تزيّنت لاستقبال ضيوفها

‘’الباهية" مدينة الجمال والتراث

‘’الباهية" مدينة الجمال والتراث
  • القراءات: 817
ق. م ق. م

تمتلك مدينة وهران التي تزينت لاستقبال ضيوفها ضمن الدورة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بداية من 25 جوان الجاري، من المقومات الاقتصادية والتجارية والسياحية، والمعالم التاريخية؛ ما يجعلها تستحق، بجدارة، لقب عروس البحر المتوسط، ومدينة الجمال والتراث.

فهذه المدينة الواقعة أسفل السفح الشرقي لجبل المرجاجو وفوق شاطئ خليجي هادئ، تتميز بنمطها المعماري المعاصر، الذي أعطى الوجه الجميل للباهية وشوارعها التجارية كثيرة الحركة، ومآثر الحقب التاريخية التي تعاقبت عليها وشواطئها الساحرة، مما يجعل منها منطقة جذب، ووجهة سياحية بامتياز.

ولاتزال المساجد العتيقة والحصون والقلاع والأبراج ورباطات الطلبة، قائمة بهذه المدينة، تشهد على الحضارات التي تعاقبت على وهران، والمقاومات التي خاضها سكانها ضد الغزاة، لا سيما المستعمر الإسباني والفرنسي.

كما تشتهر وهران بحي "المدينة الجديدة"، قلبها التجاري النابض، الذي يتوافد عليه المواطنون على مدار السنة، لاقتناء حاجياتهم المختلفة.

ورغم التدافع والتزاحم لا يتردد زوار الباهية في التوجه إلى هذا الحي، الذي ينشط به، أيضا، العطارون، والعشابون، وباعة الكتب القديمة وأقراص الأفلام والموسيقى، وتنتشر بها مطاعم الأكلات الشعبية.

وفي المساء، يغيّر الوهرانيون وجهتهم إلى شارع واجهة البحر، الذي يُعتبر الوجهة المفضلة للسياح، لا سيما في فصل الصيف؛ حيث يمكن المرء احتساء فنجان من القهوة، أو تناول المثلجات والتمتع، من بعيد، بزرقة البحر، وحركة السفن بمحيط الميناء.

وقد عرفت وهران، ثاني أكبر مدينة بعد الجزائر العاصمة والتي تجاوز عدد سكانها 726 ألف نسمة، توسعا عمرانيا كبيرا في السنوات الأخيرة، امتد شرقا إلى غاية إقليم بلدية بئر الجير، وغربا إلى بلدية السانية. وسمح هذا التوسع ببروز العديد من النشاطات التجارية والخدمية.

ومع هذا التوسع العمراني أصبحت المدينة تتشكل من مزيج من المباني يجمع بين الطراز القديم، والطراز الحديث المتميز بالمباني الشاهقة الفخمة ذات الواجهات الزجاجية، والعمارات التي أُنجزت في إطار البرامج السكنية المختلفة.

كما نالت المدينة حظا من مشاريع البنية التحتية المتطورة؛ من شبكات طرقات سريعة، وجسور، وأنفاق، والتراموي الذي طُليت عرباته باللونين الأبيض والأحمر، فزاد الباهية جمالا، وربطها ببلدية السانية بالضاحية الغربية، وبئر الجير بالضاحية الشرقية عبر خط طوله 19 كلم.

كما تَعزز النقل الجوي بإنجاز محطة جوية عصرية جديدة بمطار "أحمد بن بلة" الدولي، طاقتها 3.5 ملايين مسافر في السنة، قابلة للتوسع إلى 6 ملايين، ستدعم، مما لا شك فيه، مكانة وهران في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

ولم تعد الباهية تلك المدينة التي تدير ظهرها للبحر، كما وصفها ألبير كامو في روايته "الطاعون" التي صدرت سنة 1947، بل هي تعانق البحر على الدوام؛ حيث ازدهرت نشاطات الصيد البحري الذي تعزز بالعديد من الهياكل، وتضاعفت المعاملات التجارية عبر مينائها البحري الذي تدعم هذه السنة، بتسلُّم توسعة نهائي الحاويات، الذي سيسمح باستقبال البواخر كبيرة الحجم، ومعالجة إلى غاية 1 مليون حاوية.

وتَشكل بمحيط هذه المتروبولية نسيج من النشاطات الصناعية والخدمية في شتى القطاعات، عبر العديد من المناطق الصناعية.

وتواصل مدينة وهران التي تزيد مساحتها الحضرية عن 54 كلم مربع والتي تتوفر على ثلاث جامعات ومراكز بحثية عديدة ومركّبات سياحية ورياضية ومستشفيات، نهضتها في كل المجالات، لتعزيز مكانتها كحاضرة متوسطية.