هل للطفل نصيب في معرض الإنتاج الوطني؟

هل للطفل نصيب في معرض الإنتاج الوطني؟
  • 864
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

سؤال جلنا به وحاولنا الإجابة عليه بين أجنحة معرض الإنتاج الوطني في طبعته الـ24 بقصر المعارض، وسط جموع الزوار الذين قصدوه من أجل اقتناء مختلف احتياجاتهم التي كانت حاضرة بفعل التنوع الذي ضمنه المتعاملون الاقتصاديون. ولأن المعرض تزامن مع العطلة الشتوية، فقد اجتاح الصغار أرجاء المكان وهم يحملون بين أيديهم مجسمات لشخصيات كارتونية بألوان زاهية تفوق أحجامهم أحيانا، وآخرون يتباهون بالبالونات التي قدمت لهم كهدايا رفقة عائلاتهم التي ترى فيه وجها ترويحيا يضاف إلى الغرض التجاري، في ظل نقص أماكن الترفيه.

عند تجولنا في المعرض الذي تصعب الحركة في مختلف أجنحته، لشدة الإقبال عليه إلى ساعات متأخرة من النهار، شد انتباهنا كثرة المنتوجات الغذائية من حلويات مختلفة الأنواع وعلى رأسها "النوغا" ومشكل "التراس"، وهي الحلويات والمكسرات والشكولاطة التي تجمع في كيس للاحتفال بها في ليلة رأس السنة الجديدة، كما كان للبسكويت والشكولاطة والعصائر بمختلف الأحجام والأذواق وافر الحظ، حيث شهدت طوابير كبيرة وتدافعا أيضا، استجابة من الوالدين لطلبات أبنائهم عليها، كيف لا وهي رفيقتهم في الخرجات اليومية خلال أيام العطلة، ولمجة الروضة والدراسة بالنسبة لأقسام الابتدائي؟ حسبما أشار إليه الآباء في حديثهم إلينا، مؤكدين أن بعض المواد الغذائية جزائرية الصنع لذيذة الطعم، كما أنها صحية، مثل بعض أنواع البسكويت المصنوعة من القمح والحليب وأسعارها في المتناول.

حرائر القبائل لم يغفلن 

من جهتها السيدة زهرة احدادن، من تيزي وزو، لم تحرم الفتيات من نصيبهن في اللباس التقليدي القبائلي، حيث حرصت على تقديم أنواع مختلفة من المعجنات التي تشتهر بها المنطقة، إلى جانب عرض أكياس مختلفة الأحجام لـ"التشواط" المعروف في المنطقة بالمكمل الغذائي، تقول: "أنا حرفية مختصة في صناعة الزربية، الفخار، العجائن التقليدية وخياطة الجبة القبائلية، في كل معرض أضع نصب عيني نصيب الفتيات والسيدات في الجبة، بداية من المولودة الجديدة إلى صاحبة الـ100 سنة، بهدف ترسيخ العادات والتقاليد فيهن، كما أحرص دوما وأطلب من أهل الحرفة إلباس الدمى الزي التقليدي الجزائري الزاخر، فهو إرث لابد من المحافظة عليه، لذا لطالما أبديت استعدادي لخياطة ملابس الدمى وتربية أبنائنا وبناتنا على تقاليدنا. كما أحرص على صحة الطفل أيضا، فلكل يضرب المثل بصحة أهل منطقة القبائل، لأننا نتبع نظاما غذائيا صحيا في يومياتنا. وقد أحضرت معي "التشواط"، وهو مخبوز من الدقيق اللين، الصلب أو الشعير، يطهى على الطاجين ويحضر بالحليب الساخن عند التقديم ويقدم للطفل ابتداء من عمر الـ7 أشهر، مرفوقا بحليب البقر أو الماعز وكذا العسل لمن استطاع، وهو جيد للهضم ومقو للعضلات، علاوة على أن فائدته تتعدى الصغار إلى الكبار، فهو عدو الكولستيرول". 

تربية النشء على قواعد الاهتمام بالنظافة الشخصية ضرورة، خاصة في الشق المتعلق بنظافة الأسنان وغسل الأيدي. لذا فإن الشركات المصنعة لمواد التجميل استطاعت أن تؤمن هذا المطلب من خلال مختلف المواد التي عرضتها والتي كان للطفل فيها نصيب، على غرار الحفاظ، معجون الأسنان، صابون غسل الأيادي والشامبو وكذا مزيل عرق للصغار. حيث أشار السيد رمضان لعراب، ممثل مخابر فينوس، إلى أن الصحة الجسدية للطفل والتي تضمنها النظافة، أمر في غاية الأهمية، لذا حرص المخبر على عرض تشكيلة من المواد التجميلية ومنها شامبو رضع، كريمة الحليب المرطبة للجسم وماء معطر للاستحمام.

