أزواج يرفضون فقدان زوجاتهم لجزء من أجسادهن

ورقة طلاق تحطم المصابات بالسرطان

ورقة طلاق تحطم المصابات بالسرطان
  • القراءات: 697
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

سلطت رئيسة جمعية "نور الضحى" لرعاية مرضى السرطان، الوافدين من المناطق الداخلية للوطن، سامية قاسمي، الضوء على ظاهرة مستهجنة ومنبوذة في الدين الإسلامي، وهي تخلي الازواج عن زوجاتهم بمجرد اكتشاف إصابتهن بأحد الأمراض السرطانية، أو بعد استئصال الورم، لاسيما إذا مس بعض المناطق الحساسة من جسمهن، على غرار الثدي، أو عنق الرحم، وذكرت خلال مشاركتها، مؤخرا، في ملتقى حول سرطان الثدي، أن هذا الهجر بالنسبة للكثيرات صعب من التعايش مع السرطان في حد ذاته.

يستمر سرطان الثدي حول العالم، في حصد المزيد من الضحايا، وفي الجزائر هو أكثر أنواع السرطان شيوعا، بمعدل 9 آلاف إلى 10 آلاف حالة سنويا، حسب خبراء الصحة، بما في ذلك 3500 حالة وفاة، وكأن صعوبة المرض لا تكفي المصابات به، ليزيدهن مشكل اجتماعي آخر، قد يكون أصعب من المرض، فبعض الجزائريات المصابات بسرطان الثدي، وحتى عنق الرحم، عليهن مواجهة صدمة "أسوأ من المرض"، من وجهة نظرهن، وهي هجر أزواجهن بمجرد إصابتهن بالورم الخبيث، حتى وإن كانت سنوات الزواج طويلة، ولديهن أطفال، لاسيما بالنسبة للواتي خضعن لاستئصال الثدي، أو الرحم، والذي يعتبره البعض إنقاص من أنوثة المرأة، حسب سامية قاسمي.

وقد بات استئصال الثدي في تفكير البعض مرادف لـالعار"، تقول رئيسة الجمعية، الأمر الذي يزيد المصابات هما على هم، مما يدفع في بعض الأحيان، الكثيرات لإخفاء إصابتهن ورفضهن استئصال الثدي أو الرحم، إذ يفضلن الموت بدل العلاج، وهو ما اعتبرته بالأمر غير المقبول، الذي لابد أن تتغير الذهنيات بشأنه، وتحسيس النساء وأزواجهن بضرورة تقبل المرض الذي يعد أو مرحلة للعلاج الفعال، لاسيما أن القلق الذي قد ينتاب النساء في هذه المرحلة يضعف مناعتهن، ويخفض بذلك فرصة الشفاء إلى النصف، ويشتت انتباههن حول السبل الفعالة للعلاج وفق البروتوكول السليم.

وأضافت سامية قاسمي، أن مئات الجزائريات هجرهن أزواجهن، بعد اكتشاف إصابتهن بسرطان الثدي، بعضهن دخلن في حالة من الاكتئاب مباشرة، مما يجعل علاجهن أصعب، إذ لم يعد في مقدورهن التعاون مع الأطباء لتلقي العلاج، حيث ينتابهن حينها الشعور بالنقص، ويفقدن الثقة في أنفسهن وفي من حولهن، لفقدانهن جزء من جسدهن، والذي يظل في نظر البعض رمز الأنوثة. أضافت المتحدثة، أن ذريعة بعض الرجال لفعلتهم تستند إلى فتاوى أئمة أحلوا لهم التطليق أو التعدد، ليصدق هؤلاء رخصة شرعية لفعلتهم، غير مراعين شعور زوجاتهن، وأن ذلك الفعل نابع من أنانيتهم وحبهم لذواتهم فقط، وعدم مراعاتهم لألم المرأة التي قد تكون أفنت حياتها في سبيل عائلتها، وراحة أفرادها، وقد تكون هي نفسها المرأة التي سهرت على زوجها خلال مرضه وحملته كالرضيع أثناء أنينه ليلا.

وقد روت رئيسة الجمعية قصصا أليمة لمريضات تخلى عنهن أزواجهن في بداية مرضهن، ورفضوا أن يرافقوهن في رحلة علاجهن، رغم أن المرض غير معد ويمكن لصاحبته الشفاء منه بعد تلقي العلاج كاملا، حيث أكدت السيدة قاسمي سامية مرافقة جمعيتها لبعض الحالات التي انتكست وساءت حالتها النفسية، بعد رفض الزوج تقبل مرض زوجته، ولم تجد المريضات من مأوى سوى الجمعية التي فتحت لهن الأبواب وأخذت بأيديهن لتلقي العلاج كاملا.