إحياء اليوم العالمي لداء السكري ببومرداس

يوم علمي حول التربية العلاجية والتعايش مع الداء

يوم علمي حول التربية العلاجية والتعايش مع الداء
  • القراءات: 853
حنان.س حنان.س

شكلت التربية العلاجية والتثقيف الغذائي لمرضى السكري، محور يوم تحسيسي نظم مؤخرا بدار البيئة لمدينة بومرداس، إحياء لليوم العالمي لهذا الداء المصادف لـ14 نوفمبر من كل سنة، من تنظيم المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ومديرية الصحة والسكان. كما عرف تنظيم ورشة تكوينية لفائدة الطبيب العام، كونه حجر الزاوية في المعادلة الصحية العلاجية.

يتابع قرابة 3200 مريض بالسكري علاجهم بـ”دار السكري” لمدينة بومرداس،  التي افتتحت قبيل أزيد من سنة. حسب مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ”الشهيد محمد بويحياوي” لبومرداس، اعمر شايب، فإن الهدف الرئيسي من تنظيم تظاهرة علمية صحية حول السكري، هو التأكيد على أهمية التثقيف الصحي للمرضى من أجل تعايش جيد مع هذا الداء، وأضاف لـ”المساء”، على هامش التظاهرة، أن التكوين المتواصل لفائدة الطبيب العام، هو هدف آخر تسعى إليه المؤسسة من أجل ترقية المعارف العلمية لهذا الطبيب الذي يعتبر أساس العلاج. كما كشف عن أن مؤسسته تحصي 101 طبيب عام و33 طبيبا أخصائيا، وأن مرض السكري من أهم الأمراض التي يتردد المصابون به على المؤسسة طلبا للاستشارة والعلاج.

الطبيب العام حجر الزاوية في المعادلة العلاجية

من جهتها، قالت الدكتورة حورية مزوان، طبيبة عامة وعضو الجمعية الجزائرية للطب العام، بأن الأيام العلمية التحسيسية المنظمة من حين لآخر، تهدف بالدرجة الأولى إلى تحيين المعارف العلمية للطبيب العام، باعتباره حجر الزاوية في المعادلة العلاجية. وأضافت في تصريح لـ”المساء”، على هامش التظاهرة، أنه وانطلاقا من العام المقبل، فإن الطب العام سيتم إدراجه كاختصاص قار في المسار التكويني الجامعي لطلبة الطب، مما يزيد في المسؤولية الملقاة على عاتق الطبيب العام، كونه الطبيب المرجعي، وهو ما يعيد الاعتبار للعمل بنظام طبيب العائلة. أضافت أن التوعية الصحية بكيفية التعايش مع مرض السكري بالنسبة للمرضى،  يبقى أهم محور لربح المعركة ضد هذا الداء المتزايد سنة بعد الأخرى.

”دار السكري” ببومرداس، تنظم دوريا حصصا خاصة للتثقيف الصحي حول الداء، حسبما تؤكده الدكتورة ليلى مناصري، مسؤولة الدار، قالت إنه يتم يوميا تسجيل 1500 استشارة بالدار سواء لدى الطبيب العام أو الاستشارة المتخصصة، على اعتبار أن الدار تم تجهيزها بكل التخصصات الطبية التي يحتاجها مريض السكري، بما فيها مخبر التحاليل ومصلحة الأشعة.

من جهتهم، عبر عدد من المرضى ممن حضروا حصة التثقيف الصحي لـ”المساء”، عن اهتمامهم بمثل هذه التظاهرات المنظمة من حين لآخر، ”من أجل معرفة خبايا هذا المرض والتغلب عليه”، تقول إحدى المواطنات التي أصيبت بالمرض قبيل ثمانية أشهر، وتضيف أن الحصة التعليمية أفادتها في كيفية التعامل مع هبوط السكري أو ارتفاعه لأسباب أو لأخرى، بينما أكدت مواطنة أخرى أنها قصدت حصة التربية العلاجية من أجل معرفة كيفية التعامل مع هذا الداء، وخطوات الرجيم الصحي الصحيح حتى تعلم ابنتها ذات الـ17 ربيعا. أضافت أن ابنتها أصيبت بهذا الداء وهي في السابعة من عمرها، حينها كانت المعلومات حول هذا الداء شحيحة، خاصة أنها الوحيدة المصابة بهذا الداء على مستوى العائلة، ”لذلك أنا هنا حتى أتثقف وأثقفها بدوري وأوعيها بمدى أهمية الأكل الصحي، لأنها تفرط في تناول الأكل السريع، رغم خطورته على صحتها”، تقول المتحدثة. بينما اعتبرت مواطنة أخرى أصيبت بالداء منذ 20 سنة، أنها تحضر كل اللقاءات والتظاهرات المنظمة حول داء السكري، معتبرة تطور العلم ”شيئا ربانيا جعله في يد الإنسان ليفيد به بني جلدته”. وأضافت أنها تعيش وفق نظام غذائي خاص أطلقت عليه تسمية ”رجيم الجدات” المبني على الابتعاد عن السكريات والدهون.

دراسة خاصة بأهمية التثقيف الصحي

لأن التربية الصحية والتثقيف الغذائي أصبحا اليوم محوران مهمان للتغلب على داء السكري، فإن الدكتور رشيد عبدي، مسؤول ”دار السكري” لمدينة بودواو،  يقوم بدراسة رفقة طبيبين آخرين ”لمعرفة أهمية التربية العلاجية والصحية في سبيل تحسن الوضع الصحي للمرضى”، وكشف لـ”المساء”، عن أن الدراسة انطلقت قبيل سنتين واستهدفت كل المرضى ممن يتلقون حصص التربية العلاجية على مستوى الدار، بمعدل حصتين في كل شهر يحضرها حوالي 20 مريضا في كل حصة، تتراوح أعمارهم بين 18 و70 سنة. هدف الدراسة، معرفة مدى تأثير النصائح المقدمة على الحالة الصحية للمرضى المستفيدين من الحصص، وأوضح أن النتائج النهائية للدراسة ستعرض قريبا.

في السياق، أكد الدكتور عبدي أن أهم نقطة للتغلب على داء السكري والتقليل من مضاعفاته، هو التعايش الإيجابي معه عن طريق التثقيف الصحي واتباع نصائح الطبيب المعالج. وأضاف أنه إن كانت المعركة ضد ”الرجل السكري” قد ربحت، لاسيما على مستوى ولاية بومرداس التي لم تعد تسجل حالات بتر أرجل مرضى السكري، بفضل التوعية وتكثيف حصص التربية الصحية، إلا أن مضاعفات أخرى ما زالت تسجل، لاسيما القصور الكلوي والقصور القلبي.