يباع على طاولات تفتقر لأدنى شروط الصحة والنظافة

‘’التراز" يفضح الثقافة الاستهلاكية للمواطنين

‘’التراز" يفضح الثقافة الاستهلاكية للمواطنين
  • القراءات: 1157
رشيدة بلال رشيدة بلال

تظهر الثقافة الاستهلاكية للمواطن عند حلول بعض المناسبات، على غرار احتفالية "يناير" التي نحن بصدد إحيائها، حيث يتجه اهتمامه إلى اقتناء مستلزمات الاحتفال، ضاربا بذلك عرض الحائط كل القواعد التي تحميه كمستهلك، ولعل خير ما نستشهد به؛ الإقبال الكبير على اقتناء حلوى يناير "التراز" من طاولات تفتقر لأدنى شروط النظافة. يلفت انتباه المتجول في سوق ساحة الشهداء، الانتشار الكبير لطاولات بيع حلوى "يناير" والممثلة كما هو معروف، في مجموعة من الحلويات المختلفة، بعضها مغلف وأخرى معرضة للهواء ومختلف أنواع الجراثيم والبكتيريا، على غرار بعض أنواع الشكولاطة، مصفوفة على طاولات خشبية، ويجري في كل مرة إعادة خلطها ببعضها البعض لضمان التنوع واستقطاب الزبائن، تحديدا الأطفال.

وعلى الرغم من أن طريقة عرضها وبيعها لا تستجيب لأدنى الشروط المعمول بها، وهو ما وقفت عليه "المساء" في جولتها الاستطلاعية التي تزامنت ويوم ممطر، إقبال الباعة على تغطية الحلوى ببعض الأغلفة البلاستيكية لحمايتها من البلل، وبمجرد توقف المطر يسارع الباعة إلى رفع الغلاف وتفحص الحلويات التي مسها البلل بنفضها وإعادة خلطها حتى لا تظهر حالتها، إلا أن الإقبال عليها منقطع النظير، وهو ما حدثتنا به سيدة طلبت من البائع أن يزن لها كمية معتبرة من الحلوى لذرذرتها على مولودها حديث الولادة، بعد وضعه في القصعة، في حين علقت أخرى بأن الأطفال تعودوا على حلويات "يناير"، بالتالي لا يمكن حرمانهم من هذه المتعة، غير آبهة بالمكان الذي تباع فيه الحلوى، في حين حدثتنا أخرى أن دافعها للشراء هو التقليد أو "المعاندة"، حيث شد انتباهها إقبال النساء على الشراء خاصة أن الكيلوغرام الواحد لمشكّل الحلويات، بما في ذلك بعض المكسرات من جوز ولوز وكوكاو، لا يتعدى 400 دج، وهو حسبها مناسب.

وما شد انتباهنا ونحن نتجول في هذه السوق الشعبية، لا مبالاة الباعة لطريقة بيع الحلوى التي هم بصدد عرضها، سواء من حيث اختيار المكان المناسب للبيع، ربما لأنهم على يقين من أن المستهلك لا يهتم بالشكليات بقدر ما يهتم بالثمن، وإلا كيف نفسر التفاف المواطنين، وتحديدا النساء، على طاولات الحلوى المنصوبة بالقرب من الحافلات التي كانت تنفث دخانها في كل مكان؟ بينما اختار آخرون اقتناء حلواهم من طاولات قريبة من مكبات النفايات، والمفارقة التي وقفنا عليها أن بعض الحلويات عند تعبئة الأكياس للزبونات، كانت تسقط على الأرض فيسارع البائع إلى رفعها وخلطها بغيرها.

المناسبات الاحتفالية تفضح ثقافة المستهلك

أكد حسن منوار، نائب الرئيس بالفيدرالية الجزائرية للمستهلكين، أن المواطنين عادة يقبلون بشكل مبالغ فيه على اقتناء مختلف السلع وبصورة ، من منطلق الخوف من نفادها أو التلهف عليها، الأمر الذي ينسيهم في معظم الأحيان، الانتباه إلى نوعية السلع التي تباع ولنا في حلوى "يناير" خير دليل على ذلك، فعلى الرغم من أن البعض يسوق بطريقة تغيب فيها أدى شروط الصحة، غير أن الإقبال عليها كبير، من أجل هذا، كفيدرالية، نغتم الفرصة لتذكير المواطنين بضرورة أن يتحلوا بوعي استهلاكي ويرشدوا نفقاتهم.