نادل المقهى

واقع مرير يفتقد للاحترام والتقدير

واقع مرير يفتقد للاحترام والتقدير
  • القراءات: 585
عادل بن شوش عادل بن شوش
 تعد وظيفة نادل المقهى من أشرف المهن وأتعبها وأشقاها أيضا، نظرا للمهام المتعددة التي تلقى على عاتق الشخص، علاوة على طريقة تعامل الزبائن معه، اليوم سنعرض عليكم صورة ليوميات بعض ممن اختاروا هذه المهنة، خاصة أنهم يعملون 15 ساعة في اليوم.
تختلف متاعب هؤلاء الرجال والشباب المغتربين عن بيوتهم، فمنهم من قدم من ولايات الوطن الداخلية وآخرون يقطنون في المناطق المجاورة أو الولايات القريبة، فعلاوة على العمل لمدة زمنية طويلة تفرضها شروط صاحب المقهى، تزيد متاعبهم طريقة طلب بعض الزبائن لتناول القهوة أو المشروبات الباردة التي تحمل الفضاضة والوقاحة أحيانا، كما أشار إليه محدثونا.
يقول النادل (يزيد.د سنة 25) عامل بمقهى في مدينة الدويرة في حديثه إلينا "صراحة أشعر بتعب كبير ومتكرر يوميا لأنني أنام في المقهى ومقر سكناي بعيد جدا عن العمل، وساعات فتح المحل تكون مبكرة جدا، خاصة في فصل  الصيف، إذ تكون على الساعة الرابعة صباحا"، حيث تتهاتف الطلبات من هنا وهناك علينا، لكن هذا لا ينقص من عزيمتنا وقوة إرادتنا في خدمة الزبون، وما يؤثر في نفسيتي؛ صراخ الزبائن في وجهي أحيانا، مما يصيبني بالإحباط"، ليضيف متنهدا؛ "ماذا يفعل الميت في يد غساله" كما يقول المثل، لكن الحمد لله هناك أشخاص يرتادون المقهى في قمة الأخلاق، فبوجودهم نشعر ان الدنيا لا تزال بخير وان الرحمة لا تزال موجودة في القلوب". 
أما (رياض.ب27 سنة) نادل بمقهى ببراقي أمضى 5 سنوات في هذه الوظيفة، يقول؛ "هذه الوظيفة جعلتني أحفظ وأكره جملة واحدة "أعطني القهوة واسرع فليس لدي الوقت"، حتى تعودت على قائليها وصرت أعرفهم دون النظر إليهم، ويضيف قائلا: "سئمت ردود فعلهم وتعليقاتهم الساخرة عند طلبي منهم عدم التدخين، بحكم أنه ممنوع بالمقهى "ليردوا قائلين "قم بعملك وبركا من التفلسيف"، كما لو أنني مخطئ وهم على صواب، وبمرارة يواصل "كل ذلك مقابل أجر ضئيل لا يكفيني وأولادي الصغار".      
الحال لا يختلف في أحد المقاهي بالحراش، تعرض بها النادل لطرد بسبب نقاش مع الزبون، فالعامل بها لابد أن يتسلح بالصبر الكبير والكياسة حتى لا يتعرض للطرد من العمل، حسبما أشار إليه (ع.د) قائلا: "عشت موقفا حرجا في أحد الأيام عندما كنت أنظف مدخل المقهى على الساعة الخامسة صباحا، ليدخل أحد الزبائن مسرعا ويلطخ الأرضية بالطين، لم أتمالك نفسي من الغضب وقلت له؛ ألم تر أنني أنظف المكان، لماذا لا تنتظر 5 دقائق؟ "ليرد الزبون؛ 5 دقائق كاملة ليس لدي الوقت، أعطني القهوة واسرع. وللأسف، طردت من عملي بسببه بدعوى أنني أنفر الزبائن". والآن أعمل في مكان آخر وأحرص على ألا أدخل في جدل مع أي كان حتى لا أفقد لقمة عيشي.