عروض مغرية لقضاء عطلة نهاية السنة

وعي سياحي كبير لدى الأسر الجزائرية.. والجنوبُ الوجهة المفضلة

وعي سياحي كبير لدى الأسر الجزائرية.. والجنوبُ الوجهة المفضلة
  • 447
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

❊ الحجوزات نحو تونس مغلقة قبل أشهر من الموعد

تشهد وكالات السياحة والسفر في الجزائر خلال هذه الأيام، خصوصا مع اقتراب نهاية السنة وحلول عطلة الشتاء، نشاطا واسعا في عرض باقات السفر، ورحلات منظمة؛ إذ تحاول كل وكالة استقطاب زبائن من مختلف الشرائح العمرية والمجتمعية، لا سيما الشباب، باقتراح سفريات نحو وجهات مختلفة، تثير الاهتمام، وتتماشى مع ميزانية كل زبون. وبين الوجهات الداخلية والخارجية يبقى الاختيار وفق الرغبة والميول. لكن الملاحَظ أن الوعي السياحي لدى الأسر الجزائرية اختار بكل قوة، وجهة الجنوب الكبير، الذي ساهمت في الترويج له الوكالات المتخصصة، وكذا مواقع التواصل الاجتماعي.

يشرع كثير من الجزائريين قبل أسابيع من حلول عطلة نهاية السنة، في كل مرة، في البحث عن خيارات سياحية مميزة لقضاء هذه الفترة؛ في سلوك بات للبعض أكثر من مجرد رغبة في السفر، بل تقليدا يتكرر كل سنة، إذ تُشد الرحال نحو الصحراء التي تأسر برمالها الذهبية، أو المدن الساحلية، والتاريخية، وحتى نحو وجهات أجنبية توفرها وكالات السياحة والسفر، في باقات متنوعة تناسب مختلف الميزانيات والاهتمامات. ويبدو أن موسم نهاية السنة الحالية أثرت عليه زيادة منحة السفر السنوية التي وصلت إلى 750 أورو على توجهات السفر من الجزائريين.

وهو ما ساهم بشكل ملحوظ في ارتفاع الطلب على السفر الخارجي مقارنة بالسنوات الماضية؛ إذ أقرت الدولة رفع هذه المنحة بقرار رئاسي، وزيادة سقف صرف منحة العملة الأجنبية المخصصة للسفر، ليصل إلى 750 أورو للبالغين، و300 أورو للقصّر بدل 95 أورو في إطار سياسة تسهيل حركة المواطنين، وتقليل الاعتماد على السوق السوداء للعملة الأجنبية؛ ما شجع الأسر خاصة، وزاد في رغبة السفر، وجعل الطلب على الخروج لتمضية عطلة نهاية السنة، أمرا لا بد منه لدى الكثير من الأسر الجزائرية. 

حركة سياحية مميزة هذه السنة

هذه الزيادة في المنحة فتحت أفقا أوسع للسفر بغرض السياحة للعديد من الجزائريين، إذ أصبح بإمكان العائلات ومتوسطي الدخل التخطيط لرحلات خارجية بتكلفة معقولة نسبيا مقارنة بما كانت تكلف نفس العائلة قبل هذه المنحة، خصوصا نحو وجهات غير مكلفة، أو قريبة من الوجهات السياحية الشائعة؛ ما عزز، بشكل عام، حركة السفر في الموسم الحالي. 

كما إن بعض المهنيين في قطاع السياحة والسفر رأوا أن هذه المنحة ساهمت في تنشيط حركة الحجوزات مع وكالات السفر، إذ سجل العديد منها قبل أسابيع من حلول نهاية السنة، حجوزات تامة. وأكدت عدم وجود أماكن في الفنادق التي تتعامل معها، ولا في مقاعد الرحلات الجوية نحو بعض المقاصد المطلوبة، في وقت تعمل السلطات على تعزيز الأطر القانونية لمنع أي استغلال غير مشروع لهذه المنحة، بما يحافظ على هدفها الأساسي، المتمثل في دعم المواطنين للسفر الحقيقي، وليس لأغراض تجارية أو تهريب العملة. 

وتعمل العديد من الوكالات السياحية خلال هذه الأيام على الترويج لرحلات منظمة نحو مدن داخلية، حيث أكد منظمو بعض الرحلات من الوكالات السياحية في حديثهم مع “المساء”، أن الطلب على الوجهات الداخلية وخاصة الصحراوية في الجنوب الجزائري، ارتفع بشكل واضح هذا الموسم، مع إقبال كبير من العائلات والأفراد على عروض قضاء ليلة رأس السنة في واحات تاغيت وتيميمون، وغيرها من مناطق الجنوب. 

عروض ترويجية لوكالات مختصة في السياحة الداخلية

وعن بعض العروض الترويجية التي وقفت عليها “المساء”، تنوَّع الكثير منها بين عروض خاصة بالجنوب الجزائري؛ تلك الوجهات التي أصبحت العنوان الرئيسي للكثير من الراغبين في الخروج من روتين الحياة الكلاسيكية، والابتعاد عن المدينة نحو أحضان الصحراء الشاسعة، لإعادة شحن الطاقة لبداية سنة جديدة مليئة بالمتعة. 

