يقصده عشاق «اللوبيا» والعدس ..الشوربة والحمص

يتدفقون على شارع طنجة بحثا عن مقعد بمطعم شعبي

يتدفقون على شارع طنجة بحثا عن مقعد بمطعم شعبي
  • القراءات: 1110
رشيدة بلال رشيدة بلال

تعرف المطاعم الشعبية هذه الأيام إقبالا كبيرا عليها، بحثا عن وجبة ساخنة لتدفئة الجسم وتزويده ببعض الطاقة التي تمكنه من مقاومة برودة الطقس. وأمام هذا، اتجه أصحاب المطاعم إلى تحضير أطباقهم مبكرا ليكونوا في الموعد، وهذا ما وقفت عليه «المساء» لدى تجولها بشارع طنجة في العاصمة.

عندما تتجول بشارع طنجة الشعبي خلال هذه الأيام الباردة والممطرة، لابد أن تسارع في اختيار مطعم وتناول وجبة ساخنة فيه، لأنك ستجد صعوبة في مقاومة الجوع بسبب الروائح الطيبة التي تنبعث من مختلف المطاعم الشعبية المنتشرة بهذا الشارع العتيق، حتى وإن اخترت مطعما معينا قد تجد صعوبة في تحديد الطبق الذي ترغب في تناوله، لأن الأطباق الشعبية في فصل الشتاء تتحول إلى أطباق شهية تتنافس بروائحها الطيبة لإقناعك على اختيارها، وهو ما أكده لنا توفيق بايو، صاحب مطعم فريحة الشعبي الذي يعود إلى سنوات السبعينات، حيث قال: «المطاعم الشعبية خلال فصل الشتاء تتحول إلى مكان يعج بالزبائن، ولتلبية كل الطلبات نسارع إلى ضبط مواعيد الطبخ التي تتغير، إذ نبدأ عند الساعة الخامسة صباحا لنكون في الموعد عندما تدق الساعة العاشرة والنصف، وهو الوقت الذي  يتردد فيه الزبائن على  المطعم للظفر بمقعد مناسب والاستمتاع بوجبة ساخنة، مشيرا إلى أن لائحة الطعام خلال فصل الشتاء لا تخلو من أطباق «اللوبيا» والعدس وشوربة الخضار و«السردين» وطبق «الحميصة»،  كلها مجتمعة يكثر الطلب عليها.

وحول نوعية الزبائن الذين يقصدون مثل هذه المطاعم الشعبية،  أكد محدثنا أن المطاعم الشعبية هي المكان الوحيد الذي يتساوى فيه الجميع؛ الغني والفقير، العامل البسيط والموظف في مختلف المؤسسات الحكومية وحتى البطال، لأن سبب اجتماعهم في مطعم واحد هو الشعور بالجوع والرغبة في الحصول على وجبة شعبية وساخنة.

شعبية المطاعم حالت دون رفع أسعارها

من جهته، أكد كمال عزوقلي، صاحب مطعم «الاتجاه الصحيح»،  أن لائحة الطعام في موسم الشتاء تكاد لا تتغير، لأن الأطباق التي يكثر عليها الطلب معروفة تتمثل في العدس واللوبيا والحمص وشوربة الخضار وحساء السمك، ويضيف؛ «ولعل الطلب الكبير على هذه الأطباق ليس بسبب البرد فقط وإنما أيضا لأسعارها التي لم تتغير رغم ارتفاع أثمان الحبوب الجافة في السوق، لأن المطاعم الشعبية تظل دائما المكان الذي يجد فيه أي زبون ضالته التي تتماشى وميزانيته»، مشيرا إلى أن ضعف القدرة الشرائية دفعت بالبعض من محدودي الدخل، إلى طلب نصف طبق «لوبيا» أو عدس فقط ليسد جوعه، من أجل هذا امتنع أغلب أصحاب المطاعم الشعبية عن رفع الأسعار.

وحول أسعار مختلفة الأطباق الشعبية التي يكثر عليها الطلب خلال فصل الشتاء، أكد محدثنا أنها تكاد تكون نفسها في مختلف المطاعم الشعبية، فمثلا طبق «اللوبيا» أوالعدس بـ 140 دج، أما طبق الحمص فيصل إلى 150دج، في حين يقدر سعر حساء «السردين» بـ250 دج، بالنظر إلى ارتفاع سعره. وكما يقال «السردين كي غلا حلا».

وغير بعيد عنه، أكد من جهته عبد الرشيد بن نون، صاحب مطعم «الكرم»، أن الأحوال الجوية تلعب دورا كبيرا في تحديد لائحة طعام المطاعم الشعبية، ولأننا يقول «في هذه الأيام نعيش موجة برد شديدة، فإن لائحة الطعام لا تتغير ويتربع على رأسها طبق ‘اللوبيا’ التي تعتبر الوجبة الأكثر طلبا من مختلف الشرائح العمرية التي تقصد المطعم للأكل وعلى اختلاف المستويات، يليها طبق الشوربة والحمص و«السردين». مشيرا إلى أن الزبائن يترددون على المطعم عند العاشرة والنصف صباحا، ويصبح من الصعب الحصول على مقعد في منتصف النهار، وهو الوقت الذي  يحج فيه الموظفون إلى المطاعم الشعبية جماعات بحثا عن وجبة ساخنة يشحذون بها طاقتهم لمواصلة ما تبقى لهم من الدوام،  ويعلق بالقول بأنه على الرغم من أن المطعم يعد كميات كبيرة من مختلف الأطباق، غير أن الطلب الكبير يجعل بعض الأنواع تنفذ بسرعة، مثل قدر «اللوبيا» والحمص وحتى «الشوربة».