.. وللحرفين رأي

.. وللحرفين رأي
  • القراءات: 1459
كانت لـ"المساء" لقاءات مع بعض الحرفيين حول إشكالية رفض الشباب تعلم المهن فسجلنا ردود أفعال متباينة.

الأولياء لا يربون أبناءهم على حب الحرف التقليدية
تقول فاطمة لمفاري حرفية في صناعة الجلود من ولاية تمنراست إنها تعلمت الحرفة على يد والدتها، وعلى الرغم من أنها لم تكن تميل إلى تعلم الحرف إلا أن والدتها ألحت عليها بضرورة التعلم، وبعد أن كبرت أدركت أهمية أن يكون للفرد صنعة تحميه من غدر الزمن. وترجع سبب عزوف الشباب عن التعلم إلى الوالدين موضحة: "لو أن الأولياء يحببون الصناعات التقليدية للأبناء لأبدى هؤلاء اهتماما بها من خلال الرغبة في التعلم، ففي المنطقة التي انتمي إليها تعتبر الصناعة التقليدية مصدر رزق لعدد كبير من الأسر، وبالتالي الأولياء لا يلعبون دورهم كما يجب في تحبيب أبنائهم الصناعة التقليدية على الرغم من أهميتها في حماية التراث من جهة، وفي تسليح الشاب بصنعة يمكنه عن طريقها أن يستقل بعمله الخاص". وتحصر محدثتنا الحرف التي يعزف الشباب بولاية تمنراست عن تعلمها هي صناعة الحلي والجلود وتقول "إلى جانب عدم حرص الأولياء، هنالك عامل آخر وهو غياب الدعم المادي الذي  يعتبر واحدا من أهم الأسباب التي تجعل الشباب لا يحبذون فكرة تعلم الحرف التي تتطلب المال لمباشرتها كصناعة الجلود".

ضعف الدعم عمّق الهوة بين الشاب والحرفة
ترى الحرفية زبيدة بوطبة، رئيسة جمعية القمر لصناعة الزرابي من ولاية باتنة أن تعلم الصناعات التقليدية على اختلاف أنواعها مرتبط بالبيئة التي ينتمي إليها الفرد، فأنا مثلا كبرت وترعرعت وسط أسرة اختصت في صناعة الزرابي منذ القدم، فما كان مني إلا أن تعلمتها وأسست جمعية تدافع عن هذا الموروث التقليدي، ولأني على علم بان الصناعات التقليدية لم تعد تثير اهتمام أفراد المجتمع عموما، سعيت من خلال الجمعية الى استقطاب البنات الماكثات بالبيوت، وحثهن على تعلم حرفة صناعة الزربية، ودعمهن بكل الإمكانيات المتاحة حتى لا تزول هذه الحرف، مرجعة سبب عزوف الشباب والشابات عن التعلم الى غياب الدعم المادي الذي يضمن استمراريتها، تقول: "شباب اليوم يفتقر إلى الصبر، مما يجعله ينفر من تعلم الصناعات التقليدية لمجرد أن المنتوج لم يسوق، أو لأن المادة الأولية نفدت، وبالتالي إذا أردنا تعلم أبنائنا الصناعة التقليدية فلابد على الجهات المعنية أن تدعمها".

السعي وراء الربح السريع همش الحرف التقليدية
يقول سعيد معكني من ولاية تيزي وزو، حرفي في صناعة الفخار إنه تعلم الحرفة عن أجداده، واختار أن يتخصص في الأواني الفخارية التقليدية التي تعكس تقاليد المنطقة منها أشموخ وأكوفي والمصباح، ورفض أن يدخل على مختلف الأواني الفخارية لمسة معاصرة لإيمانه بأن خصوصية الصناعة التقليدية تتمثل في حفاظها على طابعها التقليدي. ويكشف أن السبب الذي دفعه إلى تعلمها رغم كونه في مقتبل العمر، هو رغبته في رفع التحدي وإثبات ان صناعة الفخار رغم صعوبتها يمكن لأي شاب أن ينجح فيها، مرجعا رفض الشباب تعلمها إلى كونهم يبحثون على الأنشطة التي تحقق الربح السريع دون بذل الجهد، وبالتالي يعتقد أن صعوبة الحرف التقليدية وراء عزوف الشباب عن التعلم، خاصة أن أغلب الحرف هي يدوية وتتطلب جهدا عضليا لإعدادها.

الحرف التقليدية تستهوي الفتيات أكثر من الشباب
تعتقد زهرة خالد، حرفية في الطرز التقليدي من ولاية ورقلة أن الشبان لا يعون أهمية تعلم الحرف التقليدية كموروث تقليدي من جهة، وكمصدر رزق من ناحية أخرى وينظرون إليها نظرة جانبية من منطلق أنها تخص كبار السن من الذين يستثمرون وقت الفراغ في بعض الأنشطة اليدوية، من أجل هذا يعزفون عن تعلمها. وتضيف محدثتنا:
«في ورقلة هناك إقبال على الصناعات التقليدية من قبل  الفتيات أكثر من الشباب إذ نجد أن الشباب يتطلعون ألى القيام بالأنشطة التي لا تستغرق وقتا طويلا، وتعتمد على الآلة لربح الوقت وتحقق الربح السريع، بمعنى أنهم يهتمون بالجانب التسويقي أكثر من الجانب الإبداعي والجمالي، من أجل هذا لا يولون أهمية لتعلم الحرف التقليدية".