غابة باينام: "جرعة أوكسجين" وفضاء إيكولوجي للعاصميين

يتم رفع 6 أمتار مكعبة من الفضلات بها يوميا عبر فضاءات التسلية

يتم رفع 6 أمتار مكعبة من الفضلات بها يوميا عبر فضاءات التسلية
  • القراءات: 1055
ق.م/ (وا) ق.م/ (وا)

تشهد غابة باينام (15 كلم غرب الجزائر العاصمة)، منذ بداية موسم الاصطياف، توافدا كبيرا للعائلات والسياح الباحثين عن الراحة والاستجمام في هذا الموقع الساحر الذي يمنح العاصميين ‘’جرعة أوكسجين’’ مثالية. 

رغم إغراء شواطئ البحر، تتشكل منذ الساعات الأولى من كل نهاية أسبوع طوابير طويلة أمام مدخل الغابة الذي تشرف على تسييرها مقاطعة محافظة الغابات لولاية الجزائر، التابعة للمديرية العامة للغابات، بحثا عن رائحة الطبيعة وصفائها بعيدا عن الضجيج. 

الرئة الإيكولوجية للعاصمة: أزيد من 800 زائر يوميا لغابة باينام 

أكد السيد حسين علي، رئيس مقاطعة غابة باينام، أن إقبال المواطنين على الغابة مرتبط بتوفر الأمن وموقعها، حيث تستقطب فضاءات اللعب والتسلية العائلات وتدفعها إلى التخييم وممارسة مختلف أنواع الرياضات ويسجل يوميا توافد ما يفوق 800 زائر، وتصل الذروة خلال نهاية الأسبوع إلى طيلة موسم الصيف. 

تمثل هذه الغابة الممتدة عبر 508 هكتارات والتي تقتسم حدودها 5 بلديات هي؛ بوزريعة، الحمامات، الرايس حميدو، عين البنيان وبني مسوس، بالنسبة للزوار "جرعة أوكسجين" وفضاء إيكولوجي يمثل عن جدارة رئة العاصمة، وأضاف؛ "نسعى إلى تحسين محيط الحياة للمواطنين وتوفير فضاءات الراحة والسكينة، خاصة أن الغابة تعد الوجهة المفضلة لسكان الأحياء المجاورة يوميا لممارسة الرياضات الفردية، خاصة في فترة المساء". 

عرفت غابة باينام العديد من أشغال التهيئة والهياكل الخدماتية، على غرار فضاءات اللعب والتسلية وأكشاك لبيع المأكولات ومراحيض من أجل راحة الزائر. 

كما تحرص مصالح المقاطعة الغابية، وفق نفس المسؤول، على اتخاذ إجراءات وقائية لحماية الغابة من التعفنات والأمراض، على غرار رش الحشرات واليرقات الضارة وتقوم دوريا بعمليات رش بالمبيدات البيولوجية قد تصل إلى استخدام الطائرات. 

تسجيل 53 تدخلا ضد الحرائق منذ شهر جوان 

وحسب نفس المسؤول، تم تسجيل 53 تدخلا ضد الحرائق على مستوى مقاطعة الغابات لبينام منذ الفاتح جوان الماضي، حيث تتدخل 4 فرق مشكلة من أفواج تضم 10 أعوان، فضلا على فرقة التدخل السريع لأعوان الحماية المدنية عبر 4 مقاطعات إدارية، ويتعلق الأمر بسيدي امحمد، بوزريعة، شراقة وباب الوادي. وتسهر فرق مديرية الغابات المتواجدة على مستواها وعبر مختلف نشاطاتها في استشعار الحريق من خلال برج المراقبة ووفق نظام المداومة على مدار 24 ساعة طيلة السنة لمكافحة الحرائق. 

وذكر أن غابة باينام استفادت ضمن مخطط مكافحة الحرائق من المعدات اللازمة للتدخل السريع قبل وصول النجدات من مصالح الحماية المدنية، من ضمنها صهاريج المياه بسعة 50 مترا مكعبا لكل خزان. 

