أدرجته بعض الشركات في برنامجها المهني

‘’تاي تشي” علاج نفسي عن طريق التأمل

‘’تاي تشي” علاج نفسي عن طريق التأمل
معلّم الفن القتالي ”تاي تشي” سيد علي لواني نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 651
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

اقترح معلّم الفن القتالي تاي تشي سيد علي لواني، تبنّي استراتيجيات جديدة في الأوساط المهنية، وإدراج نشاطات تعمل على إدارة الإجهاد المهني، مشيرا إلى أن هذه السياسة تبنّتها العديد من الدول المتطوّرة، وتركّز عليها لتخفيف الضغوط عن عمالها، لاسيما بالنسبة للشركات التي تنشط في مجالات تتطلب تركيزا وإجهادا ذهنيا قويين؛ لضمان إنتاجية أكبر من طرف موظّفيها.

 

أوضح المتحدث أن الفن القتالي تاي تشي أحد الفنون التي لها مفعول إيجابي على جسم الإنسان، إذ أصبحت في السنوات الأخيرة العديد من الدول تستعين بهذا الفن الذي له القدرة على إدارة القلق والضغط اليومي، كما أنّه يساعد على تحقيق توازن داخلي بدفع الطاقة السلبية واستبدالها بالطاقة الإيجابية، وهذا لضمان فعالية وإنتاجية أكبر في الوسط المهني، مشيرا إلى أن بعض المؤسّسات الجزائرية الكبرى تناقش موضوع إدراج هذا النشاط ضمن برنامجها المهني.

وأوضح المتخصص في الفن القتالي تاي تشي، أن القلق يرتبط بمهننا، فإلى جانب ما يعانيه الفرد من ضغوط يومية أخرى في مختلف مجالات الحياة، يزداد لديه التوتر في مكان عمله، سواء بسبب محيط العمل أو المنافسة بين الشركات الأخرى أو ضغوط إدارية وغيرها، لهذا طوّرت بعض الشعوب استراتيجيات جديدة لتفريغ تلك الضغوط وتصويب القلق نحو نشاطات تستبدل الطاقة السلبية بأخرى إيجابية، مضيفا أن بعض الشركات العالمية خصّصت في إداراتها قاعات لرياضات مختلفة، ترتكز على أكثر الأنشطة التي تساعده في تفريغ الضغط، في حين خصص بعضها الآخر أماكن للنوم أو الاستراحة، وهذا بعدما اقتنعت بأنّ منح الراحة للعامل يقابله إنتاجية أكبر.

ويضيف المدرب: أدرجت بعض الشركات ومؤسسات الفن القتالي تاي تشي صيني الأصل في السنوات الأخيرة ضمن برنامجها، بعدما أقيمت العديد من الدراسات التي أثبتت فعاليته على الصحة العقلية والجسدية على السواء، فهو نشاط يغذّي الجانب الروحاني من جسم الإنسان، فضلا عن أنه يساعد على تحسين صحة الإنسان، يساعد أيضا على الازدهار، ويحقّق بعدا منسجما للمجتمع من خلال القيم الحضارية التي يمنحها لكل فرد.

ويُعتبر هذا الفن القتالي نوعا من تمارين التأمّل، مثله مثل اليوغا، لكن بحركات تختلف عنها، يقول لواني، تمنح ممارسيها فرصة الدخول في اتصال مباشر مع الطبيعة التي تمنح الطاقة الإيجابية بمجرد التواجد فيها والاحتكاك بترابها أو عند شمّ هوائها النقي أو التأمل في اخضرارها وسماع الخرير الحفيف والصفير أو هديل الحمام وزقزقة العصافير، كلّ له تأثير مباشر على الجسم، يساعده في ممارسة الرياضة مع تخفيف الضغط الداخلي في آن واحد. ولأهمية هذا النشاط، يقول المدرب، أدرجته المنظمة العالمية للصحة في العديد من البرامج العلاجية في المستشفيات التي تساعد في علاج العديد من الأمراض، ووجدت الأبحاث الطبية الحديثة أدلة تفيد بأهمية رياضة تاي تشي في تحسين التوازن، لاسيما بالنسبة للأشخاص كبار السن، الذين يعانون السقوط، باعتباره فنا يساعد على تعلّم أساليب المشي بثبات، كما يساعد في تقليل بعض الظروف الصحية الخطيرة، كمرضي باركينسون والزهايمر، حيث يعمل على تطوير التركيز والصحة النفسية العامة، وتم تصنيفه لفعاليته الكبيرة من طرف منظمة اليونسكو كفن قتالي ذي شهرة عالمية.