دليل شامل للوقاية الصحية
هكذا يحمي المرضى والمسنّون أنفسهم من مخاطر الصيف

- 122

يواصل المرشد الصحي فيصل أوحدة، رئيس جمعية مرضى السكري للعاصمة، خدماته الصحية والتوعوية من خلال الدورات الإرشادية التي يقدمها في كل المناسبات. ومع ارتفاع درجات الحرارة اختار أن يتطرق لتأثير الحرارة على أصحاب الأمراض المزمنة. وقال في هذا الشأن:"مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة يشكل فصل الصيف تحديا صحيا خاصا للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، إذ تزداد المخاطر الصحية في هذا الفصل؛ بسبب تفاقم بعض الحالات المرضية، وزيادة احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة"، ولهذا اختار أوحدة عرض الدليل الشامل حول تأثيرات الصيف والحرارة، على مختلف الأمراض المزمنة، وطرق الوقاية الفعالة، والإجراءات اللازمة للحفاظ على الصحة.
أمراض القلب والأوعية الدموية
يتعرض مرضى القلب والأوعية الدموية لخطر متزايد خلال الصيف؛ بسبب انخفاض ضغط الدم، إذ يؤدي التعرض للحرارة والتعرق إلى خفض كمية السوائل في الجسم، ما يقلل من حجم الدم، وبالتالي الإصابة بالجفاف الذي يتعارض مع قدرة الجسم على التهدئة، ويُحدث إجهادا للقلب.
كما تمت الإشارة الى أن الجفاف يسبب زيادة لُزوجة الدم نتيجة فقدانه جزءا من مكونه السائل، ما يبطئ سريان الدم، ويزيد فرص تجلُّطه.
كما يمكن حدوث الجلطات الدموية، إذ تزيد نسبة الجلطات في الصيف نتيجة الجفاف، وانخفاض الحركة، خاصة عند مرضى السكري والضغط والقلب.
وأوضح أوحدة أن مريض السكري يواجه تحديات فريدة في الصيف، مؤكدا تغيّر امتصاص الأنسولين، إذ إن درجات الحرارة المرتفعة تُحدث تغيراً في طريقة تعامل الجسم مع الأنسولين، حيث يتم امتصاصه بسرعة أكبر من موقع الحقن، الى جانب خطر نقص سكر الدم؛ بسبب زيادة امتصاص الأنسولين، وسرعة تأثيره في الطقس الحار. كما يمكن حدوث مشاكل التعرق في حال حدوث ضرر في الأوعية الدموية والأعصاب؛ بسبب مرض السكري. ويمكن أن يحصل انخفاض في التعرق، ما قد يؤدي إلى الإرهاق الحراري، وضربة الشمس.
أمراض الكلى
عرّج أوحدة على مشاكل أمراض الكلى التي تزداد في فصل الصيف بسبب تراكم الأملاح، وتشكُّل حصوات؛ نتيجة زيادة التعرق، وفقدان السوائل، وأيضا حالات القصور الكلوي التي تُحدث إنتاج التعرق الشديد، وفقدان السوائل الكثيرة؛ ما يعرّض الكلى للجفاف، وبالتالي قصور مؤقت في وظائفها، خاصة لمن يعانون من داء السكري والضغط، أو من يستخدمون المسكّنات بكثرة، مع خطر الوفاة بالنسبة للمرضى الذين يجرون غسيلا كلويا إذا تعرّضوا لأشعة الشمس الحارقة مع ارتفاع الرطوبة.
ويعاني مرضى الجهاز التنفسي من تفاقم الربو والحساسية؛ بسبب ارتفاع عدد حبوب اللقاح خلال فصل الصيف، وكذا التهابات الجهاز التنفسي العلوي نتيجة الانتقال بين الأجواء المكيّفة والساخنة.
وعرض أوحدة مختلف المخاطر الصحية في الصيف، لمرضى الأمراض المزمنة، على صفحاته التحسيسية على مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الجفاف الشديد، إذ يحاول الجسم تبريد نفسه عبر زيادة التعرق. لكن التعرق الشديد لفترات طويلة دون تعويض السوائل، يصيب الجسم بالجفاف. كما قد يؤدي إلى فشل كلوي حاد، خاصة للمرضى الذين يعانون، أصلا، من مشاكل في الكلى. كما يزيد لُزوجة الدم، ويرفع خطر الجلطات الدموية في أي منطقة بالجسم.
ضربات الشمس أكبرُ خطر يستوجب الحذر منه
تُعد ضربة الشمس من أخطر المشكلات التي قد تهدد حياة أصحاب الأمراض المزمنة؛ حيث تؤثر، مباشرة، على مركز الوعي في المخ. وقد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات قليلة، خاصة لكبار السن. كما تسبب حروقا في الجلد، وجفافا شديدا، وفشلا كلويا، واضطراب وظائف المخ. وتزداد خطورتها عند أصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار أوحدة الى أنها تستوجب ترطيب الجسم؛ من خلال شرب السوائل بانتظام، مؤكدا أن الماء هو الخيار الأفضل، مع تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول التي تزيد الجفاف، إلى جانب تناول الأطعمة الغنية بالسوائل؛ مثل البطيخ، والخوخ، والخيار، والطماطم، والخس والكرفس، مع مراقبة لون البول، الذي يجب أن يكون فاتحا؛ فإذا أصبح غامقا فهذه علامة على الجفاف. ونبّه المرشد الصحي إلى تجنب الحرارة الشديدة؛ من خلال البقاء في أماكن مكيَّفة خلال ساعات الذروة الممتدة من الساعة 10 صباحاً إلى 4 مساء، وكذا ارتداء ملابس خفيفة من أقمشة قطنية فاتحة اللون، تسمح بمرور الهواء، واستخدام وسائل الحماية؛ مثل المظلات الشمسية، والقبعات، وواقي الشمس، مع العناية بالطعام والدواء، من خلال تجنب الأطعمة الخارجية، خاصة من الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، وكذا التخزين السليم للأدوية؛ فبعض الأدوية مثل الأنسولين، تتأثر بالحرارة، ويجب حفظها في مكان بارد.