متعامل بها في المطاعم الفخمة وصالونات التجميل

‘’الإكرامية” غائبة لدى معظم الجزائريين

‘’الإكرامية” غائبة لدى معظم الجزائريين
  • القراءات: 563
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تقديم الإكرامية أو كما يعرف بـ«البقشيش” في بعض الدول العربية، من العادات الاستثنائية لدى الكثير من الأشخاص من مختلف دول العالم، وتختلف معاييرها ووجوب تقديمها من دولة إلى أخرى، فمن الدول من تشجعها إكراما لمقدم الخدمة، وتشجيعا له لمزيد من المثابرة في العمل، كما يعد دعما لأصحاب الدخل الضعيف الذين يشغلون بعض المناصب ذات الأجر المنخفض، لكن هل تلك الثقافة موجودة لدى المجتمع الجزائري؟ لمعرفة الأمر، كان لـ«المساء” جولة استطلاعية بين عدد من المواطنين والباعة بالعاصمة.

تربط التاجر وزبونه علاقة حسن معاملة وإكرام، إذ لابد للبائع أن يعامل زبائنه وفق قاعدة ”الزبون ملك”، في المقابل لابد أن يكون الزبون عند حسن أخلاقه ومعاملاته عند دخوله محلات سلع، أو حتى خدمات، ففي العديد من الدول، يضع أصحاب المحلات أو الخدمات قواعد أساسية لتثمين حسن الأخلاق في تلك الأماكن، منها ما تفرض على عملائها التعامل بكل احترافية واحترام تجاه الزبائن، ومن المحلات الأخرى التي تفرض بطريقتها على الزبائن احترام عملائها من خلال بعض السبل الطريفة في ذلك، مثلا بتخفيض سعر الخدمة أو السلعة في حالة حسن سلوك الزبون وتقديمه مثلا السلام للعمال عند دخوله.

وحول ثقافة البقشيش، أجمع العديد من المواطنين ممن مسهم استطلاعنا، أن هذه الثقافة لا زالت تنحصر فقط في بعض الأماكن دون الأخرى، فمعظم الباعة في المحلات لا تقدم لهم الإكرامية، وظلت تلك الثقافة تشهد في بعض المحلات الخدماتية فقط.

في هذا الخصوص، قالت فاطمة الزهراء، عاملة بإحدى الشركات العمومية بالعاصمة، إنه ليس للجزائريين ثقافة تقديم الإكرامية، لكن في بعض الأحيان، نجد أنفسنا مرغمين على تقديمها، بحكم الحرج الذي قد نقع فيه عند عدم تقديمها، مثلا عند السفر في دولة أجنبية، هناك من يحمل حقائبك في الفندق، أو سائق سيارة الأجرة الذي يفتح لك الباب، ويحمل لك حقائبك، وفي بعض المواقف الأخرى عند الاستفادة من خدمة معينة، وبحكم تواجدنا في دولة أجنبية لا ندرك تماما كيفية التعامل، وهو الأمر الذي يجعلنا نحاول إحسان التصرف تجاه ثقافة تلك الدولة لا أكثر ولا أقل.

من جهتها، قالت وفاء، عاملة في إحدى الوكالات السياحية، إن الجزائري يتصف بالكرم، وعدم تقديمه الإكرامية ليس دليلا على بخله، بل فقط لأنها ليست من العادات التي شب عليها، لكن رغم ذلك، يحاول إكرام صاحب الخدمة بطريقته وتتجلى تلك الإكرامية بشكل واضح في المطاعم، حيث غالبا ما يكرم الزبون النادل بتقديم ”بقشيش” بسيط له.

هذا ما أكده سليم، صاحب شركة مصغرة قائلا، للعديد من الجزائريين ثقافة تقديم الإكرامية للنادل عند استفادتهم من خدمة جيدة في مطعم، حيث انحصرت لدى الكثيرين تلك الثقافة في المطاعم الكبيرة دون الأخرى للأكل السريع، فكلما كان النادل عند الرعاية الصغيرة مع زبائن المطعم، كلما استفاد من إكرامية تختلف من شخص لآخر، حسب مقدوره المالي”.

على صعيد آخر، قالت مواطنة أخرى؛ إن محلات الخدمات هي التي تشهد هذه الظاهرة دون محلات بيع السلع، مثلا في المقاهي، المطاعم، صالونات الحلاقة والتجميل، الحمام، سيارة الأجرة.. وغيرها، فكلما احتك العامل أكثر بالزبون كلما ارتفعت حظوظ الحصول على إكرامية، لكن محلات بيع السلع لا تعرف ذلك إلا في حالات جد قليلة، بل بالعكس، انتشرت لدى الجزائري ثقافة ”المقايضة” مع التاجر الذي يطلب دائما منه تخفيض السعر في جملة شهيرة ”ساعدني”، وهذا دليل على أنه ليس هناك أي حظ في سماح الزبون في الفرق الصغير بين سعر السلعة، وما قدمه من مبلغ للدفع في المقابل.

أما عبد الكريم، فكان رأيه معارضا تماما لـ«البقشيش”، حيث قال؛ إن الإكرامية لا أساس لها في ثقافتنا، فأبواب الخير أوسع من ذلك، حيث يمكن تقديم ذلك لشخص محتاج وليس لشخص عامل قد يكون في غنى عنها، فهناك من يحتاجها أكثر من عامل في مطعم أو في محل، وفي الحقيقة، هي تصرف يدل على الإكرام، لكن ليس لدرجة أن يجد الشخص نفسه محرجا في القيام بذلك، خصوصا إذا كان للزبون في حد ذاته دخل متواضع.