وليمة الحنة بين قعدات تقليدية وأخرى عصرية

وكالات الأعراس تتنافس في طرح خدماتها

وكالات الأعراس تتنافس في طرح خدماتها
  • القراءات: 3280
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الوكالات المختصة في تنظيم الأعراس، وهو ما جعل العائلات ميسورة الحال تتجه إليها كحل سريع وفعال للتكفل بالوليمة، مما دفعها إلى التخصص في بعض العروض وتقديم الخدمات التي تميزها، مثل ما هو حال الشاب سيد علي غلاب الذي اختص في تنظيم قعدات حنة العروس.
في زيارة ”المساء” إلى صالون العروس الذي نظم مؤخرا، وقفنا على جناح سيد علي الذي استقبلنا بابتسامة عريضة وهو يجول بين أثاث جناحه تارة، ويقف على احتياجات الزائرين تارة أخرى، حيث قال لنا: ”إن تنظيم الأعراس أصبح حاليا مهنة قائمة بحد ذاتها ونجحت في شق طريقها واكتساب زبائن جدد، خصوصا بفضل التطورات والعولمة التي لا يمكن عزل مجتمعنا عن مسايرتها ومواكبة تطوراتها في مختلف المجالات، لذا يعد من الضروري توفير كل جديد في مجال الأعراس والولائم”.
ونجح سيد علي في تقديم خدمة تنظيم ديكور قعدات الحنة، وهي الميزة الخاصة التي انفرد بها فريقه، ولم يلتحق بهذه المهنة صدفة، فهو صاحب ذوق خاص في الديكور، الأمر الذي جعله يفكر في مشروع جديد يلبي الطلبات المتزايدة لجيل اليوم المواكب والمتفتح على التطورات في هذا المجال.
قسم المختص في ديكور الحنة جناحه إلى قسمين؛ قسم خاص لقعدة تقليدية وأخرى عصرية، وعن سؤالنا عما يفضله العرسان، أكد لنا أن لكل واحد ذوقا خاصا، ولا يمكن الجزم في الأمر، وأشار إلى أنه كمختص في الديكور، دائما ما ينصح الزبائن بالنوع المناسب الذي يجدر بهم اختياره، دون أن يؤثر على قرارهم مائة بالمائة، لتبقى نصائحه مجرد إرشادات.
وصف محدثنا بعض قطع الديكور التقليدي الذي يكوّن القعدة المغربية والتي تتكون من  مقعد كبير بألوان ترابية ولمسات حريرية من ألوان زاهية وزعت عليها العديد من الوسادات الصغيرة المريحة متعددة الألوان، إلى جانب ”السني” الخشبي دائري الشكل المنقوش بزخارف إسلامية قديمة، هذا الأخير يكون كبير الحجم، توضع عليه مستلزمات الحنة، وكذا صينية الشاي والحلويات التقليدية مع إبريق نحاسي وشمعدانين.
كما لم تخل القعدة من طاولات جانبية صغيرة وضعت عليها مختلف القطع التقليدية التي توحي بالحضارة المغربية، مثل الطاجين الملكي المزين بخامة القطيفة، وأباجورة نحاسية تتماشى مع  الديكور، إلى جانب وسائد الجلوس ”البوف” بنفس ألوان المقعد وزرابي و”حنابل” عربية تقليدية.
وأكد لنا المختص أن هذا النوع من القعدات يختاره العرسان الذين يحبون كل ما هو تقليدي ويذكر بأيام ”زمان”، خاصة أن التقاليد المغربية شبيهة بالتقاليد الجزائرية، فهذه القعدة بمثابة آلة زمنية تأخذك إلى عصور ألف ليلة وليلة في جو ملكي ورومانسي في آن واحد.
وأوضح المتحدث أن هذه القعدة يقترحها خصوصا في الولائم التي تكون في فصل الشتاء، حيث يكون الجو باردا، خصوصا أن الديكور المغربي يوحي بالدفء بفضل الخامات الموجودة كالقطيفة والصوف والنحاس، وكذا الألوان الغامقة بدرجات متفاوتة..
من جهة أخرى، كانت القعدة العصرية بدورها تلفت الأنظار بفضل بساطة تشكيلتها وجمال قطعها العصرية، وأشار في هذا الخصوص منظم الأعراس إلى أنها خيار الشباب خصوصا في فصل الصيف، ويتميز هذا الديكور بطاولات زجاجية، أريكة حريرية من العصور القديمة الإغريقية وزرابي عصرية، وكان اللونان الأبيض والأسود يطغيان على الديكور.
وحول بعض النصائح التي قدمها المختص في ”إتيكيت” الديكور للعرسان الجدد في اختيار القعدات المناسبة، قال: ”لابد على الزوجين أن يختارا الديكور الذي يريحهما، ولا يطلبان نصائح من أهليهما إلا في حالة الحيرة للفصل في القرار، لأن المهم في هذه الليلة هو تحقيق الجو الرومانسي في ليلة العمر”.
وشدد محدثنا على ضرورة اختيار الوكالة المناسبة قبل عدة أشهر من الوليمة حتى يتأكد العرسان من أنواع الخدمات المتوفرة لدى الوكالة، إلى جانب الانتباه إلى الوقت، كون اتساعه يسمح باختيار نوع القماش واللون والخامات التي تتماشى و”تصديرة العروس”، حيث يمكن للمنظمين توفيق قماش الأريكة أو الستائر باللون المفضل للزبون.
ومن الضروري اختيار العروس للملابس المناسبة، تقليدية كانت أم عصرية حسب الديكور، كما يستوجب ألا ينسى العروسان الطلب من المصور أخذ صور إنفرادية لهما وسط الديكور قبل أو بعد الوليمة، لوضعها في إطار وتزيين غرفة النوم بها.