استمرار زحف "كورونا" في غياب اللقاح

وكالات السياحة تعلق نشاطهاإلى أجل غير معلوم

وكالات السياحة تعلق نشاطهاإلى أجل غير معلوم
  • القراءات: 668
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

أثر الانتشار الكبير لفيروس كورونا أو ما يُعرف بوباء "كوفيد 19" بعد تفشيه في عدد من الدول الأوربية مثل إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية  كمصر والعراق، أثر بشكل سلبي على نشاط وكالات السياحة والأسفار، التي أعلنت عن تذمرها بسبب التوقف عن بيع التذاكر؛ لقلة الطلب على السفر نتيجة حالة الخوف من الإصابة بالعدوى. ولعل ما عمق استياء أصحاب الوكالات قرار هيئة الحج بالمملكة العربية السعودية، القاضي بوقف العمرة؛ الأمر الذي اضطر بعض الوكالات التي اختصت في هذا النشاط فقط، لتعليق نشاطها.

في استطلاع للرأي، تحدثت "المساء" إلى عدد من أصحاب الوكالات السياحية بالعاصمة، عن مدى الإقبال على اقتناء التذاكر من أجل السياحة أو لممارسة بعض الأنشطة التجارية بالنسبة للتجار الذين اعتادوا على جلب السلع من بعض الدول؛ مثل تركيا والصين، بعد تفشي فيروس كورونا، فكانت أجوبة أغلب ممثلي الوكالات تصب في وعاء واحد، وهو التراجع عن شراء تذاكر السفر، واقتصاره على نطاق ضيق في بعض الأشخاص من التجار بسبب الخوف من الفيروس.

وحسب ممثل وكالة "أثري للسياحة والسفر"، فإن وكالات السياحة هذا الموسم تعيش كابوسا حقيقيا بسبب حالة الجمود والركود في النشاط، نتيجة قلة الطلب على اقتناء تذاكر السفر من أجل السياحة، أو لممارسة النشاط التجاري بالنسبة للتجار ورجال الأعمال. ويوضح: "حتى بالنسبة لمن تضطرهم الظروف للسفر يبحثون عن أي حجة أو إمكانية لتأجيل السفر؛ خوفا من داء كورونا، وهو ما حدث مع بعض المواطنين الذين ألغوا حجوزاتهم"، مشيرا: "إن استمرت الحال على ما هي عليه يُنتظر أن لا يكون هناك موسم صيفي ولا سياحة؛ سواء بالنسبة للراغبين في الخروج أو الدخول من وإلى أي بلد كان".

ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث أن الخوف لا يقتصر فقط على البلدان التي انتشر فيها الفيروس، وإنما أصبحت فكرة السفر مؤجلة حتى ولو لم يكن الفيروس موجودا في الدولة المراد السفر إليها؛ بسبب الخوف من الاختلاط في المطارات بأشخاص يمكن الاشتباه في إصابتهم إن كانوا من دول انتشر فيها الفيروس"، وهو نفس الانطباع الذي لمسناه عند ممثل وكالة "الأمين للسياحة والأسفار"، الذي أكد في دردشته مع "المساء"، أن عملية بيع التذاكر "متوقفة حاليا منذ أن تم الإعلان عن تفشي الفيروس في أكثر من دولة وتسببه في مقتل عدد  كبير من الأشخاص؛ الأمر الذي جعل بعض الذين يقصدون الوكالة يستفسرون عن مدى وجود الفيروس في الدولة التي يرغبون في زيارتها قبل السؤال عن الفندق أو التكاليف"، مشيرا في السياق، إلى أنهم كوكالة مختصة في العمرة، قرار هيئة الحج بالمملكة العربية السعودية بوقف العمرة، أثر عليهم بصورة سلبية؛ لأن وكالتهم تنشط  طيلة هذه الفترة مع أفواج المعتمرين، وداء كورونا أخلط كل الأوراق، وحكم على موسمهم بالفشل، لافتا في السياق إلى أن بقاء الحال على ما هي عليه في غياب تلقيح يقضي على هذا الفيروس، من شأنه أن يكبّد وكالات السفر خسارة كبيرة بسبب تجميد نشاطاتها، خاصة أن موسم الصيف على الأبواب، وعدد كبير من وكالات السفر سبق لها أن استأجرت فنادق مع بداية السنة؛ الأمر الذي يجعلها تدخل في دوامة البحث عن سبل لاسترجاع أموالها ومراجعة حساباتها.

ومن جهته، أوضح المرشد وليد من وكالة "حمزة ترافل"، أن قرار وقف العمرة من شأنه أن يؤثر سلبا على الوكالات التي تنشط في هذا المجال، "على غرار وكالتنا التي تعتمد مداخيلها على نشاطها مع المعتمرين في هذه الفترة من السنة، والتي ترتبط بشهري شعبان ورمضان"، مضيفا أن استمرار الحال على ما هي عليه من شأنه أيضا أن يؤثر على نشاطهم مع افتتاح موسم الصيف بسبب قلة الطلب؛ نتيجة حالة الخوف والفزع من العدوى بسبب انتشار الفيروس في عدد من الدول، لافتا في السياق إلى أنهم  كناشطين في مجال السياحة، ففيروس كورونا من شأنه أن يرهن موسم السياحة لهذه السنة خاصة بالنسبة للوكالات التي سطرت موسمها السياحي واستأجرت فنادق؛ إذ تجد صعوبات جمة في استرداد أموالها.

ومن جهة أخرى، أوضح المتحدث أن فيروس كورونا "أفقد المواطنين عموما، الرغبة في ممارسة حتى السياحة المحلية؛ فالخوف من احتمال الإصابة وضرورة التقيد بجملة من إجراءات الحماية؛ كوضع القناع وتجنب الاحتكاك وغيرهما من توجيهات السلامة التي أقرتها المنظمة العالمية للصحة، عمّق حالة العزوف؛ تجنبا للاختلاط، وكل هذا، حسبه، زاد من خسائر الوكالات التي سيضطرها الفيروس لتعليق نشاطها إلى أجل غير معلوم".