وفي هذا الصدد ومن وكالة “دريم تو”ر يقدم أحمد، مدير الوكالة، باقات رحلات صحراء لمدة 4 إلى 6 أيام تشمل النقل، والإقامة، وجولات سياحية في جانيت وتاغيت مع دليل محلي. والأسعار تبدأ من حوالي 80 ألفا الى 120 ألف دج للشخص. وتشمل جولات في قلب الصحراء، وتخييما تحت النجوم. وتُعد، حسبه، من أكثر الوجهات طلبا؛ إذ تحظى تمنراست، على حد تعبيره، بشعبية عظيمة، وحب كبير من الجزائري والأجنبي على السواء، مشيرا الى أنها من أكثر الوجهات تكلفة نظرا لبعدها، وارتفاع تكلفة رحلاتها الجوية مقارنة بمدن قريبة أكثر.

ومن جهته، قال صاحب وكالة “ترافل أجانسي” صابر بن سعيد، بأن وكالته توفر خلال هذه الأيام، رحلات نهاية السنة إلى تمنراست (الأهقار) مع برامج تبدأ من 90 ألف دينار جزائري للفرد الواحد، تشمل زيارات لمتنزهات طبيعية وجولات ثقافية مع دليل محلي، ووجبتي الفطور الصباحي والعشاء طيلة الرحلة الى جانب النقل، مشيرا الى أن الصحراء الجزائرية تشهد إقبالا كبيرا من الشباب والعائلات الباحثة عن مغامرة مختلفة بعيدا عن المدن الكبرى، ومؤكدا أن خلال هذه السنة هناك طلبات أعلى على هذه الوجهات مقارنة بالسنوات الماضية، خصوصا من طرف العائلات وليس الشباب فقط.

ومن جهتها توفر “يالاو ترافل” باقات متنوعة لوجهات مثل قسنطينة، والطاسيلي وتيميمون مع أسعار تتراوح بين 75 ألف دينار وصولا الى 130 ألف دينار للشخص الواحد، تختلف بين  مدن ساحلية وأخرى داخلية، وصولا الى ولايات جنوبية تتمتع بشعبية كبيرة جدا لدى الجزائريين. وتختلف تكاليف الرحلة، حسب مسيّري الوكالة، وفق مدة الرحلة، وخيارات الإقامة.

وتحدّث إلياس المكلف بالتسويق في هذا الصدد قائلا:« هناك اهتمام متزايد بالسياحة الداخلية، خاصة في المناطق التي تجمع بين الطبيعة والتاريخ. وتُعد عطلة نهاية السنة، المناسبة المثالية للزيارة، خصوصا أن الأجواء خلال تلك المرحلة، تكون ملائمة، وتنخفض درجة الحرارة لتكون معتدلة خلال اليوم بعيدا عن حرارة الجو”.

وأكد عدد من أصحاب الوكالات السياحية التي حدثتهم "المساء"، أن الوجهات الصحراوية أصبحت قِبلة الجزائريين خاصة في موسم نهاية السنة، مع تركيز كبير على تاغيت، وتيميمون وجانيت؛ باعتبارها مواقع ممتازة للاستكشاف، والاسترخاء في الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدن.

ويربط كثير من منظمي الرحلات هذا الإقبال بزيادة الوعي لدى الجزائريين بجمال الصحراء، ورغبتهم في تجارب غير تقليدية، إضافة إلى تزايد المحتوى السياحي عن هذه الوجهات على مواقع السفر ووسائل التواصل الاجتماعي، التي تروّج، بفضل الصور والفيديوهات والمنشورات، لجمال تلك الأماكن الساحرة.

الوجهات الأجنبية لها قسط خاص بفضل منحة السفر

في جانب السياحة الخارجية، تقدم بعض الوكالات برامج خاصة نهاية السنة، تشمل وجهات أوروبية وعربية بالرغم من ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، والتي نظرا للطلب المتزايد على رحلات نحو تلك الوجهات، طرحت الكثير من الوكالات عروضها بمناسبة نهاية السنة، بين تونس، وتركيا، وأذرابيجان، وغيرها من الوجهات التي تنظَّم على “البطاقة” وفق طلب الزبون.

تونس.. حجوزات منتهية قبل الأوان..

أكد مسيّرو عدد من الوكالات في حديثهم مع “المساء”، أن عروض وجهة تونس خلال هذه السنة، وعلى غير العادة، انتهت حجوزاتها قبل أسابيع عديدة من اقتراب موعد نهاية السنة، بسبب منحة السفر التي خلقت خلال هذه الأيام، نوعا من الارتباك بسبب بعض المحتالين الذين يحاولون النصب على المستفيدين من تلك المنحة؛ لاستغلالها دون ما مُنحت من أجله أساسا، ليتم إعادة بيع العملة الأجنبية في السوق السوداء، إذ يتم اختيار تونس لتمضية أسبوع بها بأقل التكاليف. 

لطفي صاحب وكالة سفر “شارم”، أكد أن حجوزات تونس مغلقة، بما فيها حجوزات الرحلات الجوية. كما أكد أن بدائل أخرى توفرها الوكالات السياحية لآخر السنة، لكنها مكلفة أكثر؛ مثل تركيا، والأردن، وأذربيجان، وحتى بعض الدول الأوروبية، مشيرا الى أن بعض الخطوط الجوية تتعمد خلال هذه المرحلة من السنة، طرح تخفيضات على سعر تذاكرها؛ من أجل تشجيع السياحة، والتنقل الجوي؛ لبعث النشاط في خدماتها؛ مثل بعض العروض على وجهات أوروبا كباريس بأسعار ترويجية عند مشاركات في الصالونات السياحية، حيث أعلنت شركات طيران عن أسعار خاصة لرحلات الجزائر ـ باريس بأسعار مناسبة خلال هذه الفترة، خصوصا أنها من المدن التي تعرف وجود أكبر جالية جزائرية بالخارج.