رواج كبير للمربى الطبيعي

وفرة فاكهة البرتقال لا تعني رمي قشورها

وفرة فاكهة البرتقال لا تعني رمي قشورها
الحرفية فتيحة حلحال
  • القراءات: 619
شيدة بلال شيدة بلال

تعرف صناعة المربى في المنازل انتعاشا كبيرا في ولاية البليدة خلال موسم جني الحمضيات بالنظر إلى الإنتاج الوفير هذه السنة؛ حيث اغتنمت بعض الحرفيات الفرصة ليتفنّن في إيجاد طرق مبتكرة لتحضير مربى الحمضيات، الذي لم يقتصر على تحويل الفاكهة إلى معجون، وإنما امتد إلى استغلال قشور هذه الفاكهة في استخلاص نوع مميز من المربى، يلقى إقبالا كبيرا عليه، حسبما أكدت الحرفية فتيحة حلحال، المختصة في صناعة كل أنواع المربى الطبيعي بالبليدة. 

قالت الحرفية فتيحة حلحال ابنة سهل متيجة لـ"المساء"، بأن اهتمامها بصناعة المربى قديم بالنظر إلى انتمائها إلى منطقة رائدة في إنتاج الحمضيات، وبحكم أن ولاية البليدة معروفة بتحضير المربى في المنازل بطرق تقليدية. واختارت هي الأخرى أن تتخصص فيه.

ولعل أهم ما يميز المربى الذي تعدّه، كما أوضحت، " خلوُّه من المواد الحافظة؛ إذ تعمل على تحضيره بطريقة طبيعية للحفاظ على خواصه وفوائده، وحتى على " بنّته"، مشيرة إلى أن المادة الحافظة الوحيدة التي تستعملها هي مادة طبيعية، ممثلة في عصير الليمون والملح، الذي من شأنه أن يطيل عمر المربى. وبعيدا عن هذين العنصرين تؤكد الحرفية أنها تحاول قدر الإمكان، تحويل الحمضيات من مختلف الأنواع الموجودة على مستوى ولاية البليدة، إلى مربى بطريقة تقليدية وطبيعية.

وحسب المتحدثة، فإن مشاركتها في معرض الحمضيات والعسل الذي نُظم على مستوى ولاية البليدة، فرصة لها، للتعريف بما تعده من أنواع مختلفة من المربى، خاصة المربى المبتكر الذي لقي إقبالا كبيرا عليه، والذي يتم تحضيره من قشور البرتقال وحتى الليمون.

وحسبها، فإن "فاكهة الحمضيات من الفواكه التي لا يجب أن يُرمى منها شيء، بل على العكس، كل مكوناتها قابلة للاستغلال"، مشيرة إلى أنها تنبهت إلى ضرورة استغلال قشور البرتقال وغيره من الحمضيات، بعدما لمست الطلب على مربى قشور البرتقال الذي يتم جلبه من تركيا، فقررت خوض التجربة، وتحضيره في الجزائر؛ لتلبية الطلب الكبير عليه.

وقالت: "بالفعل، نجحنا في  تحضيره. ونُعد اليوم كميات كبيرة لتلبية الطلب عليه"، علما أن طريقة تحضير مربى  قشور البرتقال أو أي نوع من الحمضيات، حسبها، تختلف عن طريقة تحضير المربى العادي الذي يخص فاكهة الحمضيات؛ حيث يتم وضع القشور بعد غسلها في الماء، لمدة ليلة كاملة، بعدها تُطبخ على نار هادئة، ومن ثمة يتم تفويرها، وتحضير الماء المحلى أو ما يسمى العصير، ثم يُترك حتى يتشرب، ومنه نحصل على نوع مميز من المربى، يقدَّم مباشرة، أو تحضَّر به الحلويات أو حتى بعض الأطباق التقليدية.

وفي السياق، تشير المتحدثة إلى أن بعض أنواع المربى التي يتم تحضيرها، لا تُسحق فيه الفاكهة كلها، وإنما يتم المحافظة على شكلها، وتحديدا للراغبين في استعمالها في طاجين اللحم الحلو في رمضان، كاشفة عن شروعها مؤخرا، في التحضير لبعض الطلبيات الخاصة ببعض أنواع مربى الحمضيات، ليتم تسويقها في شهر رمضان؛ حتى تزيَّن بها الحلويات، أو تُستخدم في بعض الأطباق.

وذكرت المختصة أن بعض الأنواع الأخرى التي يتم تحضيرها من المربى بمزيج من الحمضيات والقرع الأحمر، تلقى، هي الأخرى، إقبالا كبيرا عليها. وقالت: "نحاول في كل مرة ابتكار أنواع جديدة من المربى، بالمزج بين الحمضيات وفواكه أو خضروات أخرى، لإنعاش سوق المربى المنزلي، الذي أصبح عليه الطلب كبيرا في السنوات الأخيرة بالنظر إلى الطريقة الطبيعة التي يحضَّر بها ".

وحول ما إذا تمكنت من إنشاء مؤسسة بغية المساهمة في دعم الإنتاج المحلي، أشارت المتحدثة إلى أنها تعمل في المنزل، غير أنها تمكنت بفضل صفحتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، من الترويج لكل أنواع المربى الطبيعي، الذي تعده داخل الوطن وخارجه؛ حيث وصل المربى الذي تحضّره، إلى كل من بلجيكا وسويسرا والسويد. واليوم هي تعمل على نقل تجربتها وخبرتها للراغبين في تعلم صنعة الجدات.