بعدما أصبح "الفايسبوك" وسيلة جديدة للتواصل مع الغرباء

واحدة من بين ثلاث حالات طلاق سببها الخيانة الزوجية

واحدة من بين ثلاث حالات طلاق سببها الخيانة الزوجية
  • القراءات: 1128
بوطيبة نور الهدى بوطيبة نور الهدى

يتهم العديد من الأفراد مواقع التواصل الاجتماعي، أو ما يعرف بالتكنولوجيات الجديدة، بالمساهمة بنسبة كبيرة في زيادة حالات الطلاق، حيث وصفها البعض بأداة الخيانة الزوجية، في حين يرى آخرون أن الأمر مبالغ فيه، وللفصل في هذه القضية، كان لـ"المساء" لقاء مع مختصين لم ينكروا أن "الفايسبوك" بات يشكل نوعا من التهديد على الأسرة إذا أسيئ استعماله، حيث كشف مختص في القانون عن أن واحدة من بين ثلاث حالات طلاق تعود إلى اكتشاف "الخيانة الزوجية"، خاصة بعدما باتت مذكرات الطلاق التي يتقدم بها الأزواج بسبب اكتشاف الخيانة الزوجية عن طريق هذا الموقع مألوفة في المحاكم الجزائرية.

تتعدد أسباب الطلاق في المجتمع، فبعضها ناتج عن غياب الراحة النفسية بين الأزواج وأخرى تعود إلى تفاقم المشاكل والعجز عن حلها، ليضاف إليها عبء جديد أورثته التكنولوجيا، يمكن وصفه بالقطرة التي أفاضت الكأس، بعدما بات الشخص يشك في دخول زوجته في علاقة مشبوهة، خاصة بعدما بات الجميع قادرا على فتح حساب على "الفايسبوك"، وهي نار الشك التي  أشعلتها المواقع الاجتماعية بين الأزواج. وحسبما كشفه الخبراء، فإن تلك المواقع باتت تشكل إغراء لمن يبحثون عن الكمال العاطفي خارج المحيط الأسري، لكسر "الملل" الذي دخل حياة البعض، لتبقى بعض العوامل البسيطة مغرية وتؤدي إلى التفكك الأسري.

الخيانة الزوجية على "الفايسبوك" تعرض في المحاكم!

بداية، كان لقاؤنا مع المحامي رمزي دحمان، الذي كشف في حديثه إلينا، أن حالة من بين ثلاث حالات طلاق، تعود إلى اكتشاف "الخيانة الزوجية" أو وجود طرف ثالث يشاطر أحد الشريكين الحياة، فمنها وجود علاقة مع طرف آخر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "الفايسبوك"، مشيرا إلى أن هذا السبب لم يعد نكتة، كما يعتقد البعض، حيث تم تسجيل العديد من القضايا على مستوى المحاكم، وقد عمل شخصيا عليها، منها "طلب خلع" من طرف الزوجة التي اكتشفت أن زوجها يخونها، إلا أن "الفايسبوك" كشف عن حيثيات الخيانة، بعدما أصبح زوج الضحية يتواصل بشكل مستمر مع طرف ثالث، تبادل معه الصور عبر الموقع. 

وفي قضية أخرى، حاول الزوج التأكد من الشك الذي ساوره بخصوص خيانة زوجته له، فقام بفتح حساب جديد له باسم مستعار، ومعلومات غير صحيحة. وأضاف زوجته على قائمة الأصدقاء، فحاول التقرب منها دون الكشف عن هويته لمعرفة مدى صواب شكوكه، والصدمة كانت عنيفة عليه بعدما وقعت الزوجة بعد فترة وجيزة في فخه، وتأكد من خلاله أنها قادرة على الخيانة، لاسيما بعدما عرف أنها تملك حسابا آخر غير الذي يعرفه. وأوضح المحامي أن بعض الحالات جد ساذجة، كإضافة صديقة جديدة، رغم أنه لم يسبق الحديث معها، أو بوضع التعليقات على أحدى الصور المنشورة لطرف ثالث أو غيرها من الأمور البسيطة التي تثير الغيرة وأدت إلى تضخم المشاكل، وتم إثرها الطلاق، كما يوجد نوع آخر من المشاكل يخلقها هذا الموقع، ركز عليها المتحدث، إذ يولي البعض أهمية كبرى لهذه المواقع، مما يجعله ينشغل بصفحته الخاصة أكثر من شريك حياته، ويقضى ساعات في التواصل عبرها، بالتالي يؤثر على نوعية الحياة مع الشريك وباقي أفراد الأسرة، ومع الوقت يتحول التواصل الاجتماعي إلى إدمان يهدد الكثير من البيوت بالدمار، خاصة بعدما يدخل أحد الأطراف في أحاديث مشبوهة، وفور اكتشافها، يصفها الطرف الآخر بالخيانة الزوجية الصريحة".