استهدفت البالغين والفئة الصغيرة

وزارة التجارة تطلق "الخبز نعمة حرام يترمى"

وزارة التجارة تطلق "الخبز نعمة حرام يترمى"
  • القراءات: 942
❊رشيدة بلال ❊رشيدة بلال

"الخبز نعمة حرام يترمى".. هو الشعار الذي رفعته وزارة التجارة ممثلة في مديرية التجارة، لمحاربة تبذير الخبز، الذي تحول إلى ظاهرة لا تقتصر على موسم معين، إنما تمتد على مدار السنة، ولا يقتصر الأمر على البالغين، إنما مست حتى الأطفال، مما دفع بالمعنيين بالأمر على مستوى المديرية، إلى نقل العمل التحسيسي إلى روضات الأطفال، المدارس ومراكز التكوين المهني، لحمل هذه الفئة على تعلم معنى أن لا يتم رمي الخبز، من خلال زرع ثقافة اقتناء ما يحتاجه المستهلك حتى لا يضطر إلى رميه.

احتضن فضاء "مصطفى كاتب" بالعاصمة مؤخرا، حملة تحسيسية حول  تبذير الخبز، نشطها ممثلون من وزارة التجارة، دعا خلالها المشاركين فيها من عامة الناس، إلى إبداء آرائهم ومقترحاتهم لمساعدتهم على  محاربة هذه الظاهرة، خاصة أن شهر رمضان الكريم على الأبواب، حيث تزداد حدة الظاهرة نتيجة لهفة الصائمين.

حسب نوال حركاس، مفتشة بمديرية التجارة في حديثها مع "المساء"،  فإن التبذير لا يقتصر على مادة الخبز فقط، إنما أصبح المواطن يتصف بالتبذير عموما، غير أن الغاية من تسليط الضوء على مادة الخبز، كونه من المواد الاستهلاكية التي تعرف تبذيرا على مدار السنة، وأشارت إلى أن هذه الظاهرة امتدت لتمس الأطفال، وتوضح "الأمر الذي دفعنا إلى توسيع الحملة التحسيسية لتمس روضات الأطفال، حيث نتنقل إلى روضات الأطفال، ونعلمهم أهمية أن ينهوا قطعة الخبز التي تقدم لهم في الوجبة، حتى لا ترمى، ليتعلم الطفل منذ الصغر أن لا يرمي الخبز، وأن يأخذ حاجته فقط منه"، مشيرة إلى أن المفتشية تقوم على مدار السنة، بحملات تحسيسية وفق برنامج يمس مؤسسات التربية ومراكز التكوين المهني، لتوعية الفئة الصغيرة، إلى جانب برمجة عدد من الحملات في الساحات العمومية لفائدة المواطنين، من أجل تذكيرهم ببعض السلوكيات  السلبية التي تطغى على تصرفاتهم، وتسيء إلى هذه النعمة.

من جهة أخرى، أرجعت المتحدثة تفشى ظاهرة رمي الخبز إلى اقتناء المواطن أكثر من حاجته، ومحاربة هذه الظاهرة تتطلب أن يتعلم المستهلك أولا، ثقافة اقتاء ما يأكله فقط، وأن يخزن ما يفيض عن حاجته، وأن تأخذ أيضا ربات البيوت المسؤولية من أجل تعليم الأبناء وجوب إنهاء قطعة الخبز حتى لا ترمى، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي هو الحد من رمي الخبز، مشيرة في السياق، إلى أنه ينتظر أن يكون هناك برنامج خاص بشهر رمضان، لحث المواطنين على تجنب اللهفة، خاصة في مادة الخبز، بالنظر إلى استهلاكها الواسع.

المساعي جارية لتفعيل بيع الخبز في الكيس الورقي

عن المبادرة التي سبق لوزارة التجارة أن أطلقتها، والرامية إلى استبدال الكيس الورقي بالكيس البلاستيكي، أوضحت المتحدثة أن العملية تم تعميمها على مستوى كامل التراب الوطني، حيث تم أولا التحسيس على مستوى ولاية الجزائر، والاحتكاك بالخبازين وإطلاعهم على ضرورة التخلي عن الكيس البلاستيكي، بالنظر إلى خطورته على الصحة، وفي نفس الوقت، توضح "كنا نشارك في الاجتماعات مع مديرية التجارة ووزارة التجارة، لتوضيح طريقة العمل التي وصلت إلى حد قيامنا بتوزيع الأكياس الورقية على المخابز"، مشيرة إلى أن وزارة التجارة تقدم الأكياس الورقية "لنقوم بتوزيعها على الخبازين، حتى يعتادوا على البيع فيها من جهة، ومعرفة رد فعل المواطن من فكرة التخلي عن الكيس البلاستيكي". وحسبها، فإن ما تم التوصل إليه بالمقاطعة الإدراية لبلدية سيدي امحمد، بين أن أغلب الخبازين لم يعربوا عن رغبتهم في تشجيع فكرة البيع في الكيس البلاستيكي، لأنه بالنسبة لهم عبء إضافي، خاصة أن الخبز رغم أنه مدعم، لا تحقق منه أية أرباح".

في السياق، أوضحت المتحدثة أن بعض الخبازين قدموا بعض الحلول،  ومنها مثلا، أن يكون الكيس الورقي على عاتق الدولة، بينما اقترح البعض الآخر أن تتدخل الدولة لتحمل جزء من تكلفة الكيس، بينما يحمل الخباز التكلفة المتبقية ويسترجعها من الزيادة في قيمة الخبز، بينما اقترح آخرون أن يتكفل الخباز بالكيس الورقي، بينما تتكفل مصالح الضرائب بتسوية وضعيته، وحسبها، فإن كل هذه الاقتراحات يجري اليوم دراستها، في انتظار الخروج بمقترحات تجعل الكيس الورقي يستخدم بصورة يومية عند الخباز، وتقول "في انتظار ذلك، نقوم على مستوى وزارة التجارة، بتوزيع ما يقدم لنا من الوزارة من أكياس ورقية على الخبازين"، مشيرة في السياق، إلى أن الهدف المرجو اليوم، هو الوصول إلى إحداث التغيير  بالتخلص نهائيا من الكيس البلاستيكي والتعود على الكيس الورقي.