بادرت إليه جمعية "المرأة الناشطة" لتيزي وزو

يوم تحسيسي حول محاربة الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي

يوم تحسيسي حول محاربة الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي
  • القراءات: 13263
❊س.زميحي ❊س.زميحي

دعا المشاركون في أشغال اليوم التحسيسي حول الآفات الاجتماعية، الذي نظمته مؤخرا جمعية "المرأة الناشطة" بتيزي وزو، إلى ضرورة تضافر الجهود لإنقاذ الشباب في الوسط المدرسي والوسط المفتوح من الانحراف والسقوط في مستنقع الآفات الاجتماعية، مؤكدين على أهمية إشراك جميع القطاعات وأطراف المجتمع المدني لمساعدة هذه الشريحة من الانهيار الخلقي والتربوي، وتجنب فساد المجتمعات.

أكدت هاشمي جوهر، رئيسة جمعية "المرأة الناشطة"، أن الجمعية تسعى منذ نشأتها إلى التحسيس والتوعية ضد مختلف الآفات الاجتماعية التي تهدد الشباب والمجتمع، موضحة أن هذا النشاط يدخل ضمن إستراتجية حملة التحسيس والوقاية ضد الآفات الاجتماعية، التي تستهدف تحديث روح اليقظة والوعي الاجتماعي، ولفت انتباه الأولياء والأطراف المعنية بالتربية إلى ضرورة إبراز القدرات الثقافية للطفل، من خلال اتباع طرق المكافحة والوقاية بدون توقف ضد الأخطار التي تحدق بهم.

أضافت المتحدثة أن الجمعية تهدف إلى تقوية إستراتيجية محاربة مختلف أنواع الآفات الاجتماعية المهددة لكيان المجتمع، ومنها العنف، الإجرام، التشاؤم، التسرب المدرسي، التطرف، أخطار الأنترنت، المخدرات وغيرها من الآفات المنتشرة في الوسط المدرسي والوسط المفتوح، داعية في السياق، إلى التحسيس المتواصل والعمل على تحديث ميكانيزمات وتفعيل دور مختلف القطاعات لضمان حماية الشباب. مؤكدة على أن الكل معني بهذه المسؤولية والخطر الذي يحدق بالجيل الناشئ، مما يؤكد الحاجة إلى حملات تحسيسية جوارية، وتحقيق تنمية بشرية تضمن بلوغ تنمية اقتصادية، تستهدف رفع مشعل التنمية البشرية.

حول حصيلة الجمعية في المجال التحسيسي، كشفت رئيسة الجمعية عن قيامها بنحو 100 نشاط تحسيسي سنة 2017، رغم قلة الإمكانيات والصعوبات، لكنها تعتبر نشاطات الجمعية "التزاما" إزاء المجتمع لضمان مكافحة مختلف الآفات الاجتماعية. مشيرة "إلى أنه لا يجب انتظار حدوث كوارث للتدخل والتحرك، مثل ما حصل بخصوص لعبة "الحوت الأزرق"، مما يتطلب ـ حسبها ـ تكثيف حملات التحسيس حول مخاطر استعمال الأنترنت، والتي تعد من بين النقاط التي تعمل الجمعية على محاربتها.

من جهته رشيد بالخير، طبيب نفسي وعضو بجمعية "المرأة الناشطة"، أكد "أنه على الأولياء توخي حذر المخاطر التي تحدق بأبنائهم، والتي لم تعود تقتصر على الشارع فحسب، وإنما داخل البيت أيضا، من خلال ضمان المراقبة المستمرة لاستخدامات تكنولوجيات الاتصال التي أصبحت خطرا جديدا يهدد مستقبل الطفل، داعيا في السياق إلى ضرورة استمرار التحسيس أمام ظهور آفات اجتماعية جديدة بشكل مستمر، مضيفا "أن الجمعيات اليوم لم تعد مهامها تقتصر على الأنشطة المناسباتية، وإنما يجب إقحامها في العمل التحسيسي الدائم، وهو ما من شأنه خلق ديناميكية اجتماعية تضمن تطوير وتحقيق التنمية البشرية".

أكد يوسف قرينة ملازم أول في الشرطة، تابع لخلية الاتصال بمديرية الأمن الولائي لولاية تيزي وزو، على الدور الذي تعلبه مصالح الأمن في مجال مكافحة الآفات الاجتماعية بشتى أنواعها، لاسيما في مجال حماية شريحة الأطفال التي تعد من مهام فرقة حماية الأطفال، من خلال القيام بدوريات مراقبة راجلة وراكبة، للبحث عن أطفال في حالة خطر، والاتصال بأوليائهم لاستعادتهم، إلى جانب دور الرقم الأخضر 104 الذي وضع للإبلاغ عن أطفال في وضع خطر، وكذا حملات تحسيسية واسعة النطاق على مستوى المؤسسات التربوية، لتحسيس التلاميذ بخصوص لعبة "الحوت الأزرق"، ومختلف الآفات الاجتماعية.   

بينما دعا خالد قراين، إطار بمديرية الشؤون الدينية، إلى التحلي بالتقوى وطاعة الله، والعمل على أن يكون الأفراد أعضاء صالحين في المجتمع، بحيث يؤدي كل واحد واجبه، لضمان توجيه المجتمع إلى طريق الصلاح، موضحا "أن الله وضع لحياة البشر مراجع وقوانين تتضمنها آياته وكتابه، ينبغي العمل بها، مشيرا إلى أن المساجد اليوم يجب عليها أن تعلب دورا من خلال تجديد الخطاب الديني بما يتلاءم مع الشباب والمجتمع كله، عبر دراسة وفهم حاجات الشباب من النواحي العلمية والثقافية، موضحا "أن مناقشة موضوع الآفات الاجتماعية بمختلف أشكالها يتطلب مناقشة وتشخيص كل موضوع وظاهرة على حدا، للخروج بتوصيات من شأنها إصلاح المجتمع وحماية أفراده، خاصة الشباب.

س.زميحي