يقتني عدد من زائري معارض العسل التي تقام بمختلف أماكن العرض، هذا المحلول السحري لعلاج مختلف الأمراض التي تصاحب برودة الطقس، مثل السعال والأنفلونزا والروماتيزم، فيما يستغل البعض الآخر فرصة المعرض من أجل اكتشاف بعض الوصفات التي يقدمها المربون بعد الخبرة التي تكونت لديهم.

احتكت "المساء" بعدد من المواطنين الذين زاروا معرض العسل الذي نظم في بلدية بوزريعة مؤخرا، حيث وقفنا عند الغاية الرئيسية التي دفعت جل الوافدين على المعرض إلى التردد عليه، والمتمثلة في البحث عن وصفات علاجية، مما يعزز فكرة أن تناول العسل لا يزال موجها من أجل العلاج وليس للغذاء، فكانت البداية مع شابة بحثت عن وصفة تمكنها من تناول العسل دون تأثير على أمعائها، بحكم أنها مصابة بداء السيلياك، وقد تمكنت بعد الاحتكاك مع بعض المربيين من الحصول على وصفة علاجية مفادها خلط نسبة معينة من العسل بمقدار كوب من الماء، يشرب قبل عشر دقائق من تناول وجبتها. 

وغير بعيد عنها، كانت سيدة أخرى بصدد السؤال عن الوصفة المناسبة لمواجهة السعال الحاد الذي يرافقها طيلة موسم البرد، وسرعان ما وصف لها بعض العارضين الطريقة الصحيحة المتمثلة ـ حسبها ـ في تناول بعض الملاعق من عسل البرتقال مخلوطا بماء دافئ على الريق، وغيرها من الوصفات التي تباينت بين نوع العسل والطريقة المستخدمة لمواجه فقر الدم وألم المفاصل، وهو ما أكده بدورهم بعض المربين الذين أكدوا أن أغلب الوافدين على المعرض غرضهم البحث عن وصفات علاجية لمجابهة بعض الأمراض، وحسب أحمد باضياف، مربي نحل من ولاية غرداية،  قال بأن أغلب الوصفات التي يطلبها زوار المعرض تخص الأمراض الصدرية والمشاكل التنفسية والعلاجات الخاصة بالروماتيزم، إلى جانب عدد من المراهم الخاصة بمواجهة التشققات المرتبطة بالبرد.

ومن جهته،  حدثنا عمار مربي النحل من ولاية تيبازة، عن الوصفات الأكثر طلبا خلال المعارض والمتمثلة في عسل البرتقال لمواجهة الضغط الدموي والسعال، وكذا مشاكل الجهاز الهضمي، إلى جانب مواجهة الإرهاق بتناول العسل الجبلي، أما بالنسبة لعسل السدر، فننصح به مرضى السكري لأنه لا يرفع معدل السكري في الدم وهو قادر على تجديد الخلايا وتعقيم الجروح، كما يساعد على إنتاج أكبر عدد ممكن من الكريات الدموية الحمراء، ولعل من أكثر الوصفات طلبا؛ العسل مع الغذاء الملكي الذي ننصح به النساء الحوامل، كما أنه فاتح للشهية وغذاء كامل.

أما حسان نحال من بلدية عين البنيان، فقد اختار الإجابة على أسئلة الزوار والتركيز على تقديم الوصفات عوض البيع، وبحكم أنه مختص في الكيمياء، كانت الوصفات المقدمة علمية ومدروسة بدقة، وقال ردا عن سؤالنا حول أكثر الوصفات طلبا، تلك المتعلقة بالقولون، مشيرا إلى أنه من الأمراض الشائعة، وهذا راجع إلى أن السيدات يطبخن الطعام إلى درجة تلف المواد المكونة له، بالتالي تؤدي إلى الرفع من نسبة الحموضة، مما ينعكس سلبا على القولون، ولأن أكثر العلاجات فعالية، تلك المكونة من مادة العسل على اعتبار أنه شاف من كل الأمراض، لذا يبحث المواطنون عن بعض الوصفات، ولعل الوصفة المميزة التي نقدمها تتمثل في مزج الحليب مع العسل، بغض النظر عن نوعه، لأن تركيبة الحليب والعسل التي يجري تناولها قبل وجبة الغذاء، تتفاعل مع بعضها البعض بشكل إيجابي يفيد المريض ويساعد على الامتصاص، إلى جانب حبوب الطلع التي ننصح بتجنب استهلاكها جافة، بل ينبغي تناولها مع الماء للحصول على كامل فوائدها. 

ومن بين النصائح التي نقدمها للباحثين، مثلا، بشأن العسل المناسب لمرضى فقر الدم، يقول محدثنا؛ "العسل الذي يكون لونه فاتحا، وأكثر من هذا نقول بأن العسل هو الحافظ الأمين، فالنحلة عندما ترعى على مختلف أنواع النباتات كالزعتر والرحيان تحافظ على مركباتها، وإن تم مزج العسل بمختلف أنواع المشروبات العشبية، تزيد فعالية العسل، لأنه يزيد من سرعة الامتصاص ويساعد على تسريع شفاء المريض أيا كان المرض".