برنامج تسعى مصالح الحماية المدنية إلى تعميمه

هذه خطوات الإسعاف الأولي في حال وقوع حادث

هذه خطوات الإسعاف الأولي في حال وقوع حادث
  • 1307
 نور الهدى بوطيبة  نور الهدى بوطيبة

أصبح التحكم في تقنيات الإسعاف من طرف أفراد المجتمع أكثر من ضرورة، خصوصا مع تعدد المخاطر التي باتت تحيط بالإنسان أينما حل أو ارتحل، وفي هذا السياق، ارتأت المديرية العامة للحماية المدنية، في إطار برنامج وطني، تعميم هذه التقنيات التي تتطلب القيام بخطوات بسيطة، من شأنها إنقاذ حياة شخص في حالة خطر، أو تجنب وقوع كوارث قد تكون نتائجها وخيمة، وللتعرف على هذه الخطوات، تحدثت "المساء" إلى أحد أعوان الحماية المدنية المختصين في هذا الجانب، من أجل تعميم الفائدة.

تحدث "س.مصطفى"، عون لدى مديرية الحماية المدنية، على هامش اليوم التحسيسي التوعوي ضد مخاطر السياقة المتهورة، الذي نظمته "المغاربية للإيجار المالي الجزائر"، مؤخرا،  في إطار أمن الطرقات، على ضرورة تعلم أساسيات الإسعافات الأولية من أجل الفعالية، ومد يد المساعدة في حالة الوقوف على حادث، سواء في البيت، أو حادث مرور، وغيرها من الحوادث التي يمكن لإسعافات أولية، أن تساعد الضحية ويتم تفادي مضاعفات صحية أو الموت في أصعب الحالات.

قال المتحدث، إن الاستفادة من التدريبات في الإسعافات الأولية أمر ضروري، وعلى كل فرد في المجتمع أن يتعلم تلك الأساسيات التي تجعله يتصف بصفة الفعالية في مجتمعه ووسط محيطه، خصوصا أنها تقنيات تساعد الفرد على تخطي أصعب المواقف التي تعرض حياته للخطر.

أضاف "س.مصطفى"، أن تطبيق الإسعافات الأولية، لابد أن يتم على ثلاث مراحل، أولها حماية النفس من التعرض لنفس الخطر، وفق نوع الحادث، فمثلا إذا كان حادثا مروريا، يتم تحديد مساحة وحدود الخطر، بوضع إنارة قوية أو لافتات مضيئة أو لبس "جاكيت" خاص، وغيرها من الأدوات التي تسمح لباقي السيارات المارة بتفادي الحادث، إلى جانب إبعاد ضحايا الحادث غير المصابين عن مكان وقوع الاصطدام، أو إبعادهم عن الطريف، مشيرا إلى أنه في حال عدم القيام بتلك الإجراءات الاحترازية، يعرض الشخص الذي يحاول المساعدة، إلى خطر أكبر، مثل اصطدام سيارة به.

كما شدد المتحدث، على أن ثاني خطوة لابد أن يقوم بها الشخص الذي يحاول المساعدة؛ الاتصال بالإسعاف في اللحظات الأولى من وقوع الحادث، حتى تستعجل المصالح المسعفة للوصول إلى عين المكان، لإسعاف الشخص الذي هو في حالة خطر، مشيرا إلى أن سيارة الإسعاف قد تأخذ وقتا معينا للوصول، بسبب الازدحام المروري، وهذا ليس في صالح الضحية، التي قد يكون إنقاذها مرتبط بالعامل الزمني، لإنقاذ حياتها وتفادي الموت.

وفي المرحلة الثالثة، يقول عون الحماية المدنية، يجب تحديد نوع الإصابة التي تعرضت لها الضحية، أو عدد الضحايا، لتقديم المساعدة وفقها فورا، مشيرا إلى أن تحديد الإصابة لابد أن تكون بشكل عمودي من الرأس إلى الأسفل، وأول خطوة لابد أن يقوم بها المسعف، هي شد الرأس ومحاولة تثبيته، لتفادى إصابة العمود الفقري، ثم يحاول المساعد بمعرفة ما إذا كانت هناك إصابة نزولا من الرقبة، ثم الصدر، فالظهر، والأرجل وما إلى ذلك، وتدريجيا يتم إبعاد الضحية عن مكان الخطر، لكن وفق أساليب خاصة، ولا يتسرع في اتخاذ إجراءات قد تضر بالضحية إلى غاية وصول الإسعاف، يمكن الاستعانة حينها بالتنفس الاصطناعي عند تحديد حاجة الفرد لذلك.

وفي الأخير، قال المتحدث، إن اكتساب تلك الخطوات لا يتم إلا عن طريق تدريبات خاصة، مشيرا إلى أن مديرية الحماية المدنية فتحت ذلك لكل راغب في تعلمها، على مدار السنة، وليس خلال موسم واحد، مثلما كانت سابقا، لما ارتأت المديرية أنه من الضرورة تعميم تلك التدريبات على كافة أفراد المجتمع، نظرا لأهميتها القصوى في مساعدة الضحايا، أو على الأقل عدم الإساءة للضحية قبل وصول الإسعاف.

الجدير بالذكر، أن فترة التدريب في مجال الإسعافات الأولية تصل إلى 21 يوما، وفق المتحدث، الذي أوضح أنه يتم خلال هذه الفترة، تقديم أساسيات الإسعافات الأولية، مؤكدا أنه لا يمكن حصر تلك الإسعافات في عمليات واحدة، لاسيما أن جميع الحوادث مختلفة عن بعضها البعض ولكل حالة خاصياتها ".