بعدما كانت حكرا على الرجال

‘’القشابية” التقليدية تثير اهتمام الفتيات

‘’القشابية” التقليدية تثير اهتمام الفتيات
الحرفية المختصة في الطرز التقليدي الصحراوي من الولاية المنتدبة تقرت زهور قوني نور الهدى بوطيبة
  • القراءات: 4132
❊ نور الهدى بوطيبة ❊ نور الهدى بوطيبة

أوضحت الحرفية ، المختصة في الطرز التقليدي الصحراوي منذ 30 سنة من الولاية المنتدبة تقرت زهور قوني، أن القشابية التقليدية باتت اليوم تثير اهتمام الفتيات من مختلف الولايات، لاسيما الداخلية منها التي تتميز بطقسها شديد البرودة خلال موسم الشتاء، مشيرة إلى أنه بعدما كان هذا اللباس حكرا على الرجل، خصوصا في المناطق الصحراوية وشرق البلاد، أصبحت ترتديها النساء.

تصنع القشابية من الوبر والصوف الخالص، وتتميز بفعاليتها في مقاومة البرد في المناطق شديدة البرودة، ويعتبرها الكثيرون رمزا من رموز الهوية الوطنية، إذ تعد فخرا لهم وتعكس جانبا من تقاليدهم الراسخة وثقافتهم المحلية التي تعكس انتماءهم، حيث يفضلون ارتداءها رغم توفر أنواع عديدة من المعاطف العصرية التي تكون عادة أكثر عملية من القشابية”.

أشارت المتحدثة إلى توفر، اليوم في الأسواق، عدد كبير من القشابية التقليدية المنسوجة من الوبر وأخرى من الصوف، ذات اللون البني الغامق الأصلي، لها أكمام طويلة عريضة، وبها قلنسوة كبيرة، يتم ارتداؤها فوق السروال والقميص، لإضفاء الشعور بالدفء. وتظل القشابية من الألبسة التي بقي الجزائريون أوفياء لها، فقد كانت في سنوات سابقة حكرا على كبار السن، بالنظر إلى امتيازاتها التي تجمع بين الوقاية من برودة الطقس وجمالها الخارجي الذي يجمع بين الهيبة والوقار وجمال الهندام، لكنها اليوم تثير اهتمام الكبير والصغير، حيث أدخل على بعضها لمسات عصرية تتماشى وأذواق الجيل الحديث، في حين لا زال البعض يعود إلى تقليد أجداده في ارتدائها على شكلها الأصلي دون إضافة أي تغيير عليها.

بفضل التطور الذي مس عالم الحياكة والطرز، تتخطى القشابية حدود عالم الرجال وتتبناها الفتاة ضمن ملابسها، لتصبح من القطع المفضلة لدى العنصر النسوي، بعدما أضيفت عليها لمسات عصرية تتماشى وذوقهن، خصوصا من خلال الطرز الحديث بنفحات تقليدية تعكس الطبيعة الصحراوية، والألوان الترابية التي تميز المنطقة.

قالت المتحدثة  أن الكثير من الحرفيات اليوم يبدعن في تغيير تصاميم القشابية الخاصة بالنساء، وليست بالموديل الكلاسيكي الذي يلبسه الرجل، بل تم تعديلها وفق جسم المرأة ومتطلباته، حيث جاءت على شكل بلوزة أو شال بنفس اللون البني الغامق، يحمل بعض الأشكال التي تعكس ثقافة المنطقة، وكل لون يمثل جانبا من التقاليد المحلية.

تقول الحرفية زهور يتم الإقبال على تلك الألبسة بشكل مثير للاهتمام من طرف النساء من مختلف الفئات العمرية، لاسيما الشابات من المناطق الداخلية والصحراوية الباردة طيلة فصل الشتاء”. ورغم تعدد أنواع المعاطف الكلاسيكية والعصرية بمختلف ألوانها وأشكالها، تضيف المتحدثة، تقبل اليوم العديد منهن على اقتناء القشابية، لإدراجها ضمن تشكيلتهن الشتوية والإبقاء على رمز من رموز أصالة منطقتهن”.