عبد الله حمادي يفتح صفحات حياة رائد الإصلاح

‘’ابن باديس سيرة ومسيرة" يطرح بجرأة سبب نجاح جمعية العلماء

‘’ابن باديس سيرة ومسيرة" يطرح بجرأة سبب نجاح جمعية العلماء
  • القراءات: 2985
زبير.ز   زبير.ز

أشرف الدكتور عبد الله حمادي، بمسرح قسنطينة الجهوي، على عملية بيع بالإهداء لكتابه الموسوم "ابن باديس سيرة ومسيرة"، الصادر منذ أيام قليلة عن "دار الوطن" للنشر بولاية سطيف، في إطار سلسة منشورات "كتاب الجيب"، حيث صدر الكتاب من الحجم المتوسط في 300 صفحة، بغلاف يحمل صورة العلامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس بالأبيض والأسود في الشق الأسير، ومقولته الشهيرة حول أبناء يعرب وأبناء مازيغ في الشق الأيمن، بخط واضح باللون الأبيض، على خلفية برتقالية تضمّ أيضا صورة لابن باديس.

يتطرّق الكتاب الذي انتهى من تأليفه الدكتور بن حمادي في شهر فيفري الفارط، إلى حياة الشيخ عبد الحميد بن باديس والجوانب الخفية التي لم يخض فيها أغلب المؤرخين، حيث استهل المؤلّف كتابه بالحديث عن أصل عائلة ابن باديس التي تعود جذورها إلى منطقة المدية نحو الجزائر العاصمة، والتي تفرّعت من القائد بن منصور بن بولوكين الزيري، مؤكدا أن أجداد ابن باديس هم من أسسوا الدولة الزيرية بالجزائر وبغرناطة في الأندلس. كما كان لهم الفضل في تأسيس الدولة الحمادية ببجاية في ظلّ التوافق الذي كان بينهم وبين الدولة الفاطمية، قبل حدوث الطلاق بين الطرفين وانتقال العائلة إلى قسنطينة في القرن الرابع عشر.

وفاجأ الدكتور عبد الله حمادي الحضور خلال تقديم كتابه، بطرح جريء اعتمد فيه على مصادر موثقة، سواء من السلطات الفرنسية أو من كتابات ابن باديس ومحيطه، حيث اعتبر أنّ نجاح ابن باديس في حركته الإصلاحية بجمعية العلماء المسلمين لم يكن ليحصل لولا الولاء الذي كانت تكنه عائلته للسلطات الفرنسية، وعلى رأسها جده المكي بن باديس، مما جعل هذه الأخيرة تتغاضى عن الكثير من نشاطات الشيخ، خاصة خلال بادية مشواره الإصلاحي وترأسه لجمعية العلماء المسلمين. مضيفا أن هذا الأمر لا يقلّل حتما من المجهودات الجبارة التي بذلها الشيخ إلى آخر أيام حياته، والصعوبات التي واجهها من طرف أعيان قسنطينة وعلمائها وحتى أصحاب الزوايا والطرقية الذين أعلنوا صراحة الولاء لفرنسا، في وثيقة نشرها المؤلف اعتمادا على ما جاء في الكتاب الذهبي الذي نشرته فرنسا احتفالا بمرور 100 سنة عن دخول قسنطينة.

وقسّم الدكتور عبد اله حمادي الذي يعد من الأعضاء المؤسسين لمؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس قبل أن يتنحى، بسب مواقفه الجريئة تجاه أعيان مدينة قسنطينة، مؤلّفه إلى خمسة محاور، جاء في المحور الأوّل تفصيل عن الأصول التاريخية لعائلة ابن باديس وأسرته إبان الاستعمار الفرنسي. كما تطرق في المحور الثاني إلى شيوخ زوايا الجزائر وأعيان قسنطينة الذين بايعوا فرنسا، ثم تحدث في المحور الثالث عن سيرة ومسيرة الشيخ عبد الحميد بن باديس، جولاته وتأسيسه لجمعية العلماء المسلمين وقضية اعتداء اليهود على المسلمين وموقف الشيخ من ذلك وبعض مواقفه الخالدة. وفي المحور الأخير، تطرق المؤلف إلى وفاة رائد الإصلاح وتأبينه من طرف ابن خالته الدكتور محمد الصالح بن جلول.

اعتمد المؤلف الذي أصدر أكثر من 32 كتابا ومنشورا على 36 مرجعا، تنوّعت بين كتابات العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس ومقالاته الصحفية التي صدرت بـ«الشهاب"، "النجاح"، "المنتقد" وكتاب "أثار الإمام عبد الحميد ابن باديس" وكذا "الكتاب الذهبي" الصادر عن السلطات الفرنسية سنة 1937.