التنسيقية الوطنية لأولياء التلاميذ المصابين بمتلازمة داون:

وزارة التربية مدعوة للإشراف على تمدرس أطفال ”التريزوميا”

وزارة التربية مدعوة للإشراف  على تمدرس أطفال ”التريزوميا”
  • القراءات: 989
رشيدة بلال رشيدة بلال

يحدثنا العيد بن سديرة، رئيس التنسيقية الوطنية لأولياء التلاميذ، المصابين بمتلازمة داون، في هذا اللقاء، عن التصور الذي ترسمه التنسيقية، فيما يخص التكفل المبكر بهذه الفئة، وأهمية المرافقة الوالدية المبكرة، وعلى ضرورة إيكال المرافقة التربوية لوزارة التربية، من حيث رسم المناهج والإشراف على العملية التعليمية بالأقسام المدمجة في المدارس العادية، التي ترعاها اليوم وزارة التضامن الوطني.

يقول بن سديرة، في بداية حديثه مع ”المساء”، على هامش مشاركته مؤخرا، في لقاء تحسيسي نظم بالعاصمة، إن الغاية من تأسيس تنسيقية وطنية، هو السعي إلى جمع كل الجمعيات الناشطة في مجال الدفاع على هذه الفئة، من أجل توحيد الجهود لتحقيق بعض المكاسب، وحسبه، فإن الهدف من جمع كل الفاعلين من الجمعيات، أعضاؤها أولياء لهذه الفئة، هو التأكيد في كل مرة على ضرورة أن يلتزموا بمرافقة أبنائهم، لأن تربية الأولياء غاية في الأهمية، لتأمين الحماية لهم، ويوضح ”لعل ما حدث في مركز قسنطينة من إساءة لفئة ذوي الإعاقة، حتى وإن كان المتسبب فيه عاملون بالمركز، غير أن الأولياء أيضا يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، كونهم أهملوا أبناءهم بالتخلي عنهم في مراكز وعدم تحمل مسؤوليتهم”. أشار المتحدث إلى أن التنسيقية الوطنية، إلى جانب التركيز على تربية الأولياء وجعلهم يتقبلون أبناءهم كما هم، ويسعون من أجل مرافقتهم، ويقول ”نتطلع أيضا إلى التأكيد على فكرة إدماج هذه الفئة في المؤسسات العمومية، حيث قمنا بالعديد من الملتقيات منذ تأسيس التنسيقية سنة 2017، التي كان من أهم نتائجها الوصول إلى فتح أربعة أقسام بالمؤسسات التعليمية العادية، تستجيب لإعاقة كل طفل، لنضمن تمدرس كل الأطفال المعاقين بالمؤسسات العادية، تفعيلا لما جاء في الاتفاقية الأممية التي تناولت مسألة تعليم المعاقين”.

الانشغال الكبير الذي يواجه الأولياء منذ اللحظة التي يكتشفون فيها أن ابنهم مصاب بمتلازمة داون، حسب محدثنا، هو التعليم، هذا الانشغال الذي نتمنى كتنسيقية أن يزول نهائيا، حيث يتجه الأولياء إلى تسجيل أبنائهم مباشرة عند بداية الموسم الدراسي، مثل أي طفل عادي، وأن لا تتكفل الجمعيات بهذا النشاط، ومن هنا يؤكد ”تظهر أهمية التكفل المبكر الذي نأمل أن يأخذ نصيبه هو الآخر من الاهتمام، والذي على أساسه تسهل عملية تعليم طفل التريزوميا بالأقسام المدمجة في المدارس العادية”، مشيرا إلى أن التكفل التربوي بهذه الفئة لا زال ضعيفا تعكسه فقط بعض الأقسام المدمجة، وتتكفل بهم وزارة التضامن الوطني، في الوقت الذي يفترض أن تتكفل وزارة التربية بكل ما يتعلق بتعليم هؤلاء الاطفال، وهو التصور الذي تدافع عنه التنسيقية”، لافتا إلى أن التنسيقية الوطنية تطالب بالمناسبة، من وزارة التربية، التدخل من أجل أن تكون المشرف على المنهاج الدراسي الخاص بالمصابين بمتلازمة داون، وإلا يسأل ”ما الفائدة من وجود أقسام مدمجة، بينما منهاجهم الدراسي لا تشرف عليه وزارة التربية؟”.

ردا على سؤالنا حول توجه بعض المؤسسات الخاصة للتكفل بمرافقة وتعليم ذوي الإعاقة، على غرار أطفال التوحد والمصابين بالتريزوميا، أشار محدثنا إلى أن وزارة التضامن عندما فتحت المجال للخواص من أجل التكفل بالمعاقين، ألحقت ضررا بهذه الفئة، في الوقت الذي كان يفترض أن يتم إنشاء مؤسسات جديدة تابعة للقطاع العمومي، منحت الرخصة للخواص، الأمر الذي صعب على الأولياء من قليلي الدخل، مهمة التكفل بأبنائهم، لأنها حملتهم عبئا إضافيا، مشيرا في السياق، إلى أن الأولياء اليوم على درجة كبيرة من الوعي، يبقى فقط أن ترسم الدولة توجها جديدا للتكفل بأطفال التريزوميا، على الأقل ليتسنى لهم الحصول على وظيفة، حتى لا ينتهي مشوارهم في المنزل، وبذلك تكون كل المجهودات المبذولة من تكفل ومرافقة وتعليم في مهب الريح.