اتخذت مصالح محافظة الغابات إجراءات، أبرزها فتح الطرق والدروب لضمان "سهولة" وصول فرق التدخل نحو بؤر الحرائق في حال حدوثها وتمتد هذه الطرق على طول 75 كلم. كما أفاد المصدر أن عدد الأعوان لا يكفي لتغطية شاملة من حماية وتنظيف ورقابة الغابة، كونها مفتوحة على الحركة المرورية. 

تهيئة غابة باينام وتحويلها إلى قطب سياحي 

كشف المصدر عن دراسة جارية لتهيئة وتوسعة فضاء استقبال الزوار بغابة باينام، وسيتم تجسيدها على أرض الواقع فور تخصيص الأغلفة المالية المناسبة لعملية بمثل هذا الحجم. 

ينتظر تجسيد مخطط التهيئة من طرف ولاية الجزائر، ويضمن المشروع الذي يتربع على مساحة 50 هكتارا توفير أقطاب ترفيهية وتسلية بمعايير دولية من أجل بعث السياحة البيئية. 

تتضمن الدراسة إنشاء 8 مواقع تسلية وترفيه تتمثل في ملاعب للتنس الكرة الحديدية، مسالك للدراجات وركوب الخيل، موقع يطل على الواجهة البحرية بالمنظار وغيرها. 

أوضح حسين على أنه تم خلال السنة فتح مسالك الأودية التي تمر بالغابة، مع افتتاح وتوطيد مسالك رئيسية تصل إلى 32 كلم، يضيف نفس المصدر. 

شهدت الغابة في نفس العميلة إعادة غرس أزيد من 199 هكتارا بما فيها 133 هكتارا من أشجار الكاليتوس التي تمثل 60 بالمائة من الغابة وتخصيص فضاءات للعب والتسلية تغطي أزيد من 50 هكتارا. وتم تعبيد 16 كلم من الطريق التي تخترق الغابة، فضلا على 45 مسلكا، أي ما يتجاوز 120 كلم من الأدراج والمصاطب لمنع امتداد الحرائق، مع تنصيب 134 مركز إنذار.

مشكل النفايات وتخصيص "حوشة إدارية" للحد من أضرار الخنازير

حسب نفس المسؤول، تتعرض الغابة للضرر على يد بعض الزائرين الذين لا يدركون القيمة الحقيقية للموقع الإيكولوجي، حيث يخلف البعض نفايات وهو ما يجذب الخنازير نحو الغابة وباقي محيط المناطق شبه الحضرية والأحياء المتاخمة لها.

ويضيف المتحدث قائلا: "لكن في المقابل وبناء على تقارير البلديات،  تقوم بتسخيرة من الولاة المنتدبين ووالي العاصمة، بتخصيص "حوشة إدارية" وتتمثل في عملية قانونية ضمن قانون الصيد، من أجل صيد الخنزير في محيط الغابة للحد من تناسله، ونقوم بحسب طلب البلديات بعمليات اصطياد بالتعاون مع فيدرالية الصيادين، وتتراوح بين 5 و6 في السنة". 

الجدير بالذكر، يقول محدثنا، أنه تم ضبط العديد من الأشخاص يفرغون نفاياتهم بالمكان وتم تبليغ مصالح الدرك الوطني واتخذت إجراءات ضدهم وتم تحويلهم أمام العدالة، ويتم يوميا رفع ما يزيد عن شاحنيتين من النفايات تقدر بـ6 أمتار مكعبة فقط عبر فضاءات التسلية التي تزورها العائلات، بالتالي ندعو إلى رفع عدد الأعوان والتجهيزات ويتم حاليا بالمتحف الذي لم يدشن بعد جمع أكبر عدد من عينات وأصناف الثروة الغابية والحيوانية التي تزخر بها المنطقة وعرضها أمام الزوار.