من جهته، أشار السيد ياسين ممثل شركة "الواحة" إلى أن الشركة المصنعة لم تغفل عن هذا الجانب، إذ يوجد بين منتجاتها معجون أسنان للصغار من سنتين إلى 10 سنوات، كما توجد أنواع مختلفة من الصابونات السائلة سهلة الاستعمال، منها الكريمية ومنها الخفيفة، وهي منعشة إذ يجد الطفل راحة عند الاغتسال بها، مما يشجعه على استعمالها مرة أخرى.

في حين أشارت السيدة فتيحة سواسي، مسؤولة التسويق  بشركة "الغزوات لمواد التجميل"، إلى مختلف المنتوجات التي تخدم الطفل والمراهق، إذ أمنت للمستهلك الصغير كل ما يضمن راحته في إشارة إلى الحفاظات ذات الجودة العالية التي تريح بشرة الطفل، وتضمن للأم الأمان، مع إمكانية عدم تغييرها لمدة طويلة عند ساعات الخروج من المنزل في نزهة أو بهدف التسوق، كما أشارت إلى باقة من مزيل العرق الخاص بالأطفال والمراهقين بأسعار جد معقولة ومناسبة للجنسين بغرض تحقيق الاقتصاد الأسري، خاصة بالنسبة لذوي الدخل الضعيف، وهو ما يساهم في اهتمام الطفل بالجانب الجمالي في حياته مستقبلا. 

مجسمات كارتونية، كراس ومكاتب بألوان الحياة  

الراحة في الروضة والمدرسة هي الأخرى من ضمن الخدمات التي استطاع أن يؤمنها المصنع الجزائري المشارك في المعرض، حيث جذبت منتوجات" تونيك" أعدادا هائلة من العائلات والمدارس الخاصة وروضات الأطفال، حيث يتم اقتناء مجسمات مختلفة لشخصيات كرتونية صديقة للأطفال، على غرار سندريلا، الجميلة والوحش، و"بان تان"، إلى جانب الأدوات التي يعتمد عليها في حفلات عيد الميلاد وتزين القاعات. ولأنها جذابة، فقد انتقلت العدوى سريعا بين الصغار الذين طالبوا أهاليهم بشرائها خاصة أن أسعارها في المتناول، فسعر المجسم الواحد 50 دج. كما عرضت الشركة الجزائرية لصناعة الأثاث للمجموعات، أثاث مختلف الأشكال والأنواع لرفاهية الصغار وراحتهم في المدرسة والبيت، من خلال المكاتب الفردية والطاولات الجماعية ذات الألوان الزاهية التي صنعت خصيصا للتأقلم مع متطلباتهم، حسبما أشارت إليه السيدة ريم ممثلة الشركة في قولها: "شركتنا تحرص على صنع أثاث مريح للصغار سواء في المدرسة، الروضة أو البيت، فالطفل بطبعه يحب ألوان الحياة، كما يحب الفراشات والطيور وألوان الطيف، لهذا نسعى إلى خدمته في هذا الجانب، لأن الراحة النفسية تقود حتما إلى التعلم الجيد".  

اللوحات الالكترونية الخاصة باللعب أو تلك المجهزة للإبحار في الأنترنت كانت موجودة، وقد شهدت إقبالا كبيرا من طرف العائلات، إلى جانب الأفرشة والأغطية القطنية، إلا أن المستوردة منها نالت حصة الأسد، في حين تعرف الأهل على نوعية جديدة من الجوارب والملابس الداخلية للأطفال كانت للعرض فحسب. 

حضر الأطفال وغاب الترفيه 

حشود الصغار الكبيرة التي كانت تتنقل كأسراب طيور مغردة بفرحة العطلة، وجدت في المعرض متنفسا نسبيا لأنه أمن لها بعض الرغبات، على غرار تناول الحلويات وتذوق مختلف أنواع الأجبان والمشروبات، واللعب بالبلونات، إلا أن ما أعابه الأولياء؛ غياب أماكن للترفيه رغم شساعة المكان وجود قاعات كان من الممكن استغلالها للترفيه عن الصغار حتى تترك عندهم انطباعا إيجابيا، حسبما أشارت إليه السيدة هبة وأختها، حضرتا رفقة أبنائهما وبنات أخواتهن إذ قالتا: "حبذا لو كان هناك مكان للترفيه، فقد كان المعرض فرصة لمشاهدة المنتوج الجزائري، ولأننا في عطلة تمنينا لو استمتع الأطفال بيومهم، لأنه جزء منها، فعدا أخد صور مع المهرج "بومبينو" الذي حجز له مكان عند المدخل الرئيسي للجناح الكبير، غابت كل سبل الترفيه، كما أشار بدوره إلى أن الأطفال على كثرتهم حرموا من النشاطات الترفيهية التي كان مستعدا للمشاركة فيها.