بسبب الكشف المتأخر عن سرطان الثدي
"واحة" تدق ناقوس الخطر

- 503

حذرت جمعية "واحة" لمساعدة مرضى السرطان بولاية قسنطينة، من الكشف المتأخر عن المرض، خاصة ما تعلق بسرطان الثدي، حيث دعت الجمعية النساء إلى التقرب من مختلف الوحدات الصحية من أجل الكشف المبكر عن الأورام التي يمكنها أن تتحول إلى مرض خبيث، في ظل توفر أجهزة الكشف المبكر عبر عدد معتبر من الوحدات الصحية على مستوى تراب الولاية، حتى يكون التدخل في الوقت المناسب ويكون العلاج فعالا.
جاء تحذير الجمعية، انطلاقا من الأرقام التي تم تسجيلها على مستوى السجل الولائي لمرض السرطان، الذي يسهر أطباء وخبراء من الجمعية على تدوينه كل سنة، حيث كشفت دراسة قامت بها الجمعية على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي "الحكيم بن باديس" بقسنطينة، بين شهري مارس وأفريل من سنة 2015، عن أن من بين 99 مريضة بسرطان الثدي، توجهت نسبة 64 % منهن إلى المستشفى لأول مرة من أجل القيام بالكشف، وكانت النسبة أكبر بمركز مكافحة السرطان في ولاية باتنة، التي سجّلت بين شهري أوت 2015 وفيفري 2016؛ 267 مصابة بسرطان الثدي، 80 % منهن زرن المركز لأول مرة، في حين تقدمت 54 % من النساء للعلاج وهن في المرحلة الأخيرة من المرض، مما يعكس التأخر الكبير لدى النساء واللامبالاة في التعامل مع الأورام التي تظهر على مستوى الثدي.
حسب دراسة لجمعية "واحة"، تم كشفها على هامش الاحتفال باليوم العالمي لمحاربة داء السرطان المصادف للرابع فيفري من كل سنة، فإن المدة بين ظهور أول مؤشرات المرض وأول زيارة للتشخيص تبقى طويلة، وتكون بين شهر إلى سنة بالنسبة إلى 50 % من المصابات بسرطان الثدي، كما أن 50 % من النساء استغرقن حوالي مدة شهر من أجل إجراء التحليل النسيجي، وفي حالة وجود مؤشرات المرض، يستغرق الأمر أيضا بين شهر إلى سنة من أجل برمجة المريضة للاستفادة من بداية العلاج، وهو الأمر الذي يجعل نسبة نجاح العلاج قليلة، حسب الدراسة التي اعتبرت أنّ الكشف المتأخر والبرمجة المتأخرة للعلاج، تساهم في ضياع العديد من المرضى.
أشارت بعض الأرقام المقدّمة في التقرير، إلى أنه من بين 200 امرأة استفادت من العلاج على مستوى المستشفى العسكري الجهوي بقسنطينة بين عامي 2010 و2014، فإن نسبة العيش لحوالي مدة 6 سنوات بعد أول علاج، كانت تقدّر بـ36 %، في حين هناك حديث عن نسبة 90% من المرضى بسرطان الثدي يتم شفاؤهن بأوروبا.
أكد تقرير جمعية "واحة"، أن المسار العلاجي يكون مكلفا جدا لمريض السرطان، حيث وخارج العلاج الكيمائي والعلاج بالأشعة الذي يتم على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية بالمجان، فإن العلاج في العيادات الخاصة يستنزف جيوب المريضات، وعرضت الجمعية بعض الأرقام بخصوص معدل تكلفة بعض المصاريف، على غرار التدخل الجراحي بالنسبة لسرطان الثدي الذي يكلف أكثر من 17 مليون سنتيم، العلاج الكيميائي الذي يكلف أكثر من 35 مليون سنتيم، الصور الإشعاعية التي تكلف أكثر من 5 ملايين سنتيم، تضاف إليها مصاريف تحاليل النسيج التي تقدر بحوالي 3.5 ملايين سنتيم، وبذلك يمكن للمصابة بسرطان الثدي أن تدفع ـ في حدود ـ 60 مليون سنتيم لتسديد مصاريف العلاج.
❊ ز. الزبير