بعيدا عن الشواطئ وبسبب انتشار كورونا

هضبة لالة ستي تستقطب آلاف الزوار هربا من حر الصيف

هضبة لالة ستي تستقطب آلاف الزوار هربا من حر الصيف
  • القراءات: 1575
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تستقطب هضبة لالة ستي بأعالي مدينة تملسان، خلال هذه الأيام آلاف الزوار خلال الفترة المسائية إلى غاية ساعات جد متأخرة من الليل، بعدما باتت هذه الوجهة المتنفس الوحيد للمواطنين في ظل الحجر الصحي المفروض على معظم ولايات الوطن وكذا منع التوافد على الشواطئ، الأمر الذي حاصر خيارات المواطنين في البحث عن وجهة تنسيهم حر الجو وتمنحهم إمكانية التغيير والخروج من روتين الحجر بعدما رفع هذا الأخير كليا في تلمسان مقارنة بولايات أخرى.

تتميز ولاية تلمسان بثروة غابية كبيرة تمتد على مساحة 225 ألف هكتار، لتحتل بذلك مكانة استراتيجية من حيث أهميتها السياحية. وفضلا عن أدوارها البيئية والمناخية أعطى هذا الطابع الغابي للولاية قفزة كبيرة في هذا القطاع، لتصبح السياحة الغابية ثقافة منتشرة لدى الزوار من كل ولايات الوطن، وتعد هضبة لالة ستي واحدة من مكونات هذا الشريط الغابي والسياحي والتاريخي الذي يقع على علو 800 متر، فبعدما كانت تنافس شواطئ المنطقة من حيث استقبال السياح في الصيف، ها هي اليوم دون منافس لها ما جعلها تستقطب آلاف الزوار في يوم واحد، وأصبحت أهم مركز للسياحة بالولاية.

وتشير الإحصائيات إلى أن الولاية تسجل 25 مليون مصطاف وسائح سنويا، أكثرهم من المغتربين ومن ولايات مجاورة تستقطبهم الغابة والمنتجع المطل على حي بودغن العتيق.

وما زاد من شهرة تلك الهضبة وجعلها ذات جذب مثالي للزوار هي المرافق التي وضعت بها للترفيه عن زوارها على غرار حديقة التسلية والألعاب والبركة المائية التي ضاعفت من الجمال الطبيعي للمنطقة، مما زاد من إقبال العائلات عليها خاصة خلال فصل الصيف والسهرات الليلية، إذ لا تخلو الهضبة خصوصا ليلا حين تزيد حركة الموطنين الذين يقضون وقتهم هناك لاسيما بعدما أمضى المواطنون ما يزيد عن ثلاثة أشهر تحت ضغوطات الفيروس والحجر الصحي وأكثر ما ارهقهم حظر التجوال وحصر التنقل من مكان لآخر أو الاستجمام على الشواطئ لاسيما بعدما ارتفعت درجات الحرارة التي تعرف ذروتها هذه الأيام.

هذا ما وقفت عليه "المساء" خلال تنقلها إلى المنطقة، وهو ما أوضحته لنا بعض العائلات التلمسانية التي أشارت إلى أن تلك المساحة تبقى البديل الوحيد أمامها بعيدا عن البحر لتمضية سهرات عائلية حول دعوات الشواء أو فقط للاستمتاع بسهرة الشاي والمكسرات والدردشة ومنح الأطفال فسحة للعب والركض رغم أن حديقة الألعاب لم تفتح أبوابها بعد، إلا أن المساحة الخضراء هناك كافية للخروج ولو قليلا من روتين الحجر الذي لم يرفع كليا بعد على الولاية، حيث أشار الكثيرون هناك أنهم في حال أفضل على ولايات أخرى التي لا تزال تعاني ضغط الحجر الصحي وحظر التجوال في ساعات محددة من اليوم ما يحد من خياراتهم المتعلقة بالخروج والاستمتاع بالأجواء الصيفية.