تواصل جمعية "واحة" لمساعدة مرضى السرطان بقسنطينة، مجهوداتها من أجل التخفيف على هذه الفئة الهشة من المجتمع، بالتنسيق مع مختلف الفعاليات والمجتمع المدني، وكذا الجمعيات في مختلف التخصصات، حيث تسعى الجمعية التي تحصلت على مقر، وتمكنت من بناء إقامة للمرضى بالمدينة الجديدة علي منجلي، بمساعدة الخيريين والمحسنين، إلى غرس روح التضامن والمواطنة بين أفراد المجتمع الواحد. 

أبرمت جمعية "واحة"، اتفاقية مع الجمعية الرياضية للشطرنج، في خطوة لتمكين مرضى السرطان وخاصة الفئة العمرية الصغرى من ولوج هذه الرياضية الفكرية، والتحسين من مزاجهم، وبذلك إمكانية مقاومة المرض أكثر، خاصة مع تأكيد المختصين أن الجانب المعنوي له دور كبير في العلاج.

مثّل جمعية "واحة" في إمضاء اتفاقية الشراكة بين الجمعيتين، الرئيس عبد الحميد أبركان، الوزير السابق ورئيس المجلس الشعبي البلدي السابق للخروب، رئيس الجمعية، فيما مثل الجمعية الرياضية للشطرنج بقسنطينة، رئيسها السيد جغري ممدوح، وكان شعار هذه الاتفاقية؛ ترقية الصحة من خلال هواية الشطرنج.

حسب القائمين على جمعية "واحة"، فإن هذه المبادرة تدخل ضمن المساعي التي تقوم بها الجمعية في نشاطها الدائم على مدار السنة، في خطوة لتوسيع دائرة التوعية الصحية من المخاطر المحدقة بأي فرد من أفراد المجتمع من جهة، ومن جهة أخرى، تدخل ضمن النشاطات الموجهة لدعم نفسية المرضى صغار السن، والرفع من معنوياتهم.

يعتبر أعضاء جمعية "واحة"، وعلى رأسهم المكلف بالإعلام السيد عبد الرحيم قادوم، أن هذه الاتفاقية بين جمعية "واحة"، والجمعية الرياضية للشطرنج بقسنطينة، ستسمح من خلال ممارسة هذه الرياضة الفكرية، بتطوير المؤهلات العقلية للشاب الممارس، حيث تساعده على التركيز والتحكم في اتخاذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب، وهذه من الأسس التي يتم من خلالها بناء المواطن المسؤول في المستقبل.

حسب خلية الإعلام بجمعية "واحة"، فإن هذه الاتفاقية تسعى إلى بناء لبنة جديدة في تعاون الجمعيات، ضمن مشروع جمعوي يخدم هذه الفئة الهشة صحيا ونفسيا، خاصة أن فئة مرضى السرطان بحاجة ماسة للمساعدة على مختلف الأصعدة والمستويات.

يبقى الهدف الأسمى من خلال إبرام هذه الاتفاقية، وبغض النظر عن الأمور التقنية التي تتضمنها، والتعاون المشترك بين الجمعيتين؛ إيجاد المجال الذي يسمح للأطفال المرضى بتطوير مؤهلاتهم، خاصة أنها ستكون فضاء للتعبير عن مكنوناتهم النفسية، حتى يتمكن هؤلاء الأطفال من اكتساب القدرة الفكرية، وتحدي الصعوبات التي تواجههم خلال مرحلة المرض، ويسعى القائمون على جمعية "واحة" بقسنطينة، من خلال إبرام هذه الاتفاقية بين جمعيتهم والجمعية الرياضية للشطرنج، بأن تكون هذه المبادرة الجمعوية، خطوة أخرى على طريق رسم معالم ثقافة المواطنة، من أجل العمل التشاركي ضمن مشروع إنساني، يكون عماده الأساسي الطفل المريض.

للإشارة، الجمعية الرياضية للشطرنج بقسنطينة، تعد مدرسة في التكوين المستمر لتطوير لعبة الشطرنج في الجزائر، وهي مشتلة للأبطال، من خلال الألقاب التي حققتها في مختلف المحافل الوطنية والدولية، وعلى هذا الأساس، تم اختيارها من طرف جمعية واحدة من أجل تمنية القدرات الفكرية للأطفال المرضى، والاستفادة من التجربة الكبيرة التي تتمتع بها في هذا المجال.