الحمام الرملي

وسيلة علاج تقليدية وأداة ترويج للسياحة بعين صالح

وسيلة علاج تقليدية وأداة ترويج للسياحة بعين صالح
  • القراءات: 559
ق. م ق. م

يشكل الحمام الرملي الذي تشتهر به العديد من مناطق جنوب الوطن، ومن بينها ولاية عين صالح، وسيلة علاج تقليدية لبعض الأمراض الصحية، كما يعد أيضا من عوامل الترويج السياحي بالمنطقة. فالحمام الرملي واحد من أقدم طرق العلاج لبعض الأمراض الجسمية التي لا زال الكثير من المواطنين يعتقدون أنها ذات فوائد صحية متعددة، حيث تستقطب ولاية عين صالح سنويا، أعداد كبيرة من المواطنين الباحثين عن العلاج الطبيعي لبعض الأمراض الجسمانية. 

الحمام الرملي عبارة عن تجويف يتم حفره في الكثبان الرملية بالعرق الرملي، يدفن داخله الشخص المريض بأكوام من الرمال، باستثناء الوجه، لتمكينه من التنفس، وعادة ما يتم وضع قطعة من القماش مبللة بالماء على الرأس، أو مظلة شمسية للوقاية من أشعة الشمس. ويحضر مع ذلك الشخص مرافق يتولى تزويده بمياه الشرب أو العصائر لإطفاء نار العطش، حيث يظل مدفونا بالرمال لمدة ساعتين على الأقل، كما يروي أحد العارفين بأسرار هذا العلاج. ويعتقد عديد الأشخاص من ممارسي هذا الطريقة العلاجية التقليدية بعين صالح، أن الحمام الرملي يحمل فوائد علاجية متعددة، من بينها تنشيط الدورة الدموية، علاج آلام الظهر، علاج السمنة الزائدة وأيضا بعض الأمراض الجلدية وعرق النساء والتهاب المفاصل وغيرها.

* فوائد صحية متعددة

أوضح في هذا الصدد، الحاج مبارك عريبي، من منطقة البركة (10 كلم غرب مدينة عين صالح) التي تشتهر بكثبانها الرملية، والذي يعرف بخبرته في الأعشاب الطبية، وأيضا في العلاج بالحمام الرملي، أن هذه الطريقة التقليدية تحمل فوائد صحية متعددة للعديد من الحالات المرضية. وأشار في هذا الخصوص، إلى أن الحمام الرملي يساهم في تسريع علاج الأشخاص الذين يتعرضون للحوادث ويخضعون للعمليات الجراحية، حيث أن العديد منهم - كما قال- وبعد مغادرتهم المستشفى يتوافدون على الحمام الرملي من أجل تخفيف الآلام وامتصاص الصدمات المتبقية في العظام. وذكر الحاج عريبي أنه أشرف شخصيا على علاج حالات مرضية بواسطة الحمام الرملي، مما يؤكد -حسبه- أهمية هذا العلاج الطبيعي.

في رأي الدكتور مصطفى برماكي، وهو طبيب عام، فإن الحمام الرملي "له فوائد صحية جيدة"، حيث تحتوي الرمال على ذرات طينية لها طاقة إيجابية، والتي بدورها تقوم بإخراج كل الطاقات السلبية من الجسم. كما تحتوي الرمال على عدة معادن، من بينها السيريوم، وهو معدن مهم من الجانب الصحي والعلاجي للجسم. وأكد أيضا على أهمية الحرص على طلب الاستشارة الطبية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، قبل استعمال الحمام الرملي.

مزايا اجتماعية وفضاء للتعارف

علاوة على الفوائد الصحية، فإن الحمام الرملي يحمل أيضا مزايا اجتماعية، حيث يعد فضاء للتعارف بين العائلات التي تقبل عليه، وتنسج فيه علاقات اجتماعية، على غرار الخطوبة وتحديد مواعيد الزواج، وأيضا التحضير لمناسبات اجتماعية، كما تقول الحاجة عائشة حبيتات من مدينة عين صالح. وقد أكدت المتحدثة أن الحمام الرملي يعتبر نقطة تلاقي بين العائلات من مختلف مناطق عين صالح، حيث يتم التعارف بينهن، كما يشكل فضاء لحل المشاكل والخلافات العائلية، حيث يظل الحمام الرملي -كما أضافت- المتنفس الطبيعي والعلاجي إلى يومنا هذا. من جهته، أكد مدير السياحة والصناعة التقليدية بولاية عين صالح، احميدة بن الزاير، أن القطاع يسعى إلى تثمين وترقية الحمام الرملي على مستوى إقليم الولاية، بالنظر إلى ما يستقطبه من أفواج من الزوار، مما يشكل أحد عوامل الترويج السياحي لهذه الولاية الفتية.

علاوة على فوائده وقيمته العلاجية والصحية، كما يعتقد الكثيرين، فإن الحمام الرملي بولاية عين صالح يقدم، إضافة لما تتمتع به الولاية من قدرات سياحية طبيعية من رمال ذهبية وواحات نخيل ومناظر طبيعية خلابة، تستقطب سنويا أعدادا كبيرة من السياح الوطنيين والأجانب من عشاق الطبيعة الصحراوية، حيث تشكل المنطقة معبرا لقوافل السياح المتجهين نحو مناطق الجنوب الكبير.