المختص في التربية رشيد لورجان:

وسائل الاتصال أفرزت أسرا مصابة بالتوحد

وسائل الاتصال أفرزت أسرا مصابة بالتوحد
  • 659
  حنان. س حنان. س

نبه المختص في التربية، رشيد لورجان، الأسر إلى الاستثمار الجيد لأوقات فراغ أبنائها، وقال بمناسبة انعقاد ندوة متخصصة حول "جرائم ضد الأطفال: التشخيص والوقاية" بمنتدى المجاهد مؤخرا، أن الأسرة الجزائرية أصبحت مصابة بالتوحد بفعل الانعزالية والأنانية التي أصبحت تطغى على أفرادها.

...وأوضح المختص في حديث إلى "المساء"، على هامش انعقاد الندوة،   أن الأسرة الجزائرية عرفت تغييرات كثيرة ساهمت بشكل كبير في تغيير العلاقات التي تربط الأفراد فيما بينهم، وأبرز أن أكثر التأثيرات سلبية لهذا التغيير هو غياب التواصل والحوار بين الأولياء وأبنائهم، وهو السبب الذي يراه وراء العديد من الظواهر السلبية التي أضحت تهدد كيان الأسرة، ومنها الجرائم ضد الأطفال. 

وربط المختص استفحال مختلف الجرائم ضد الطفولة بغياب الاتصال في الأسرة بشكل كبير ومباشر، وعلل ذلك بقوله إنه في غياب الأم أو الأب اللذين يستمعان إلى الطفل ويوجهانه إلى ما هو جيد، فإن الشارع هو المحضن لهذا الطفل الذي قد يبحث عمن يسمعه ويتحدث إليه، وهنا قد يحدث الفارق بأن يستدرج الطفل نحو عصابات الاتجار بالمخدرات أو التسول أو حتى الدعارة، أو أن يتم الاعتداء عليه جنسيا أو أن يتم قتله بعدها لطمس معالم الجريمة. وهي صور وأحداث باتت واقعية جدا في السنوات الأخيرة، ومنها قصص البنت شيماء أو نهال أو الطفل نصر الدين وغيرهم من ضحايا الاختطاف.  

من جهة أخرى، نبه المختص إلى عدم ترك الأطفال في مقاهي الأنترنت لساعات طويلة أو حتى تركهم يبحرون في مواقع مختلفة عبر الشبكة العنكبوتية، وقال بأنه لاحظ في السنوات الأخيرة استفحال مقاهي الأنترنت وقاعات "البلاي ستايشن" التي تستقطب إليها أطفالا دون الـ15، بين 30 إلى 40 طفلا في القاعة الواحدة يبحرون عبر الأنترنت بغرض اللعب، "وهذه ظاهرة خطيرة ندق نواقيس الخطر بشأنها، فالعديد من شبكات تهريب الأطفال أو ما يعرف بالاتجار بالبشر، ناهيك عن عصابات سرقة الأعضاء البشرية وغيرها، تستعمل الأنترنت للإيقاع بضحاياها والطفل الذي لا يسأل عنه والديه ويترك في مقهى الأنترنت إلى منتصف النهار، يكون ضحية سهلة لمثل هذه العصابات".