جمالها لا يندثر

‘’جبة الصدر" قطعة من التراث أهملتها فتيات اليوم

‘’جبة الصدر" قطعة من التراث أهملتها فتيات اليوم
  • القراءات: 729
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شددت يمينة بلغيت، مصممة أزياء وصاحبة إحدى دور تصميم الأزياء التقليدية، على ضرورة إحياء اللباس التقليدي الجزائري، والذي تعتبره رمزا من رموز هويتنا الوطنية، مشيرة إلى أن الحفاظ على هذا الموروث ذخرٌ للأجيال الصاعدة. وخصصت حديثها لبعض القطع التقليدية التي اختفت، تقريبا، من الواجهة، مسلطة، بذلك، الضوء على "جبة الصدر"،  التي تعكس، على حد تعبيرها، حقبة زمنية ضاربة، تناستها الفتاة الجزائرية رغم جمالها وتفاني تفاصيل طرزها.

أوضحت المتحدثة على هامش مشاركتها في عرض الأزياء "الجزائر فاشن شو"، أنها شاركت بعرض تشكيلة متنوعة من الأزياء التقليدية التي أبهرت الحضور لا سيما كبيرات السن، اللواتي تعرفن، مباشرة، على تلك الأزياء "المنسية"، وأثارت إعجاب الفتيات، اللواتي لم يترددن في السؤال عن تكاليف حياكة تلك القطع، والتي تألقت الموديل في عرضها.

وفي هذا الصدد، قالت يمينة بلغيت: "على  دُور الأزياء الجزائرية، اليوم، البحث والتحري في تاريخ الأزياء التقليدية الجزائرية لمختلف الولايات؛ لرد الاعتبار لها، وإعطائها القيمة التي تستحقها، وليس فقط محاولة إضفاء اللمسات العصرية عليها"، موضحة أنها ضد فكرة "العصرنة" المفرطة؛ إذ يكفي أن يتم تفصيل نفس اللباس، لكن، فقط، تفصيله بالطريقة الحديثة، التي تثمّن جسم مرتديته، على أن يكون بنفس الطرز، وباحترام الخامات التي استُخدمت قديما، "ولا بأس في تغيير اللون".

كما شددت المصممة على أهمية تسليط الضوء على تلك القطع التقليدية؛ لحمايتها، وتوثيقها أمام التحولات التي يشهدها العالم، مؤكدة أن السبيل الفعالة هي تكاثف الإعلام، واجتهاد المصممين ليس في التصميم فقط، بل في البحث، كذلك، في أصول القطعة.

وعن تاريخ جبة الصدر قالت: "جبة الصدر هي زي جزائري، يعكس حقبة زمنية ضاربة في تاريخ الجزائر. كانت تُرتدى من طرف المرأة بالجزائر؛ حيث اقتصر الظهور به في المناسبات الخاصة؛ لفخامته واحتوائه على طرز ثقيل. وتتميز جبة الصدر برشم مكثف على الصدر، يُطرز بالمجبود، لتتم خياطتها بالقطيفة أو البروكار. تصمَّم بدون أكمام، وتصحَب بـ "الغليلة الجابادولي النسائي"، ترتدَى  من تحتها، وتخاط بقماش البروكار أو قماش الساتان. تزيَّن بالعقاد والعوينات. وتظهر "الغليلة" للعيان من تحت الجبة؛ كون هذه الأخيرة يرتفع تصميمها إلى أعلى الصدر، لتُفتح على الجانبين.

وكانت المرأة في الجزائر في مطلع القرن التاسع عشر، ترتدي محرّمة الفتول المزيّنة بـ "الهدوب"؛ كقطعة أساسية مع الجبة، حول الخصر تتحزم بها. وتقول المصممة: "أما بالنسبة للأكسسوار، فكانت الجبة تُرتدى مع تاج "الصرما"، وهو قطعة للزينة من الذهب الخالص عالية الارتفاع، ومليئة بالثقوب للزينة، تكاد، اليوم، تختفي آثارها، ليشيع بعد ذلك لباس هذه القطعة بين جميع النساء، وبعد احتكاكهن مع بعض عبر المناسبات والولائم الكبيرة".