحسان العديد من المسؤولين، ووجد معجبين لها من الشباب الذين أصبحوا يلبون الدعوة في الحضور دون التردد لحمل أفكار وثقافة تساعدهم في حياتهم المستقبلية، وقد أبدى العديدون تأييدهم للفكرة، مع الدعوة إلى ضرورة تنظيم هذا النوع من اللقاءات مرتين في الشهر لطرح موضوع جديد ونقاشه.

في الأخير، دعت لعبيدي المجتمع المدني من مختلف ولايات الوطن إلى تعميم هذه الفكرة، مبدية رغبتها في إمكانية تبني هذه الفكرة في ربوع الوطن، حتى تتاح للشاب فرصة الحديث مع مسؤوليه وكسر جدار "الحرج" بينهم، وتكوين فكرة أن المسؤول موجود لخدمة المواطن والشاب، إلى جانب خلق تلك الثقة بين الطرفين..