الأخصائية العيادية نسرين العمري أكسيل لـ "المساء":

هذه خطوات تجاوز صعوبات التعلم عند الأطفال

هذه خطوات تجاوز صعوبات التعلم عند الأطفال
  • القراءات: 810
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكدت المختصة العيادية نسرين العمري أكسيل، في تصريح لـ "المساء"، أن الكثير من الأطفال المتمدرسين يعانون من صعوبات التعلم، لكن، للأسف، بعض الأولياء يجهلون ذلك، إذ يبدأ سلوك الطفل في التغير مع النتائج السلبية المتكررة في ظل جهل الأستاذ والأولياء ذلك، وهو ما ينجر عنه رسوب متكرر في السنوات. ولشرح ذلك استفسرت "المساء" من المختصة، حول ماهية صعوبات التعلم، وأسبابها، وكيفية التعامل معها.

أوضحت العيادية أكسيل، أن صعوبات التعلم تعد اضطرابات تؤثر على قدرة الفرد في مجالات اللغة المنطوقة أو المكتوبة، أو الحساب الرياضي، أو الانتباه، أو تنسيق الحركات، والتي يمكن أن تحدث عند الأطفال الصغار، ولكن لا يتم التعرف عليها، عادة، حتى يبلغ الطفل سن المدرسة.

وتشمل بعض الفئات المحددة لصعوبات التعلم ما يلي:

عسر القراءة، والذي يسبب صعوبات في التعرف على الكلمات والتهجئة والفهم.

وخلل في الكتابة، والذي ينتج عنه ضعف في الكتابة اليدوية، أو ضعف في التهجئة، أو كليهما، إلى جانب عسر الحساب، والذي يؤثر على القدرة على تعلم الحساب والرياضيات.

واضطراب التعلم غير اللفظي، ويتميز بمشاكل في تلقي وتفسير أشكال الاتصال غير اللفظية، مثل لغة الجسد، وتعبيرات الوجه. واضطراب المعالجة السمعية المركزية، والذي ينطوي على صعوبة في التعرف على الأصوات وتفسيرها.

وصعوبات التعلم المتعلقة باللغة، وهي مشاكل تتداخل مع التواصل المناسب للعمر، بما في ذلك التحدث، والاستماع، والقراءة، والتهجئة والكتابة.

وتوضح العيادية نسرين العمري أسـباب صعوبات التعلم قائلة: "يكون الأفراد أكثر عرضة للإصابة بمثل هذا الاضطراب إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى ـ مثل أحد الوالدين أو الأشقاء ـ له نفس الأعراض، إلى جانب العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر إصابة المرء بإعاقة في التعلم، كالولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، واستخدام النيكوتين، وتناول الكحول والمخدرات أثناء الحمل، والنقص الحاد في التغذية".

أما في ما يخص الأعراض البارزة لصعوبات التعلم، فقالت العيادية إنها تميز اضطراب التعلم المحدد بواحد أو أكثر من الصعوبات في التعلم، واستخدام المهارات الأكاديمية. وتستمر الصعوبة ستة أشهر على الأقل، على الرغم من التدخلات التي تهدف إلى معالجتها. ويمكن أن تشمل صعوبة في القراءة؛ "قد يقرأ الفرد بشكل غير دقيق أو ببطء، وبجهد؛ ما يؤدي إلى التأثير على فهم معنى ما يقرأ، والإملاء، والتعبير الكتابي، وكذا فهم الأرقام أو الحساب، والمنطق الرياضي".

وأوضحت المختصة أن لتشخيص صعوبات التعلم، يجب أن تكون المهارات المتأثرة أقل بشكل ملحوظ، وقابلة للقياس مما هو متوقع لعمر الفرد. ويجب أن تتداخل الصعوبة بشكل كبير مع الأداء أو الأنشطة اليومية. كما تبدأ الصعوبة خلال سنوات الدراسة، على الرغم من أنها قد لا تصبح واضحة تماما حتى تتجاوز الطلبات على المهارات المتأثرة، قدرة الفرد، كما هي الحال في الاختبارات المحددة بوقت. وقد تتراوح الأعراض من خفيفة تنطوي على صعوبة في مجال أو مجالين يستجيبان للتسهيلات أو الدعم، إلى شديدة، إذ من غير المرجح أن يتعلم الفرد المهارات المتضررة بدون التدريس الفردي المكثف.

كيف يتم التعامل مع الطفل المصاب؟

تطرح المختصة السؤال التالي: "ماذا يتطلب؟ وما دور الأهل في ذلك؟ وما هو العلاج الأنسب لذلك؟". وتجيب قائلة: "يتم التعامل مع صعوبات التعلم، بشكل شائع، مع التربية الخاصة. قد يقوم أخصائيو التوعية بتقييم كل من الأداء الأكاديمي، وإمكانات الطفل، ومن ثم تعليم مهارات التعلم من خلال توسيع قدرات الطفل الحالية، وتصحيح أو تعويض الإعاقات. وقد يشمل العلاج أيضا، خدمات المعالجين المتخصصين في مجالات معيّنة، مثل الكلام واللغة في بعض الحالات. كما يمكن استخدام الأدوية في زيادة قدرة الطفل على التركيز. وتختلف التفاصيل المحددة للتدخلات الخاصة بصعوبات التعلم، بناء على نوع الإعاقة وشدتها، ولكن يمكن أن تكون طرق التدريس المتخصصة والمكثفة واستخدام المسجلات الصوتية والكتب الصوتية وبرامج معالجة الكلمات وأشكال التكنولوجيا المختلفة، مفيدة لبعض الحالات".

