تعتبر ثمرة البلوط غذاء كاملا للإنسان لاحتوائها على العديد من العناصر المغذية، لكن الكثير منا يجهل الفوائد الرائعة التي يمكن الحصول عليها من هذه الجوزة. الحرفية في العجائن التقليدية، حياة جبابلة، أبدعت في ابتكارها لـ«بربوشة البلوط" أو "كسكسي البلوط"، بحيث لقيت إقبالا كبيرا وشهدت الكثير من الطلبات على هذا الطبق الذي أصبح مشهورا، خاصة في منطقة باتنة، حيث تسعى الحرفية إلى تعميمه على مستوى كامل التراب الوطني.

❊ كيف تقدمين نفسك؟

— أنا مواطنة من مدينة عين التوتة بولاية باتنة، حرفية في العجائن التقليدية بكل أنواعها، بما فيها "كسكسي البلوط".

❊ حديثينا عن هذا الطبق، وكيف جاءتك فكرة كسكسي البلوط؟

— أمارس هذه الحرفة منذ مدة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة للعائلة. ففي أحد الأيام، فكرت بعد تبادل أطراف الحديث مع الجدة ـ رحمها الله ـ ووالدتي وسألتهما إذا كان بالإمكان أن أحضر أكلة من جوزة البلوط، فكانت الإجابة أنه يمكن صنع الكسكسي منه، لكن بصعوبة، فقررت التحدي وقدمت لأول مرة "بربوشة البلوط" في معرض خاص بالاحتفال بيناير، وكانت فرحتي كبيرة عندما لقي الطبق إقبالا كبيرا من طرف الزوار للمعرض والحاضرين، وأصبح اليوم من الأطباق التقليدية الأكثر طلبا في منطقتي.

❊ هل يمكنك أن تشرحي لنا طريقة تحضيره؟

— في البداية، آخذ حبات البلوط وأقشرها، ثم أضعها تحت الشمس أو في الهواء الطلق حتى تصبح يابسة، بعدها أقوم بعملية الرحي في مطحنة تقليدية حتى تصبح كالدقيق، حينها أقوم بعملية "الفتل"، وهي عملية تحويل الدقيق إلى حبيبات صغيرة باستعمال الماء حتى تصبح على شكل كسكسي أو ما يعرف عندنا بـ«البربوشة"، وتقدم مع المرق، وهي شهية خاصة عندما تحضر بالطريقة التقليدية مع الحليب والخرشوف أو اللبن.    

❊ ولماذا "كسكسي البلوط"؟

— لأن البلوط له فوائد عديدة، ولأن أغلبية الناس لا يهتمون به ولا يعرفون فوائده، فهو مفيد لآلم الرأس والمفاصل، مفيد لفقر الدم ومرض الكبد وغير ذلك لما يحتويه من نشويات، كما أستعمل البلوط كذلك في تحضير "الطمينة"، وهو طبق تقليدي له ذوق خاص. علما أنني لما شاركت به أول مرة في معرض "يناير" الذي نظمته غرفة الصناعة التقليدية لولاية باتنة بقاعة "أسحار". 

كان الإقبال كبيرا جدا وتلقيت أسئلة متنوعة حول الفكرة والكسكسي بعده،  شاركت في عدة معارض وزادت شهرتي لـ«بربوشة البلوط" في العديد من المعارض والتظاهرات، كان آخرها فوزي بجائزة أحسن طبق حلوى تقليدي بمناسبة عيد المرأة، الذي نظمته مديرية الشباب والرياضة، وكان الطبق عبارة عن "طمينة البلوط". 

❊ بعد فكرة "كسكسي البلوط"، إلى ماذا تطمحين؟

— أطمح إلى إنشاء مؤسسة خاصة بالعجائن والحلويات التقليدية وتطويرها إلى مؤسسة ليست وطنية فقط، بل عالمية من أجل التسويق، ففي المعارض دوما ألقى إقبالا لكل منتوجاتي بأنواعها، خاصة بربوشة البلوط. بالإضافة إلى الحلويات التقليدية والشخشوخة بكثرة، لكن للأسف، نظرا للإمكانيات المحدودة والظروف المعيشية الصعبة لم أستطع الوصول إلى هدفي بعد، وهو إنشاء مؤسسة خاصة بالعجائن التقليدية للحفاظ على تراث بلادي.