من عادات الدخول المدرسي بجيجل

‘’الخفاف” احتفاء بفرحة الأطفال في أول يوم

‘’الخفاف” احتفاء بفرحة الأطفال في أول يوم
‘’الخفاف” احتفاء بفرحة الأطفال في أول يوم
  • القراءات: 1667
زايدي منى زايدي منى

تزخر العديد من مناطق الوطن بعادات خاصة مرافقة للمناسبات الدينية أو الاجتماعية التي تتوارثها الأجيال المتعاقبة، ولعل التحاق الابن أو البنت لأول مرة بمقاعد الدراسة في سن السادسة، من أهم المناسبات التي توليها العائلة الجيجلية اهتماما كبيرا، على غرار باقي العائلات الجزائرية.

من أجل هذه المناسبة السعيدة في نفوس كل الأولياء، تقبل ربات البيوت،  حتى ولو كن عاملات، على إعداد أطباق أو حلويات تعبيرا عن فرحة أول يوم تطأ فيه أقدام أبنائهم المدرسة، والمعروف عن العائلة الجيجلية أنها تفضل تحضير ”الخفاف” تزامنا والدخول المدرسي، احتفاء بطفلها الذي يدخل المدرسة لأول مرة، خاصة أنه يحتاج لمستلزمات بسيطة لا تكلّف العائلة، على غرار الدقيق، خميرة الخبز، الملح والماء، دون جهد وعناء كبيرين، حيث تعكف الأم على عجن الخليط وتحضير ”الخفاف” الذي تقدمه مرفوقا بالمربى أو العسل أو السكر خلال جبة الفطور.

كما تقوم الأم بتحضير الأكلة بكميات معتبرة، ترسل البعض منها للأهل والجيران، تعبيرا عن فرحة العائلة بالتحاق ابنها بمقاعد الدراسة. وعن المرجع التراثي وسبب إعداد العائلات لمثل هذه الأكلة، أكدت بعض ربات البيوت أن المشاع عن العائلات الجيجلية قديما، ترى في تحضير ”الخفاف” استبشارا بأن يصبح الابن سريع البديهة وخفيف الذكاء في الدراسة، ويستطيع خلال الموسم الدراسي تحقيق علامات جيدة بسبب خفته وفطنته، كما أنّ مثل هذه العادات تجعله محبا للدراسة، ورغم يقين العديد من العائلات بأن هذه العادات لا علاقة لها بخفة وذكاء الأبناء حديثي الدراسة، إلا أنها تحرص على إعداده كفال خير.

من العادات التي لازالت قائمة أيضا، إقبال العائلات على اقتناء اللباس الجديد الذي يرتديه الأبناء لأول مرة ومحفظة جديدة يحملها لأول مرة أيضا، فرحة بدخوله المدرسة، مع تمشيط شعر الفتيات بأجمل التسريحات، وحسب بعض ربات البيوت فإنّ هذا يعتبر عاملا نفسيا أكثر منه جماليا، يجعل الابن متلهفا لدخول قسمه لأوّل مرة والتباهي رفقة الزملاء الذين يندمج معهم لأول مرة بأبهى حلة، ليكتسب بذلك الرغبة في الذهاب إلى المدرسة طيلة السنة.

تبقى مناسبة دخول الابن إلى المدرسة لأول مرة من المحطات التي تخلد في نفوس الأولياء، أكثر من الأبناء، حيث لاحظت ”المساء” مؤخرا، اكتساب العائلات الجيجلية، على غرار باقي العائلات، لعادات جديدة تتمثّل في مرافقة الأبوين لأبنائهم في أوّل أيام الدراسة وانتظارهم حتى ساعة الخروج، تعبيرا عن لهفتهم بهذا اليوم. كما أن العديد من الآباء اضطروا إلى الحصول على عطلة من مؤسسات عملهم من أجل مرافقة أبنائهم للمدرسة، إضافة إلى تحضير بعض ربات البيوت لحلويات مكلفة تتباهى بها خلال زيارة الأهل أو الجيران من أجل المباركة بالمناسبة، لاعتبار أول يوم دخول ابنها للمدرسة عيدا عند العائلة.