الدكتور عبد الكريم شكيرد:

هشاشة العظام مرض العصر ومشكل صحي عمومي

هشاشة العظام مرض العصر ومشكل صحي عمومي
  • القراءات: 2162
أحلام محي الدين أحلام محي الدين
أكد الدكتور عبد الكريم شكيرد، أخصائي في التأهيل العضلي ومسؤول مصلحة النخاع الشوكي بمستشفى ابن عكنون، أن هشاشة العظام مرض يصيب الهيكل العظمي وضحاياه هن النساء بالدرجة الأولى، حيث تسجل 7 إصابات للسيدات مقابل رجل واحد، كما يعتبر هذا المرض مشكلا صحيا عموميا لأنه يتسبب في حدوث الكسور التي يعتبر علاجها باهظ الثمن، علاوة على تسببه في حالات الوفاة بعد 6 أشهر فقط من كسور العمود الفقري أو الحوض خاصة بالنسبة لكبار السن الذين تستحيل معهم العمليات الجراحية لصعوبة تثبيت الدبابيس الطبية بسبب الهشاشة التي نخرت عظامهم.
يقول الدكتور شكيرد بأن خاصية هذا المرض هو فقدان العظام بسبب كثافتها وتعرضها للترقق بسبب انخفاض معدل الكالسيوم بها ومنه الإصابة بالرضوض والكسور بقوة عند المسنين الذين تتراوح أعمارهم بين 67 و80 سنة، وهناك من الحالات من يصاب بالشلل الدائم، علاوة على الألم الكبير الذي يعانيه المصاب، إلى جانب بعض الأعراض، على غرار ضعف البنية وانحناء القامة، حيث يشكو العديد من المرضى من النقص في الطول وهو أمر طبيعي تفرضه حالة الهشاشة.
وأضاف الدكتور أن هشاشة العظام مرض يصيب النساء البالغات بعد مرحلة انقطاع الحيض بسبب التغيرات الهرمونية التي تطرأ على أجسامهن بعد غياب الأستروجين المؤثر بشكل مباشر على انخفاض كثافة العظام، حيث تصل إلى 30 بالمائة بعد سن الخمسين. أما بالنسبة للرجال فإن عملية خسارة الكتلة العظمية تحدث بمعدل 0.5 حتى 1 بالمائة سنويا، وتوجد أسباب أخرى للإصابة بهذا المرض وعلى رأسها أمراض الغدة الدرقية وأورام الغدة النخامية.
طريقة التشخيص
يؤكد المختص أن الكشف عن وجود مرض هشاشة العظام يكون من خلال إخضاع المريض لفحص يتبعه التشخيص بأشعة "الديامو" أو أشعة العظام، وهي الآلة التي تكشف إن كان الشخص يعاني من الهشاشة أو نقص فقط في الكالسيوم، يتبعها إجراء التحاليل التي يطلبها المختص من المريض.
الوقاية خير من العلاج
أشار الدكتور عبد الكريم  إلى أن الوقاية هي الأرضية الخصبة للصحة السليمة، يقول: "أنبه الأمهات أولا إلى ضرورة إرضاع أبنائهن طبيعيا لأن في حليب الأم شفاء ودواء وصحة، كما تحرص الأم على تقديم  الأغذية الغنية بالكالسيوم للطفل ومتابعة نظام غذائي صحي مع تشجيعه على ممارسة الرياضة دون إغفال تعريضه للشمس، خاصة أن مناخ بلادنا رائع والشمس مشرقة في كل الأوقات فهي تساهم في اختزان الفيتامين "د"، ويكون الحال لمدة 20 سنة كاملة وهي مدة البناء والنمو، من أجل بناء كتلة عظام قوية في مرحلة الشباب والمحافظة عليها خلال فترة منتصف العمر، لأن الوقاية من مرض هشاشة العظام هي العلاج الفعال والحقيقي، ويواصل محدثنا قائلا: "هذا لا يغني الاستغناء عن هذه العادات، فبعد سن الـ25 سنة تبدأ الكتلة العظمية بالتراجع، لكن في ظل وجود غذاء صحي وجسد رياضي فإن خطرها يكون ضعيفا".
وللسيدات المتقدمات في السن وللرجال أيضا يقول المختص: "تظل الوقاية خير من العلاج، لهذا يستوجب على السيدات اللائي دخلن مرحلة اليأس أو الكبيرات في السن تناول 1000 مليغرام من الكالسيوم يوميا، وهي موجودة في الأجبان، الحليب، الأسماك وبعض الخضر والفواكه وممارسة رياضة المشي وكذا الأيروبيك والعدو  والتعرض للشمس لما لا يقل عن 15-20 دقيقة 3 مرات أسبوعياً، كما يستوجب الأمر مراقبة الوزن الذي لابد أن يكون موازيا للطول حتى لا يشكل عبئا على العظام، مع ضرورة تفادي التدخين وشرب الخمر".
وحول طريقة العلاج المتاحة، يقول المختص؛ غالبا ما نصف عقار "البيوسفونات" للمرضى، وهو العلاج الذي يؤخذ لمدة تتراوح بين 3 و5 سنوات كاملة بمعدل برشامة أسبوعيا للحفاظ على تركيبة العظام ومنه حماية المسنين من الكسور عند السقوط، إلا أن غلاء هذا الدواء وصعوبة إعطائه للمريض قبل الإصابة بالكسر لأنه لايعوض من قبل الضمان الاجتماعي قبل الكسر وإنما بعد حدوثه فقط، حيث يتناوله المريض خلال فترة النقاهة بعد العملية أو الجبس، لهذا يحرم العديد من المرضى من تناوله ومنه تعرضهم للكسور الخطيرة التي تكلف الدولة ميزانية كبيرة من أجل العلاج، وهو ما يدفعنا إلى القول بأن مرض هشاشة العظام بات مرض العصر نظرا لارتفاع معدل الحياة، كما أنه مشكل صحي عمومي.