يحتضنه قصر ”رياس البحر” تزامنا وحلول موسم الصيف

‘’مزغنة” و’’تحدي” يطلقان ”صالون العروس”

‘’مزغنة” و’’تحدي” يطلقان ”صالون العروس”
  • القراءات: 1409
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

تستعد كل من جمعية مزغنة شان وهمة وجمعية تحدي المرأة الماكثة في البيت في إطار مشروع التوأمة بينهما، لتنظيم أكبر تظاهرة تقليدية بالعاصمة تزامنا وحلول موسم الصيف. وتتمثل في إطلاق صالون العروس في طبعته الأولى الذي يحتضنه حصن الرياس”23” بالعاصمة ابتداء من 22 إلى غاية 27 جوان الجاري. ويُنتظر أن يكون فضاء للتعرف على مختلف الطبوع الجزائرية المرتبطة بتجهيز العروس عبر بعض ولايات الجزائر. وعن الهدف من تنظيم الصالون وأهم البرامج المسطرة على مدار أسبوع كامل من العرض، تحدثت المساء إلى السيدة سعاد ميخالدي مسعودي رئيسة جمعية مزغنة، فكان هذا اللقاء.

المساء: بداية، حدثينا عن فكرة تنظيم صالون لتجهيز العروس؟

❊❊ سعاد ميخالدي: في الحقيقية، التفكير في صالون العروس جاء بعد سلسلة النشاطات الخيرية التي بادرت بها جمعية مزغنة بالتنسيق مع عدد من الجمعيات الخيرية في شهر رمضان في إطار التكافل الاجتماعي مع الفئات الفقيرة والمعوزة. وبحكم أن شهر رمضان انقضى ونستعد لاستقبال موسم الصيف الذي عادة يُعرف بالأعراس، فكرت وزميلتي رئيسة جمعية تحدي المرأة السيدة شهيرة، في تنظيم تظاهرة تتناسب وهذا الموسم، ولم لا تتحول إلى فضاء تجد فيه المقبلات على الزواج ضالتهن.

من يشرف على تنشيط فعاليات صالون العروس؟

❊❊ بحكم أننا جمعيتان تهتمان بالمرأة وبكل ما له علاقة بالتراث سواء كان ماديا أو غير مادي، فقد ارتأينا منح مهمة الإشراف على تنشيط فعاليات الصالون، للحرفيات المنخرطات بالجمعية، حيث يُنتظر أن يضم الصالون أكثر من 20 حرفية في تخصصات مختلفة. ونترك الباب مفتوحا لكل الراغبين في المشاركة من الحرفيين، حيث تُعتبر المناسبة بالنسبة لهم فضاء للتعريف بحرفهن خاصة تلك المتعلقة باللباس التقليدي، وفضاء للتسويق أيضا.

فيم يتمثل برنامج الصالون؟

❊❊ الصالون سيكون عبارة عن ورشات نقدم خلالها كل يوم، كل ما تحتاج إليه العروس من تجهيزات حسب خصوصية كل الولايات، حيث نتعرف، مثلا، على كيفية تجهيز العروس العاصمية والعروس القسنطينية والعروس الشاوية  والصحراوية. وتتبَع الورشة بعرض للأزياء لاكتشاف ما تزخر به الجزائر من موروث في ما يتعلق باللباس التقليدي، إلى جانب  عروض مختلفة لأنواع الحلويات التقليدية التي تشتهر بها كل منطقة من ربوع الوطن، فضلا عن التعرف على بعض المهن المرتبطة بالعروس؛ كمهنة الماشطة التي أصبح حضورها ضروريا في الأعراس.

ما الهدف من تنظيم هذا الصالون؟

❊❊ كجمعية مهتمة بالصناعات التقليدية وتتطلع دائما إلى البحث عن السبل الكفيلة بحماية التراث الجزائري، نتطلع من وراء هذه التظاهرة الاحتفالية إلى إعطاء الحرفيين دائما فرصة للاحتكاك بالجمهور وعرض إبداعاتهم، خاصة تلك المرتبطة بالموروث التقليدي، إلى جانب السعي للحفاظ على الهوية والتراث الجزائري خاصة مع موجة التكنولوجيا، التي أبعدت جيل اليوم عن تراثه وأصالته، ويُنتظر أن يكون الصالون بمثابة فضاء تواصلي للتعريف بعاداتنا وتقاليدنا.

سبق تنظيم صالونات للعروس، ما الجديد الذي تعد به الجمعية؟

❊❊ صالون العروس فكرة ليست بالجديدة وسبق لعدد من الجمعيات وبعض الخواص أن نظموه، غير أنني أعتقد أن بعض الصالونات غلب عليها الطابع التجاري أكثر من التراثي، وهو ما تتطلع الجمعية إلى تفعيله من خلال هذا الصالون، حيث نفسح المجال للحرفيين ليطلعوا الجمهور على عاداتنا وتقاليدنا وموروثنا المادي ممثلا في اللباس والأطباق التقليدية ومختلف الصناعات، وهو نوع من التشجيع لهم لحماية تراثنا من الاندثار.

ما سر اهتمامك بكل ما هو تراث؟

❊❊ شغفي بالعادات والتقاليد ليس حديث العهد وإنما رافقني مذ كنت صغيرة، ورغم أن تخصصي في الجامعة كان التسويق، غير أن اهتمامي دائما كان منصبا حول كيفية الحفاظ على تراثنا وتمجيده، الأمر الذي دفع البعض إلى تسميتي بسيدة التراث نظير المجهودات التي أبذلها في سبيل دعم الحرفيين والدفاع عما أعتبره جزائريا محضا. وبالمناسبة، شاركت في أكثر من منبر محلي ودولي لتثمين الموروث الجزائري، ولعل منها الدخول في مناظرة قوية مع حرفيين مغربيين لإثبات أن القفطان جزائري. وتمكنت من كسب الرهان بعدما أثبتُّ كيف وصل إلينا القفطان عن طريق العثمانيين، وما التعديلات التي مسته ليتناسب وخصوصية المرأة الجزائرية، وكذا مخالفة بالدليل من ادعى أن حلوى التشاراك فلسطينية وأن الكسكسي غير جزائري.

ألا تعتقدين أن بعض موروثنا مهدد بالاندثار؟

❊❊ حقيقة التراث الجزائري سواء تعلق الأمر بما هو لباس أو صناعة تقليدية أو أكل تقليدي مهدد بالاندثار ومعرض للسرقة، لذا تظهر أهمية مثل هذه الأنشطة التي ننظمها كجمعيات مهتمة بالتراث، وبحكم أني عضو بالمجلس الشعبي أقوم وعلى مدار السنة، بتنظيم معرضين في الشهر، لتمكين الحرفيين عبر 57 بلدية، من المشاركة والتمسك بالموروث من جهة، وحثهم على التمسك بتراثنا وعدم المباهاة والترويج لتراث الغير كـ العمارية المغربية، التي اتسعت لتكتسح حتى حفلات الختان.

كلمة أخيرة؟

❊❊ المجتمع الجزائري مجتمع غني من حيث العادات والتقاليد، ونحن كفاعلين في الجمعيات، ينبغي أن نروج لهويتنا ونقطع الطريق أمام المسيئين لها؛ من خلال التمسك بكل ما يعكس تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا؛ لذا المهتمون بهذا المجال لا بد لهم أن يبحثوا فيه، ليحسنوا الدفاع عن هوية وطنهم. وبالمناسبة اهتمامي بكل ما هو تراث دفعني إلى دراسة اللهجة الجزائرية التي تُعد تراثا غير مادي، يعكس خصوصية المجتمع الجزائري.