جمعية "بلسم" الخيرية

وسائل ضعيفة وإرادة قوية

وسائل ضعيفة وإرادة قوية
  • القراءات: 800
تحاول الجمعية الخيرية "بلسم" تقديم كل ما لديها من إمكانيات لمرضى السكري والضغط الدموي، بالرغم من حداثة نشأتها، وتتمثل إعانتها لهؤلاء المرضى في توفير الأدوية مجانا، تفاديا لإصابتهم بأية تعقيدات صحية في غيابه، لاسيما أن مرض السكري والضغط الدموي تناميا بشكل كبير في بلادنا.
يتواجد مقر جمعية "بلسم" الخيرية بالرغاية، حيث تزاول نشاطها منذ أن استلمت الاعتماد من ولاية الجزائر. وقد شاركت في إحياء اليوم العالمي للطفل الذي نظم في الرويبة ومجلة العزيمة المتخصصة في تناول مشاكل المعاقين. وقد أوضح نائب رئيسها الأول عبد القادر قاسيمي لـ”المساء"، أن الجمعية تريد أن تكون عنصرا فعالا ومفيدا للمجتمع الجزائري وبشكل خاص لمرضى السكري والضغط الدموي الذين أنشئت "بسلم" خصيصا لهم، "سجلنا إلى حد الآن انخراط ما يقارب 500 مريض ونتوقع أن يرتفع هذا العدد خلال الأشهر القادمة بعد أن ازدادت شهرة الجمعية في مجال التكفل بالحالات الاجتماعية لمرضى السكري والضغط".
وحول كيفية عمل الجمعية لتوفير الأدوية لصالح منخرطيها المرضى، قال محدثنا: "عادة ما نوجه طلبات الحصول على الأدوية إلى المؤسسات التابعة للدولة، منها بشكل خاص مؤسستا "صيدال" و”بيوفارم" اللتان لا تبخلان علينا بالمساعدات المتمثلة في الأدوية مجانا كلما وجهنا إلى مسؤوليها طلباتنا. كما تعد الصيدليات من بين الأطراف الهامة التي نتوجه إليها للحصول على الأدوية، فهي تستلمها من مواطنين عاديين يتبرعون بها قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها، وبفضل هذه الطريقة تحصلت الجمعية على الاكتفاء الذاتي، فيما تبحث عنه من أدوية لصالح مرضى السكري والضغط الدموي الذين يتلقون حصصهم بشكل دوري ومنتظم"، يضيف المتحدث، مبرزا أن جمعية "بلسم" تفتقر إلى كثير من الوسائل لمواجهة طلبات "زبائنها" المتزايد عددهم من شهر إلى آخر، حيث لا تتوفر سوى على ثلاجة واحدة تمكنها من تخزين الأدوية ومنع فسادها، وكل ما يتمناه أعضاء الجمعية هو أن يحصلوا في القريب العاجل على وسائل عمل عصرية تمكنهم من أداء عملهم الخيري على أكمل وجه، ويتمنون في هذا الشأن أن يمدهم المحسنون بآلة تصوير وأجهزة تقنية، إلى جانب رغبتهم في الحصول على خط الأنترنت الذي يسمح لنشاطها حتى يكون عمليا وسريعا وجاهزا في كل وقت للاستجابة لطلبات أعضائها المرضى.
كما أكد نائب رئيس الجمعية عبد القادر قاسيمي أن هذه الأخيرة لا تمنح الأدوية سوى للمرضى الذين لا يستفيدون من تغطية الضمان الاجتماعي وإمكانياتهم المادية ضعيفة لا تسمح لهم بشراء الأدوية باستمرار، فضلا عن أنه يجب أن يكونوا منخرطين في الجمعية التي تضطر إلى الاتصال بصندوق الضمان الاجتماعي من أجل التأكد من أن المخرطين لا يستفيدون من تغطية الضمان الاجتماعي، ويقول محدثنا في هذا الشأن: "نضطر إلى القيام بهذه العملية كإجراء احترازي حتى نتأكد من صحة المعلومات التي يقدمها لنا أعضاء الجمعية المرضى الذين يستفيدون من مجانية الدواء، ونقطع بذلك الطريق أمام المرضى الذين يسعون للحصول لدينا على أدوية، بالرغم من أنهم مستفيدون من تغطية الضمان الاجتماعي، وعادة ما نستغرب من هذه التصرفات، لاسيما أن أصحابها قادرون على اقتناء الأدوية الخاصة بحالتهم المرضية، وموقفنا من هؤلاء المرضى دليل واضح على تفاني الجمعية وإخلاصها في عملها الخيري تجاه مرضى الضغط الدموي والسكري".
وأشار محدثنا إلى أن نشاط الجمعية لا يتوقف فقط عند البحث عن الأدوية وتوزيعها على منخرطيها، بل تسعى دوما إلى متابعة حالاتهم الصحية من خلال تصفح بطاقاتهم الطبية بعد ذهابهم إلى طبيبهم المختص، حيث تخشى الجمعية من مضاعفات الاستعمال المفرط للأدوية، وتضطر في كثير من الحالات إلى الاتصال بالأطباء الذين يعالجون منخرطيها المرضى، وتسجل الجمعية كل المعلومات والوصفات التي يدونها الطبيب بما فيها عنوان هذا الأخير من أجل الاتصال به في حدوث حالات استعجالية.
من جهة أخرى، تسعى جمعية "بلسم" إلى تقوية تجربتها في مجال اقتناء وتوزيع الأدوية من خلال تكثيف اتصالاتها وتبادل المعلومات مع جمعيات خيرية أخرى تزاول نفس النشاط عبر التراب الوطني، الأمر الذي يسمح لها بتكييف عملها بشكل جيد مع أعضائها المرضى، فضلا عن أنها تقوم بعمل تطوعي في الميدان من خلال تنظيم أيام تحسيسية لفائدة مرضى السكري والضغط الدموي، وقد نظمت نفس العملية يوم 13 جوان الفارط على مستوى بلدية هراوة.
وكل ما يتمناه أعضاء الجمعية هو أن يستمر نشاط هذه الأخيرة لفائدة مرضى السكري وضغط الدم والوصول دائما إلى الاستجابة لحالاتهم الصحية، وتلتفت سلطات بلدية الرغاية إليها لكي تمدها يد المساعدة في المجالات التي تخص نشاطها،لاسيما أنها تعد الجمعية الخيرية الوحيدة في الرغاية المختصة في تقديم المساعدات لمرضى السكري والضغط الدموي.