كشفت عنها دراسة ميدانية جامعية

وسائل التواصل الاجتماعي ترفع الوعي الصحي للشباب

وسائل التواصل الاجتماعي ترفع الوعي الصحي للشباب
  • القراءات: 851
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

شاركت الأستاذة المحاضرة بجامعة الجزائر ”2” (أبو القاسم سعد الله)، كريمة بوعزيز، مؤخرا، في أشغال الملتقى الوطني السادس حول الوعي الصحي والتدخلات الإرشادية الوقائية في المجتمع الجزائري، بمحاضرة حول الوعي الصحي لدى الشباب على اختلاف مستوياتهم التعليمية، لبحث مدى الوعي الصحي لدى هذه الشريحة من المجتمع وقياس درجة ثقافتها واهتماماتها بالموضوع.

أشارت الأستاذة بوعزيز في تصريحها لـ«المساء، إلى أن الانطلاقة في معالجة موضوع الوعي الصحي لدى الشباب، كانت انطلاقا من استبيان حمل عدّة محاور، أهمها البحث في الصورة التي يرسمها الشباب عن الصحة عموما ومخاطرها، وفي معارفه الشخصية حول بعض الأمراض، كالسيدا والأمراض المتنقلة جنسيا، على اعتبار أنّها من أمراض العصر، وتقول يهمنا كثيرا قياس درجة الوعي في هذا الجانب، بالإضافة إلى محور ثقافته الصحية ومخاوفه وما يمكن أن يتوقّعه بالنسبة للمستقبل القريب، كالخوف ـ مثلا ـ من احتمال الإصابة ببعض الأمراض، منها السكري أو الضغط الدموي، أو بعض الأمراض الخطيرة كالسرطان”.

عن أهم النتائج التي تم استنتاجها من البحث الميداني، أشارت المحاضرة إلى أنّ الدراسة الميدانية شملت 49 بالمائة من المراهقين، والبقية كانوا شبابا جامعيين عاطلون عن العمل، ذوو مستوى تعليمي متوسط، مضيفة أن النتائج المسجلة كانت تبعث نوعا ما على الارتياح، حيث تبين أن الشباب يشعر بالرضا عن حالته الصحية، من منطلق أنه لا يعاني من أية أمراض، بحكم أنه في مرحلة الشباب، إذ يرى أن هذه المرحلة العمرية تجعله يستبعد التفكير في المرض أو احتمال الإصابة به، وتوضح لكن هذا الشعور بالرضا لا يمنعه حسب العينات التي شملها الاستبيان، من أخذ الحيطة والحذر من الأسباب التي تقوده إلى الإصابة ببعض الأمراض، حيث نشعر بنوع من الوعي الصحي لديهم، لاسيما ما تعلق منه بداء السيدا”.

أشارت المحاضرة من جهة أخرى، إلى أن الوعي الصحي، وعلى الرغم من أنه موجود لدى فئة الشباب، غير أن هذا لا يمنع من التأكيد على أن هذه الشريحة لا زالت بحاجة إلى المزيد من التوعية والإرشاد الصحي، وهو ما اتضح من خلال  البحث في مدى معرفتهم بالأمراض المتنقلة جنسيا، حيث تبين أنها لا زالت بحاجة إلى التحسيس لرفع مستوى الوعي الصحي”.

أهمّ ما يمكن استخلاصه من خلال الدراسة الميدانية فيما يتعلّق بموضوع الوعي الصحي لدى الشباب، حسب المحاضرة، أن هذه الفئة بحاجة إلى تمكينها من بعض المفاهيم الصحية التي تحميها، لاسيما أن لديها استعدادا كبيرا لتنمية معارفها حول كلّ ما يتعلق بصحتها، وانطلاقا من كل هذا، تقول أعتقد أن المشكلة في الطرق التقليدية المعتمدة في توعية الشباب، التي لم تعد تأتي بالنتيجة المرجوة، كونها طرق كلاسيكية قديمة، كتوزيع المطويات أو نشر الإعلانات أو عرض بعض الحصص بالراديو أو التلفاز، بالتالي المطلوب اليوم استهداف الوسائل التكنولوجية الحديثة واستغلالها في التوعية والإرشاد الصحي، ولعل أهمها وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك،لتمرير رسائل صحية ترفع الوعي لدى هذه الشريحة، مشيرة في السياق، إلى أن فئة الشباب لديها نوع من الوعي الصحي، وحتى تظل التوعية حاضرة بصورة دورية ويمارسوها في حياتهم، لابد أن ترافقهم، وليس هناك أحسن من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح ارتباطهم بها كبيرا، مشيرة في السياق إلى وجود بعض المحاولات في هذا المجال، كفتح صفحات في الفضاء الافتراضي، بتقديم معلومات طبية وإرشادية.