تتنقل بين شوارع العاصمة

‘’فاست بيتزا” تثير الفضول

‘’فاست بيتزا” تثير الفضول
  • القراءات: 1763
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

ظهر في الأشهر القليلة الأخيرة، جهاز أخضر اللون مدون عليه بالبند العريض ”فاست بيتزا”، يتنقل من حين لآخر بين بعض شوارع العاصمة بين حديقة ”صوفيا” وشارع ”ديدوش مراد”، وهو جهاز آلي يقدم ”بيتزا” ساخنة جاهزة للاستهلاك في ظرف لا يتعدى ثلاث دقائق فقط، الأمر الذي أثار في بداية الأمر استغراب المواطنين الذين دفعهم الفضول إلى تجربة هذه الماكينة التي تعد الأولى من نوعها في الجزائر، فتحضير ”بيتزا” كاملة بعجينتها وباقي المكونات الأخرى أثار استغراب الكثيرين.

وراء تلك الواجهة الخضراء، تختفي أجهزة متطورة معرفتها يسقط ذلك الاستغراب، حيث تعمل الآلة بمبدأ التحضير المسبق، يقول الخبير الميكانيكي ”رشيد.ن”، حيث تتم العملية مسبقا بتحضير عجينة البيتزا وطهيها، ثم وضعها داخل الجهاز في الجهة المخصصة لها، بعدها يتم وضع باقي المكونات في غرفة خاصة تكون باردة لحفظ تلك المنتجات، وعند الطلب، كل ما تقوم به الآلة، وضع كمية من تلك المكونات على سطح العجينة، ثم يتم طهيها لمدة ثلاث دقائق فقط، في درجة 200 أو 250 مئوية، بعدها يتم تسليمها للزبون طازجة وقابلة للاستهلاك.

حظيت الآلة بإقبال واسع خلال فترة تجريبها في حديقة ”صوفيا”. يشير بعض المواطنين الذين حدثناهم، يعملون بالمحاذاة من الآلة، ليتم اليوم نقلها إلى شارع أكثر حركية خلال هذه الفترة من الدخول الاجتماعي، حيث تزداد حركة الطلاب هناك بفضل الجامعة المركزية، وتوفر لهم هذه الآلة الوقت، وهو ما أشارت إليه الطالبة الجامعية وداد التي قالت”لم يسبق لي أن استعملت الآلة، إلا أن زميلاتي قمن بذلك، وحسبما أفادن به، فهي جيدة وأسعارها معقولة لا تختلف عن أسعار ”البيتزا” في المحلات الأخرى، كما يمكن طلب عدد مختلف من الأذواق، عامة تحتوي على الطماطم، الجبن، التونة والخضروات، كلها حسب مذاق الزبون.

من جهته، قال محمد بأن التكنولوجيا تطورت ووصلت إلى أبعاد جد متقدمة في مختلف المجالات، لاسيما المجال الغذائي، ورغم ميزات هذه الآلة في مجال توفير الوقت والمال، أو توفير الأكل في حالة كانت المحلات الأخرى مغلقة ليلا، فإنها تظل مجرد آلات لا يمكن أبدا مقارنتها بالأجهزة الأخرى الأصلية، والأكل المصنوع بطريقة تقليدية وبسيطة، لاسيما من حيث الجودة والنوعية، غير أنّها تبقى مبادرة حسنة تسهل الحياة اليومية للكثيرين.

أجمع الكثيرون على أن هذه الآلة الجديدة إهانة للأساليب التقليدية في مجال إعداد هذا الطبق الكلاسيكي، وعليه لم تحظ باهتمام كبير، لاسيما في العاصمة، حيث تتعدد محلات بيع الأكل السريع، لاسيما ”البيتزا” بأنواعها ومذاقاتها المختلفة، فضلا عن أن الجزائري بطبعه يحب التدقيق فيما يأكله، ولا يثق في آلة لتحضّر له الوجبة، لاسيما أنه لا يمكن له معرفة ما يتم وراء تلك الواجهة..

من جهته، ثمّن رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه مصطفى زبدي، آلات توزيع البيتزا ”الأوتوماتكي” في العاصمة، مشيرا إلى ضرورة تعميم هذا النوع من الخدمات لصالح المستهلك الجزائري الذي يجد في بعض الأحيان صعوبة في إيجاد محل للأكل السريع في ساعات متأخرة من اليوم، داعيا في نفس الشأن مكاتب الوقاية التابعة للبلدية، إلى ضرورة تفحص ومراقبة دورية لهذا النوع من الأجهزة لضمان منتجات سليمة في سبيل حماية صحة المستهلك.

في هذا الخصوص، طمأن المستهلك بقوله إنها آلة بسيطة تعمل بنفس مبدأ آلات التوزيع الأخرى التي اعتدنا عليها لتوزيع المشروبات، أو القهوة، أو قطع البسكويت والشكولاطة، إلا أن الاختلاف يكمن في تقديمها لبيتزا بمكونات مختلفة. لكن على مصالح مديرية الرقابة التابعة للبلدية التدقيق ومراقبة من حين لآخر ما يتم وراء تلك الواجهة، لمعرفة ـ مثلا ـ نوعية المنتجات المستعملة، وكذا تاريخ انتهاء الصلاحية والنظافة، مشيرا إلى أنه ليس من صلاحيات المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مراقبة ذلك، فهي ليست محلا يمكن الدخول إليه ومراقبته، وليس للمنظمة أية رخصة لطلب فتحها أو معاينتها، لكن مكاتب الوقاية يمكنها التواصل مع أصحاب الماكينة أو مسيريها لطلب فتحها في أي وقت شاءت.