تأسيس لمفهوم جديد في العمل التطوعي

‘’توقيف الوقت".. وقوافل للبحث عن الفئات الهشة

‘’توقيف الوقت".. وقوافل للبحث عن الفئات الهشة
  • القراءات: 474

شرعت جمعية "الرجاء" لمساعدة مرضى السرطان بولاية البليدة، بالتنسيق مع الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وبعض الجمعيات الخيرية، في التحضير لقافلة طبية اجتماعية تنطلق شهر مارس لفائدة مناطق الظل بالجهة الغربية للبليدة، وتأتي هذه الخطوة بعد النتائج المثمرة التي حققتها القافلة السابقة التي استحسنها سكان بلدية صوحان المستفيدة من النشاط.

وحسب رئيس جمعية "الرجاء"، ياسين محيي الدين، في تصريح  لـ«المساء" فإن الجمعية سجلت عددا من الملاحظات في ختام القافلة السابقة، والتي رفعت إلى المصالح الصحية لترقية التكفل بسكان بلدية صوحان التي تعاني عديد المشاكل الصحية والاجتماعية. قد تكفل بها، عدد من الأطباء على مدار يومين، حيث تم فحص 53 حالة تخص طب الأطفال، 32 حالة أمراض الصدرية، 47 حالة أمراض العصبية ودماغ، أمراض النساء والتوليد 35 حالة، أمراض الطب الداخلي 55 حالة، كما تم تحويل بعض الحالات إلى المستشفى وأخرى لإجراء التحاليل التي أخذتها الجمعية على عاتقها بفضل التسهيلات المقدمة من مصالح الصحة، إلى جانب تقديم بعض الخدمات الاجتماعية ومنها تمكينهم من خلال الصيدلية المتنقلة الحصول على الدواء مجانا في مبادرة تطوعية من الجمعيات المشاركة، خاصة بالنسبة للفئات الذين لا يملكون تغطية اجتماعية، فضلا على مبادرة جمعية الإرشاد الخيرية إلى توزيع عدد من الألبسة وكذا الحفاظات لفائدة البالغين، حيث كان الطلب كبيرا جدا عليها إلى درجة أن الكمية التي تم توفيرها نفذت في اليوم الأول من نشاط القافلة.

من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن الترحيب الكبير بالخدمات الطبية والاجتماعية التي قدمها الأطباء المشاركون في القافلة

والمتطوعون من مختلف الجمعيات الخيرية المشاركة، جعلهم يدركون أهمية مثل هذه القوافل بمناطق الظل من أجل هذا قال: "قررنا بحلول السنة الجديدة أن نجعل من القوافل الطبية نشاطا دوريا يبرمج مع نهاية كل فصل"، حيث ينتظر، حسبه، "انطلاقا من شهر مارس تنظيم أربع قوافل لتوسيع دائرة المستفيدين من سكان ولاية البليدة من مختلف الخدمات الطبية والاجتماعية".

الغاية من القافلة الطبية في المقام الأول، حسب رئيس الجمعية: "هو الوصول إلى الفئات الهشة والمعوزة وتمكينها من الحصول على بعض الخدمات الصحية وحتى الاجتماعية، وغرس ثقافة المتابعة الصحية وحمل المرضى على التردد على الأطباء المختصين من العاملين مع الجمعية مرافقتهم ومتابعة حالتهم الصحية"، مشيرا بالمناسبة إلى أن جمعية الرجاء لمساعدة مرضى السرطان بالتنسيق مع شركائها من الجمعيات الخيرية تعتزم إخراج نشاطها خارج حدود ولاية البليدة، ويأتي هذا بعد تلقيها للكثير من الطلبات من بعض الولايات ومنها ولاية الشلف، الاغواط، الوادي ووقلة.

وحول المشاريع المستقبلية، أشار المتحدث إلى أن العمل جار على تأسيس مفهوم جديد للعمل التطوعي بالموازاة مع القوافل وهو "توقيف الوقت"، على غرار وقف بعض العقارات لفائدة النشاطات الخيرية، انطلاقا من هذا المفهوم قال: "فكرنا في تحفيز عامة الناس على توقيف ساعة أو ساعتين أو يوم خلال الأسبوع للقيام بنشاط خيري مثل ما يقوم به الأطباء المتطوعون وهم مشكورون على ذلك وهم الذين اختاروا توقيف بعض وقتهم للعمل الخيري"، وهي الفكرة يختم رئيس الجمعية التي يعول عليها حتى لا يكون الوقف محصورا لفائدة أرباب المال وإنما يمكن أن يجري التأسيس لثقافة جديدة تجعل عامة الناس يوقفون وقتهم للصالح العام .