الحرم الجامعي

‘’أهل العلم" يطلق مكتبة الهواء الطلق

‘’أهل العلم" يطلق مكتبة الهواء الطلق
  • القراءات: 740
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

الحد من الاستعمال المفرط للهواتف الذكية، ولفت الانتباه إلى الكتاب، واحد من الأهداف الرئيسة التي يسعى نادي "أهل العلم" إلى تحقيقها، من خلال إطلاق مبادرة مكتبة الهواء الطلق بساحة جامعة الجزائر (2) "أبو القاسم سعد الله"، وهي المبادرة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الجامعات، ولقيت تجاوبا كبيرا من الطلبة.

 

يقوم أعضاء نادي "أهل العلم" يوميا، بنقل المكتبة التي هي عبارة عن خزانة تضم عناوين متعددة لتخصصات مختلفة، ووضعها وسط الحرم الجامعي، حيث يعرف المكان حركية كبيرة للطلبة، ومن ثمة، يتم دعوة الطلبة إلى تصفح ما تتوفر عليه المكتبة من عناوين، حيث يمكن لأي طالب استعارة الكتاب الذي يرغب فيه، وإن كان لديه أي كتاب لا يحتاج إليه يمكنه تزويد المكتبة به.

حسب ما جاء على لسان بعض الطلبة الذين احتكت بهم "المساء"، فإن المبادرة غاية في الأهمية، لأنها جعلتهم يتذكرون الكتاب ويغفلون تصفح هواتفهم النقالة طيلة اليوم، بعد أن استحوذت على تفكيرهم وجعلتهم ينسون أنهم في جامعة، وأن الكتاب يفترض أن لا يفارقهم. حسب الطالبة رانيا صديقي، تخصص لغة إنجليزية وعضو بنادي "أهل العلم"، فإن المبادرة تعد الأولى من نوعها في جامعة الجزائر (2")، وتم تجسيدها من طرف النادي الذي يعتبر هو الآخر فتيا، حيث تم إنشاؤه منذ سنة تقريبا، وهذه إحدى أهم نشاطاته التي يبدو أنها حققت نجاحا كبيرا بالنظر إلى الإقبال الكبير على المكتبة، رغم صغرها وقلة العناوين التي تحويها، لأن الفكرة لا زالت في طور  النمو". الغاية من مكتبة الهواء الطلق، هو الوصول إلى حمل الطالب على الرجوع إلى الكتاب، من خلال المساهمة من جهة في تعبئة المكتبة بكتب تخلى عنها الطلبة، واستعارته لكتب أخرى، في محاولة لجعله يغفل عن تصفح مختلف الوسائط على هاتفه، وبهذه الطريقة، تقول المتحدثة، "نكون قد تمكنا من جعل الطالب يعود إلى الكتاب ويتصفحه ولو بدافع الفضول"، مشيرة إلى أن المكتبة تستقبل كل العناوين المتوفرة التي تهم الطالب في كل التخصصات، بما في ذلك كتب التنمية البشرية. ردا على سؤالنا عن ما إذا كانت فكرة المكتبة في الهواء الطلق امتداد لمكتبة الجامعة، أوضحت المتحدثة أن قلة قليلة من الطلبة يقصدون المكتبة للقيام ببحوث، والأغلبية أصبحت تتجه إلى تصفح ما توفره التكنولوجيا من تسهيلات لإنجاز البحوث، "انطلاقا من كل هذا، ارتأينا من خلال فكرة مكتبة الهواء الطلق، أن نوجه للطلبة دعوة لتصفح الكتب ولو من باب الفضول، وهي الفكرة التي لقيت ترحيبا كبيرا من الأساتذة والطلبة على حد سواء، وساهموا من جهتهم، في تزويدنا بمجموعة من العناوين التي أثرت المكتبة".

من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن فكرة فتح مكتبة في الهواء الطلق سبق تنفيذها في بعض ولايات الوطن، غير أنها كانت عبارة عن مبادرات مست الأحياء، وفي محطات نقل المسافرين أو محطات توقف الحافلات، وقالت "غير أننا لم نشاهد مثل هذه الفكرة في الحرم الجامعي، ربما لأن الجامعة تحوي على مكتبة، غير أن خصوصية مكتبة الهواء الطلق مختلفة وفريدة من نوعها، لأنها تجعل الطالب يتجه نحوها ويبحث عما يريده بكل حرية، بعيدا عن أي نوع من القيود، ولعل هذا ما ساهم في إنجاحها"، مشيرة إلى أن من أهم الأهداف التي يسعى النادي إلى تحقيقها؛ إعادة ربط الطالب بالكتاب وإبعاده نوعا ما عن التكنولوجيا.

غير بعيد عن المكتب، تم نصب سبورة، عبارة عن فضاء حر، يقوم فيه الطلبة بكتابة على قصاصات من الورق، عبارات تخطر على بالهم أو يؤمنون بها، ومن ثمة يقومون بإلصاقها ليقرأها غيرهم، وحسب محدثتنا، فإن الغاية من هذه الالتفاتة، هو تحفيز الطلبة لأن يكونوا سعداء في حياتهم، من خلال تصفح ما يقرأه غيرهم من عبارات تبعث على الأمل والتفاؤل، مشيرة إلى أن هذا الركن أو الفضاء الذي يرافق المكتبة، يدخل في إطار العلاج النفسي الذي يسمح لنا كطلبة من أخذ فكرة عن طريقة تفكيرهم، وتؤكد أنها كلها تبعث على التفاؤل من خلال ما تم تدوينه من عبارات.