فيما تتمسك العائلات بالاحتفالات الجماعية

وباء "كورونا" يؤجل الزيجات وأخرى تتم في صمت

وباء "كورونا" يؤجل الزيجات وأخرى تتم في صمت
وباء "كورونا" يؤجل الزيجات وأخرى تتم في صمت
  • القراءات: 981
سميرة عوام سميرة عوام

اختفت مظاهر الاحتفال بالأعراس في عنابة بظهور جائحة "كورونا"، التي كانت وراء تأخير مواعيد الأعراس والاحتفالات في قاعات الحفلات، وحتى في البيوت، وهو ما أثار قلقا وسط بعض العائلات العنابية، التي فضلت تزويج أبنائها وبناتها، من خلال إقامة عرس مصغر يحضره فقط أفراد العائلة، التي تتكون من أهل عائلة العريس والعروس، دون دعوة الأهل والجيران، تفاديا لانتشار وباء "كورونا" وارتفاع عدد الإصابات بالولاية.

كما اختارت بعض العائلات الزواج الصامت، احتراما للمواعيد والتواريخ التي حددت من قبل أهل العرسان، إذ يتم إقامة عدة أعراس بالمنطقة، مع احترام الإجراءات الوقائية للمرض، وإبقاء كراء الفساتين، وصنع الحلويات بمختلف أنواعها، مع تحضير بعض اللواحق الأخرى، مثل العشاء وغيره.

خلال اقترابنا من بعض العائلات التي نعرف بأنها بصدد تزويج أولادها، دون الإعلان عن حفلة الزفاف علنا، قالت إحدى السيدات، بأن الأعراس التي تقام دون حضور الأهل واللمة العائلية لا تعتبر أعراسا، لأن مثل هذه المناسبات والأفراح فرصة للقاء الأحبة والتعرف على عادات الآخرين، لكن حصر أي عرس على حضور أهلي العريسين أمر مفروض، أجبرته الظروف الصحية الراهنة. عائلات أخرى رفضت إقامة أعراس بناتها وأولادها بسبب جائحة "كورونا"، وقد تم تأجيل أفراحها لوقت آخر، وهناك من أبقت على موعد كراء قاعات الأفراح، مع تقديم عربون لأصحابها إلى غاية الاحتفال.

في سياق ذي صلة، رحبت عائلات أخرى من ذوي الدخل الضعيف والمحدود، بفكرة إقامة عشاء للعروسين دون كراء القاعات، أو دعوة الأصدقاء والأهل، لمحدودية الدخل، مع عدم جاهزية عائلة العروسين من أجل تخصيص ميزانية لتوفير كل الضروريات، من قاعة حفلات وحلويات فاخرة، وعليه فإن إقامة الأعراس خلال هذا الظرف الصحي، مناسبة لكل الفقراء، خاصة أن مظاهر التباهي والتفاخر أصبحت على الموضة في عنابة، لكنها لا تتناسب مع قدرة كل العائلات، خاصة مع تدني القدرة الشرائية والتهاب السوق المحلية، مع غلاء المهور وتنوع تجهيز العروس، حسب العادات والتقاليد.

من جهة أخرى، أجمع سكان عنابة على أن مظاهر الاحتفالات خلال الأعراس، مع حضور البنقة والفقيرات والفرق الموسيقية و"الديجي"، إلى جانب دعوة كل الأهل والأقارب له نكهة خاصة، حتى ولو كانت العائلة محدودة الدخل، بإمكانها إقامة خيمة أمام مسكنها وتزينها لتكون على أجمل صورة، لكن ترافقها الموسيقى وغيرها مع حضور أصدقاء العريس، وهو ما يعطي جمالية للأعراس العنابية التي تتميز بالتقاليد الجميلة والخالدة في الذاكرة الجماعية.