أرست معالم ”فن الشارع”

‘’أودان” قبلة الفنانين الهواة

‘’أودان” قبلة الفنانين الهواة
  • القراءات: 682
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تحولت ساحة ”أودان” بشارع ديدوش مراد، منذ سنوات قليلة، إلى ساحة لعرض المواهب الفنية لهواة فن الغناء، بطبوع مختلفة أصبحت تستقطب المواطنين الذين سبق أن رفضوا الفكرة من قبل، واعتبروا الأمر تمردا وخروجا عن القانون، لكن إصرار هؤلاء الهواة خلق مفهوم فن الشارع في الأوساط العاصمية.

لوحات فنية ترسم في قلب العاصمة، فنانون أو هواة اقتحموا شارع ديدوش مراد، أكثر الشوارع الحية بالعاصمة، وعرضوا فيها فنهم في الهواء الطلق. مفاهيم جديدة تقبلها تدريجيا المجتمع الجزائري، الذي يعتبر تقليديا ومحافظا يرفض غالبا أي تفكير جديد، لاسيما إذا تعلق الأمر براحته وهدوء الحي الذي يعيش فيه، الأمر الذي جعل هذا الفن يمر عبر مراحل، بداية كان يقتصر على فنون أكثر هدوء، كالرسم والرقص، ثم تعداهما إلى فن العزف والغناء بطبوع مختلفة، في كل مرة يجلس هاو عاشق لنوع معين من الموسيقي، ويحاول استمالة أذواق المواطنين.

حكاية فن الشوارع في الجزائر كانت بدايتها مع قصة الشاب محمد دحة، المعروف في الوسط الفني باسم ”موح فيتا”، وهو فنان موهوب عانى التهميش والظلم، رغم موهبته في العزف، وحاول رغم ذلك، في صيف 2016، أن يعرض على الجزائريين المتجولين في ”أودان” إحدى مقطوعاته الموسيقية بآلة ”القيثارة”، لكن منعته عناصر الشرطة آنذاك من القيام بذلك، بسبب عدم امتلاكه رخصة للعزف في الشارع، وأنه يخل بهدوء الحي ويتعدى على حقوق سكانه، الأمر الذي أثار نوعا من الضجة في الوسط الفني، جلب بذلك اهتمام الإعلام، بالتالي مصالح بلدية الجزائر الوسطى، لاسيما بعدما دفعت تلك الحادثة بالعشرات من الفنانين الجزائريين إلى الاحتجاج، كما أثارت عاصفة من الانتقادات وردود فعل غاضبة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مما دفع برئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، حينها إلى إصدار قرار يقضي بمنح تراخيص للفنانين الشباب، لمساعدتهم على تقديم إبداعاتهم في الشارع.

حادثة خلقت مفهوما جديدا وقرارا جديدا من طرف رئيس البلدية، بالسماح للفنانين بعرض مواهبهم دون تضييق حريتهم في القيام بذلك، وهو ما جعل اليوم الشارع يشهد إقبال عدد من الفنانين من مختلف الفئات العمرية والفنون التي تختلف بين ”الراب”، الشعبي والعاصمي، تستقطب في كل مرة عشرات المواطنين الذين يشكلون حلقة حول الفنان، حاملين هواتفهم لتسجيل فيديوهاتهم وتحميلها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي شجعت هواة آخرين على خلق منافسة فنية في الشارع.