صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية

هذا هو ملاذ العاصميين لشراء أضاحي

هذا هو ملاذ العاصميين لشراء أضاحي
  • القراءات: 801

تستقطب صفحات "الفايسبوك"، والمواقع الإلكترونية التي تروج للمواشي بالصور والفيديوهات، اهتمام سكان الجزائر العاصمة الراغبين في اقتناء أضاحي عيد الأضحى، بعد تراجع نقاط البيع المرخصة، جراء تفشي فيروس (كوفيد-19)، وهو ما سيغير الكثير من نكهة وطقوس الاحتفال بهذه الشعيرة الدينية هذه السنة.

 أمام تراجع نقاط البيع المرخصة، وكذا العشوائية، لبيع المواشي بالجزائر العاصمة، بعد تشديد إجراءات الرقابة، في إطار تدابير مجابهة تفشي فيروس "كورونا"، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي ملاذ المواطنين لاختيار الأضحية، حيث يقوم بعض الموالين، إلى جانب مربي الماشية، بالترويج للأضاحي عبر منصات افتراضية، لجذب الزبائن وتنظيم عمليات البيع، من خلال تحديد أرقام هواتف والرسائل القصيرة للتواصل والتفاوض. تعج شبكة "فيسبوك" بصفحات ومجموعات خاصة، تحولت إلى سوق إلكترونية، تعرض فيها صور وفيديوهات مغرية للمواشي بمختلف أنواعها وسلالتها، إلى جانب تحديد السعر والتخفيض.

في هذا الإطار، أشار محمد، موال من بلدية الخرايسية،  إلى أن "فيسبوك تحول إلى أداة إلكترونية فعالة للموالين ومربي المواشي، للتواصل خلال جائحة "كورونا"، حيث يتم تنظيم عمليات بيع وشراء المواشي افتراضيا"، وأفاد أن ابنه ذو المستوى الجامعي، هو من اقترح عليه إنشاء هذه الصفحة الافتراضية، بعد ركود البيع خلال الأشهر الأولى من الوباء، مشيرا إلى أن العملية لاقت "رواجا كبيرا"، حيث تلقى الكثير من الرسائل من مختلف بلديات العاصمة، تستفسر عن الأسعار وكيفية التوصيل، وقد حجز بعض سكان العاصمة أضاحيهم، ليستلموها ليلة العيد". من جهته موسى، موال ينشط بحي كوريفة بالحراش، ذكر أنه أمام تشديد الرقابة على سوق المواشي، للحد من تفشي وباء "كورونا"، "أصبح الفضاء الأزرق ملجأ للتسويق، ويضمن أكثر حركية ونشاط من الوسائط التقليدية المكلفة خاصة مع الوضع الوبائي".

بدوره، أكد مروان (إطار بمؤسسة عمومية يقطن بعين البنيان)، أن "فيسبوك"، أتاح له فرصة الاطلاع على صفحات تقدم خدمة بيع الأضاحي قريبة من منطقته، على غرار بلديات تسالة المرجة وبئر توتة والدويرة وبابا علي وبئر خادم، إذ تمكن الأسبوع المنصرم، من تحديد موعد مع موال بالدرارية وتنقل لمعاينة الأضحية، كي يتحقق من سلامتها وخلوها من الأمراض، ويتفق معه على شرائها،  بسعر مناسب لم يتجاوز 50 ألف دينار.

أكدت السيدة مريم التي صادفتها "وكالة الأنباء الجزائرية"، رفقة زوجها، بنقطة بيع الأضاحي بحي بلاطو، باتجاه الشراقة، أنها تتخوف من شراء أضحية العيد عبر "فيسبوك"، بسبب التحايل وتفضل معاينتها عن قرب للتأكد منها، حيث تحبذ الماشية التي يتم رعايتها في الإسطبلات، مبرزة أن تفشي فيروس "كورونا" غير الكثير من السلوكات والعادات الاجتماعية، والاحتفال بالعيد الذي يستلزم هذه السنة، التقيد بشروط النظافة الصحية لتفادي مخاطر نقل العدوى.

أفاد مسير أحد الصفحات الفيسبوكية لبيع الأضاحي ببلدية اسطاوالي، بأن الماشية التي يعرضها على الصفحة ذات نوعية وبأسعار تنافسية، تتراوح بين 35 ألف دينار و60 ألف دينار، حسب الوزن والسلالة، وهي أكثر ضمانا، لأن نشأتها طبيعية داخل إسطبل مزرعته الخاصة، كما يتيح امتيازات كحق الزبون في التأكد من سلامة الماشية، وفي حالة وجود عيوب بها، لديه حق في استرجاع قيمته المالية لفترة معينة.

ضرورة "تفعيل" قانون التجارة الإلكترونية

في هذا الشأن، حذر رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك، منور حسان، المواطنين من التعامل مع بعض صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو باقي المواقع الإلكترونية لشراء أضاحي العيد، كونها نقاط بيع فوضوية غير خاضعة للرقابة البيطرية والمعايير الصحية، خاصة مع الجائحة التي تعيشها البلاد، وأضاف أن بعض هذه الصفحات تمارس النصب والاحتيال، حيث أن معظمها لا يتضمن معلومات وبيانات واضحة عن صاحبها، ماعدا رقم الهاتف، بالتالي "توخي الحذر مطلوب أمام إغراء الإعلانات"، يشدد المسؤول الجمعوي.

في المقابل، دعا المتحدث إلى ضرورة تنظيم سوق المواشي خلال فترة العيد، وتقديم البديل بعد التشديد، وغلق أغلب نقاط البيع، مؤكدا على ضرورة تخصيص مساحات واسعة ونظيفة ومسيجة لعرض المواشي بأعداد معينة، وكذا التقيد بإجراءات الوقاية من تفشي "كورونا"، على غرار إلزامية ارتداء الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي، وتأسف عن كون قانون التجارة الإلكترونية "غير مفعل"، وهو كفيل بحماية المستهلك، مبرزا غياب ثقافة التبليغ عن مثل هذه الجرائم الإلكترونية من طرف الزبون الجزائري.