الإمام الأستاذ أمين شعبان يحث على جعلها استثناء

وسائل التواصل الاجتماعي لا تحقق المقصد الشرعي من العيد

وسائل التواصل الاجتماعي لا تحقق المقصد الشرعي من العيد
  • 839
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا الإمام الأستاذ أمين شعبان إلى الابتعاد عن تبادل التهاني عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وجعلها استثناء، والاجتهاد من أجل طرق الأبواب  والتصافح والتعانق بين الأهل والأقراب والأحباب، لتحقيق الغاية المرجوة من الاحتفال بهذه المناسبة الدينية.

قال الإمام الأستاذ أمين شعبان في تصريح خص به "المساء"، بأن المسلم الذي صام إيمانا واحتسابا، وكان يتحرى ليلة القدر، وكان مكثرا لقراءة القرآن وحريصا على أداء مختلف العبادات، لابد له أن يكون قد حقق المغزى العام من صوم شهر رمضان، وهو الوصول إلى الهداية ونبذ الخصومات، والتحلي بالقيم الإسلامية التي تظهر في شكل التسامح والتغافر والتآزر صبيحة العيد، مشيرا إلى أن العيد ما هو إلا امتحان يختبر فيه المولى عز وجل مدى تغير العباد بعد الصيام، من خلال التزاور والتغافر والحرص على صلة الرحم، أم أنه لم يستفد من صيام الشهر، بإصراره على مواقفه المعادية لغيره. بالتالي يردف المتحدث "فإن عيد الفطر مناسبة عظيمة، لابد للمسلم أن يستغلها، لأنها بمثابة الامتحان لاختبار مدى تغيره في شهر رمضان". من جهة أخرى، أوضح المتحدث بأن صلة الرحم وتبادل التهاني والتصافح في العيد، أصبحت تواجهها الكثير من المتغيرات، بسبب التطور التكنولوجي الكبير، الذي أصبح يتذرع به المسلم، حتى لا يزور أهله، حيث يواجهه بالقول: "اتصلت بفلان" أو "أرسلت رسالة له" أو "حدثته عبر ما هو متاح من منصات"..... معتبرا أن "هذه الوسائل لا تحقق المغزى الشرعي المنتظر صبيحة العيد، ممثلا في الالتقاء والتصافح والعناق الذي له أثر كبير في نزع الشحناء والبغضاء، وتحقيق مبدأ الأخوة الإيمانية".

الواجب على المسلم القادر، يقول الأستاذ الإمام أيمن شعبان: "أن يتنقل صبيحة العيد إلى أقاربه وأهله وجيرانه وأحبابه، زيارة بدنية، فيلتقي بهم ويصافحهم، ففي المصافحة تفكيك للذنوب، وفي العناق نزع للشحناء والبغضاء، وفي الابتسامة صدقة، وبذلك تتحقق الغاية من الصيام، وفي حال ما إذا تعذر عليه التنقل إليهم بسبب بعد المسافة، أو عدم توفر وسائل النقل، يلجأ إلى استعمال ما هو متاح من وسائط اجتماعية، كحل استثنائي، ليقوم بواجبه، لأن الأصل في التغافر هو التنقل لتحقيق المودة والرحمة، وهي الغاية المرجوة من الاحتفال بعيد الفطر المبارك"، بالتالي يقول: "أدعوا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك، كل مسلم، في إمكانه التنقل، أن يعايد على أهله وأقربائه وجيرانه وأحبائه بالمصافحة والعناق، خاصة إذا علمنا أن الأحسن والأجود يوم العيد من حيث تحري الأجر، هو ذلك الذي يبدأ أولا بالسلام".

وفي السياق، أرجع المتحدث كل ما يعيشه المجتمع من انحرافات واختلالات، إلى تضيع الكثير من القيم الاجتماعية، خاصة ما تعلق منها بصلة الرحم، والتي بلغ فيها الحد، أن لا يزور الأخ أخته أو ذويه، وعليه يختم الإمام أيمن شعبان حديثه بالقول: "عيد الفطر مناسبة لجبر الخواطر ونبذ الأحقاد والخلافات".