التلاغمة بميلة

‘’الوزيعة” تقليد راسخ منذ الأزل

‘’الوزيعة” تقليد راسخ منذ الأزل
  • القراءات: 774
و. أ و. أ

تتميز عادة استقبال السنة الأمازيغية الجديدة ببلدية التلاغمة (جنوب ميلة)، بإحياء تقاليد المنطقة الخاصة بهذه المناسبة، وفي مقدمتها الوزيعة لمشاركة الاحتفالات مع الجميع. وحسب رئيس جمعية العزة والكرامة للخيالة والفنتازية، التي نظمت احتفالية هذه المناسبة للسنة الجديدة 2971 بمدينة التلاغمة، فإن القيام بعادة الوزيعة التي كانت هذا العام بمبادرة من الجمعية وأهالي المنطقة، جزء من الموروث الثقافي المحلي، للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، وتقليد عريق يحافظ عليه السكان.

صرح السيد فريد مناصر، بأن الوزيعة أو النفقة، كما تعرف محليا أيضا، فرصة لتلاقي العديد من الناس الذين يتشاركون لاقتناء ذبيحة، ويتقاسمون لحمها مع بعضهم البعض، وتوزيع جزء مهم منها على الفقراء والمحتاجين. في هذا الإطار، يقول السيد سايح بوغدة (80 سنة)، أحد أبناء منطقة التلاغمة، بأن الوزيعة عادة دائمة من عادات المنطقة، وهي شكل من أشكال التضامن والتآزر مع العائلات المحتاجة، من خلال تخصيص حصص من اللحم لها، إلى جانب تقاسم وليمة الغداء أو العشاء بين الجميع، والتي يكون طبقها الرئيسي تقليديا يتمثل في طبق الشخشوخة. أبرز نفس المتحدث، أن الحفاظ على عادة الوزيعة كمناسبة  سنوية، يضمن تواصل جزء من موروثنا وعاداتنا وحمايته من الاندثار، رغم التطور الذي نعيشه اليوم.

رافقت أجواء هذه الاحتفالية التي قامت بها جمعية العزة والكرامة للخيالة والفنتازية، عدة أنشطة احتفالية برأس السنة الأمازيغية، بحضور سلطات دائرة التلاغمة وممثلي قطاعي الثقافة والفنون والشباب والرياضة، إلى جانب عدة جمعيات محلية مختصة في التراث والفلكلور، شاركت في هذه المناسبة، من خلال تقديم أنشطة استعراضية تراثية في الخيالة والفنتازية، إلى جانب المشاركة في معرض الأدوات والمستلزمات والملابس التقليدية الخاصة بمنطقة جنوب ميلة، عموما. كما تخلل احتفالية يناير بالتلاغمة، تقديم وصلات شعرية وغنائية في طابع الشاوي، من تقديم فنانين محليين، تبعها تكريم شخصيات وأعيان من المنطقة.