الوكالة الوطنية للتشغيل

يقصدون "أنام" بحثا عن عمل لكن بشروط غريبة ومضحكة

يقصدون "أنام" بحثا عن عمل لكن بشروط غريبة ومضحكة
  • 910
رشيدة بلال رشيدة بلال

يفرض بعض الباحثين على فرص الشغل شروطا غريبة، إن لم نقل مضحكة في بعض الأحيان، ومناقضين أنفسهم مرات أخرى، إذ يعطي الباحث عن العمل انطباعا بأنه يرغب في العمل، بل وفي أمس الحاجة إليه، في حين يوحي شرطه بالعكس.. "المساء" رصدت جانبا من هذه الشروط الغريبة للوافدين على الوكالة الوطنية للتشغيل "أنام".

حدثتنا مصادر من وكالة "أنام" عن بعض الحالات التي تقبل على الوكالة طلبا للعمل، محملة بشروط غريبة، ومنها قصة شاب في الـ30 من عمره، مستوى ابتدائي، في الوهلة الأولى التي قصد خلالها الوكالة ادعى بأنه بأمس الحاجة إلى العمل وأنه مستعد لقبول أية وظيفة، وأعطى انطباعا بأن المهم عنده هو العمل والحصول على أجر، ولحسن الحظ، تم توظيفه سريعا، حيث تم إرشاده إلى مؤسسة "مترو الجزائر" ليعمل عون أمن، وكان من شروط الوظيفة أن يتواجد في مقر العمل على الساعة السابعة صباحا. وللعلم، يقيم طالب العمل في بلدية وادي قريش، ومكان عمله في ساحة البريد المركزي، عندما عرض عليه العمل تفاجأ وقال؛ "مستحيل أن أستيقظ على الساعة السابعة صباحا، ومن غير الممكن أن أعمل لنصف يوم كامل، هذا كثير علي"، ثم قدم شروطه الغريبة المتمثلة في اشتراط العمل بمكتب ولمدة ساعتين فقط، وعلق المصدر باستغراب؛ "ألا تدعو هذه الشروط إلى الضحك وهل يرغب حقا في العمل؟". 

تريد عملا لساعتين فقط

قصة أخرى لسيدة مطلقة وأم لطفلين بدون مستوى تعليمي، قصدت الوكالة طلبا للعمل كمنظفة، وكانت هي الأخرى تدعي أنها في أمس الحاجة للعمل، وعندما طلب منها الانتظار لمدة،  بحكم أن الإجراءات تستدعي تقديم الطلب والانتظار، بدأت تشكي وتبكي من منطلق أنها حالة اجتماعية خاصة، ولا تملك أي مورد دخل لسد نفقات أطفالها، مما جعلها أولوية عند الوكالة، حيث تم استدعاؤها للعمل ببلدية دالي إبراهيم كعاملة نظافة نزولا عند طلبها، لكن المفارقة التي حدثت أنه عندما تم إبلاغها بقبول طلبها وتوفير عمل لها على جناح السرعة، رفضت، وكان السبب يدفع هو الآخر للاستغراب،  حيث قالت: "بهذه السرعة وجدتم لي عملا ولمدة يوم كامل؟!" وعلقت سريعا؛ "يوم كامل، هذا كثير عليّ، حبذا لو أن المدة تكون أقل". ونزولا عند طلبها، تم استدعاؤها مجددا لنفس العمل، لكن لنصف يوم فقط، والمفارقة هذه المرة ـ حسب المصدر ـ أن الشروط بدأت تزيد، حيث قالت: "إنها تريد العمل لساعتين فقط ويكون التوقيت بين الساعة العاشرة والحادية عشرة لأنها من النوع الذي لا يستيقظ مبكرا، فما كان من العاملين بالوكالة بعد أن تبين لهم أنها لا تتطلع حقيقية إلى العمل، إلا أن ردوا عليها بالقول؛ "العمل الذي تبحثين عنه غير موجود عندنا".

نحن وكالة توظف ولا تزوج

ومن المفارقات التي تصادفنا في الوكالة لباحثين عن عمل بشروطهم الطريفة أيضا؛ قصة شاب لديه مستوى ثانوي، عندما قصد الوكالة قال: "دافعي إلى البحث عن العمل، رغبتي في الزواج، وبصريح العبارة أكد أنه يريد أجرا محترما من الوظيفة التي ينتظر أن نوفرها له، وعندما عرضت عليه الوكالة عملا بأجر 20 ألف دينار، قال؛ "الأجر هزيل ولا يكفي لأتزوج، وعلق؛ "وجدت عملا بـ60 ألف دينار ولم أقبل، فما كان من العاملين في الوكالة إلا أن ردوا عليه بالقول؛ "نحن وكالة توظّف ولا تزوّج".

ويواصل محدثنا قائلا: "من طرائف ما يصادفنا أيضا، بعض الوافدين على الوكالة رفقة أصدقائهم، ومن بين الشروط التي يفرضونها علينا، إن وجدنا لهم ما يحملونه من مؤهل عمل معين، أن نجد لأصدقائهم عملا مماثلا في نفس المكان، حتى وإن كانوا من دون مستوى تعليمي، وفي هذا الخصوص تحضرني قصة الشاب الذي قصد الوكالة طلبا للعمل، وهو صاحب مستوى الثالثة ثانوي، وبعد أن عثرت له الوكالة على عمل كبائع، اشترط إمكانية عمل صديقه ـ الذي كان من دون مستوى تعليمي ـ برفقته، وفي حال الرفض فإنه يرفض هو الآخر العمل، وبالفعل، نظرا لتوفر منصب عمل واحد فقط، رفض العمل لأن صديقه لم يوظف معه".