نصائح للتعامل مع عوائق تعلّم طفلك

تقدم العيادية نسرين العمري مجموعة من النصائح للأولياء، وهي على النحو التالي: 

1- تعلّم، بقدر ما تستطيع، ما يخص التعلم عند طفلك؛ كلما زادت معرفتك بطفلك زادت قدرتك على مساعدته. وابدأ بمدرسته، ومعلّم طفلك، وتابع البحث على الويب ومع محترفين آخرين.

2- كوّن علاقة عمل إيجابية مع معلم طفلك وموظفي المدرسة من خلال التواصل المنتظم. تبادل المعلومات حول تقدم طفلك في المنزل والمدرسة. قابل المعلمين والمستشارين، وساعد في وضع خطة تعليمية لتلبية احتياجات طفلك. خطط لوسائل الراحة التي يحتاجها طفلك.

3- اُطلب مترجما إذا لزم الأمر.

4- شجع نقاط القوة عند طفلك واهتماماته، وامدحه عندما يقوم بعمل جيد.

يتفوق العديد من الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، في مجالات أخرى. شجع طفلك على متابعة الأنشطة التي يستمتع بها، وامنحه الفرص للقيام بذلك.

5- تذكر أنك لست وحدك، فهناك العديد من الأشخاص والمجموعات ذوي الخبرة، الذين يمكنهم مساعدتك أنت وعائلتك.

6- كن صبورا مع طفلك، ففي بعض الأحيان يتم إلقاء اللوم على الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التعلم لعدم بذلهم جهدا كافيا أو كونهم كسالى، في حين أن صعوبات التعلم لديهم، في الحقيقة، ليست شيئا يمكنهم التحكم فيه، وهم يعملون بجد. إعاقة التعلم ليست خطأ أحد. والحصول على النوع الصحيح من الدعم يمكن أن يُحدث فرقا إيجابيا للغاية، لطفلك.

7- اِنتبه لصحة طفلك العقلية وصحتك! كن منفتحا على الاستشارة، والتي يمكن أن تساعد طفلك على التعامل مع الإحباط، والشعور بتحسن تجاه نفسه أو نفسها، وتعلّم المزيد عن المهارات الاجتماعية.

8- اِسأل معلّم طفلك عن الطرق التي يمكنك من خلالها دعم تعلّم طفلك في المنزل. وقد يشمل ذلك المساعدة في الواجبات المنزلية، أو وضع الجداول الزمنية والروتينية، أو ممارسة مهارات معينة معا.

9- تذكّر أن الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم، يمكنهم أن يتغلبوا عليها، وأن يكونوا ناجحين في المدرسة وعلى المستوى المهني مثل البالغين.

كيفية التعامل مع صعوبات التعلم داخل القسم

قدّمت العمري نصيحة للمعلم في التعامل مع التلميذ داخل القسم، لدعمه.

اِبدأ بالتركيز على نقاط القوة مثل (الرسم)، بينما تعالج نقاط الضعف لديه.

عزز ثقته بنفسه من خلال السماح له بتقديم مواضيع بالطريقة التي يجدها مناسبة له.

مساعدة الطالب في تدوين الملاحظات ورسم الخريطة الذهنية لكل درس.

ومن الضروري تشجيع الطالب ودعمه ومكافأته على الجهد الذي يبذله. ويمكن الاستعانة بزميل له متميز ومتعاطف معه، لمساندته داخل الصف.

وفي ما يخص عملية ترتيب الصف قالت: "اسمح للطفل بالجلوس بالقرب منك والتواصل معه بصريا، حتى تتمكن من مساعدته إذا احتاج لذلك. واترك ما كتبته على السبورة أطول وقت ممكن. وتأكد من صحة ما نقله منها. واحرص على جلوس الطفل في الصفوف الأولى".

وعن طريقة التعليم قالت: "حاول معرفة نمط تعلّم (بصري، سمعي، حسي، حركي)، ومراجعة ما سبق دراسته يوميا، مع إضافة معلومات جديدة، وتذكير الطالب وإخباره مقدَّما، بأنه هو الذي سيجيب عن السؤال القادم، وتكرار المعلومات والشرح بشكل متنوع، للتأكد من وصول المعلومات إليه. تحدّث مع الطالب الذي يعاني صعوبات في التعلم، قبل بدء الشرح وبعده.  راع مدة انتباه الطفل، لأن الانتباه بالعمر والسماح بتسجيل المادة قد يساعد الطفل على التعلم بشكل أفضل. قلل من  واجباته المنزلية، وتجاهل الأخطاء الإملائية في جميع المواد، وركز على المعنى والمحتوى العلمي، فاختبار الرياضيات أو العلوم ليس اختبارا في الإملاء. تجنب خصم بعض الدرجات عن الخط السيئ. وتجنب خصم درجات من مسألة رياضية قام بحلها بشكل صحيح ولكن نقل أرقامها خطأ. قسّم ما تكلفهم به إلى مهام صغيرة يسهل تذكّرها. وقدم له الاختبارات بدون ضغط الوقت، واسمح له بوقت إضافي.